شهدت الانتخابات البلدية واللامركزية الأخيرة في الأردن حالات ترشُّح فريدة لم يعتدها الأردنيون في السابق؛ فترشّح في إحدى المناطق والد وابنه في الانتخابات ذاتها، ولم يكن هذا الأمر فقط هو المستهجن؛ بل كان الأغرب من ذلك فوزهما معاً.
وترشّح تيسير نصيرات ونجله إبراهيم في الانتخابات البلدية، حيث فاز كل منهما بعضوية المجالس المحلية لمنطقة الروضة ومنطقة الهاشمية التابعتين لمدينة إربد، التي تبعد عن العاصمة عمّان نحو 80 كيلومتراً شمالاً.
"عربي بوست" زار منزل المواطن تيسير نصيرات، والتقى "العائلة الفائزة". وفي سؤالنا عن السبب الذي جعل الأب وابنه يخوضان غمار الانتخابات نفسها، قال تيسير: "أنا أسكن في حي الروضة التابع لمحافظة إربد، وابني يسكن في حي الهاشمية المجاور، والناس تعرفني منذ نحو 20 عاماً؛ لكوني فزت في الانتخابات المحلية 5 دورات متتالية".
ويضيف: "قررت هذه المرة أن أشارك في الانتخابات عن حي الروضة، إلا أن أهالي حي الهاشمية المجاور طلبوا مني أن أترشح عن منطقتهم، لكن ذلك لم يكن ممكناً؛ لكوني قمت بالتسجيل للمشاركة في الانتخابات عن حي الروضة".
وتابع: "وبعد الضغط عليَّ من أهالي حي الهاشمية، اقترحت عليهم أن يقوم ابني إبراهيم، الذي يسكن في حيِّهم، بالترشح ليقوم بخدمتهم كما أقوم أنا، فأيدوا الفكرة ورحبوا بها".
هكذا أقنعْتُ ابني
"لقد كان متردداً"، هكذا وصف تيسير نجله إبراهيم عندما اقترح عليه المشاركة في الانتخابات، حيث تُعد هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها بالحراك الانتخابي.
واستطرد قائلاً: "قلت له: لا تخف وأنا سأساعدك واعتبر نفسك ناجحاً؛ فأهل المنطقة يعرفوننا وهم من رحبوا بفكرة ترشّحك للانتخابات".
أما إبراهيم (35 عاماً)، فقال في حديثه لـ"عربي بوست"، إنه كان متردداً من عدم تقبُّل المجتمع فكرة ترشح الابن ووالده.
ويضيف إبراهيم: "الناس لم تستغرب الفكرة كثيراً؛ لأن هناك الكثير ممن يعرفني عندما كنت أساعد والدي حينما كان عضواً في المجالس البلدية خلال السنوات السابقة".
وبعد فوزه ووالده، قال إبراهيم: "الآن، أصبحت المسؤولية عليَّ وعلى والدي كبيرة، وأصبحت سمعتنا على المحك، فالمطلوب منا في المرحلة القادمة خدمة الناس بشكل أكبر".
واستطاع تيسير نصيرات الحصول على أعلى الأصوات في انتخابات المجلس المحلي لمنطقة الروضة شرق إربد، بالتزامن مع نجاح نجله إبراهيم في منطقة الهاشمية بإربد، حيث حصل الأخير -بحسب الإحصاءات- على المركز الثاني في منطقة الهاشمية، ليصبح عضوا بمجلس محلي.
زوجان يترشحان للانتخابات
وفي المنطقة نفسها، التي فاز بها إبراهيم نصيرات، "حي الهاشمية"، ترشح أيضاً زوجان للانتخابات، فحالف الحظ الزوجة بفوزها بمقعد الكوتا، فيما أخفق الزوج ولم يظفر بمقعد.
وكان المواطنون الأردنيون قد توجهوا إلى صناديق الاقتراع يوم الخامس عشر من الشهر الجاري؛ للمشاركة في الانتخابات البلدية واللامركزية، بمشاركة 6622 مرشحاً ومرشحة، تنافسوا على 2444 مقعداً، تختلف مواقعها ما بين رئيس بلدية وعضو مجلس محلي/بلدي وعضو مجلس محافظة.
ووصل عدد المقترعين بانتخابات المجالس البلدية واللامركزية في المملكة، إلى مليون و302 ألف و949 ناخبة وناخباً، من أصل 4 ملايين و109 آلاف و423 ناخباً وناخبة يحق لهم التصويت في المجالس البلدية واللامركزية.
وشكلت الإناث النسبة الأكبر من إجمالي الناخبين في المملكة، بعدد يتجاوز نحو 182ر2 مليون ناخبة وبنسبة 53 بالمائة، في حين يبلغ عدد الناخبين الذكور 927ر1 مليون وبنسبة 47 بالمائة.
وبلغت النسبة العامة للاقتراع في انتخابات المجالس البلدية واللامركزية على مستوى المملكة 71ر31 بالمائة، وفق ارقام الهيئة المستقلة للانتخاب.