كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، اليوم الأحد 13 أغسطس/آب 2017، أن الشرطة البريطانية تحقق في خطط لاستهداف مسلمي بريطانيا على أيدي جماعات من النازيين الجدد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرَّب من التحقيق (لم تسمّه) قوله، إن "40 من النازيين الجدد يخضعون حالياً للتحقيق من الشرطة، وذلك للاشتباه بأنهم كانوا يخططون لهجمات إرهابية ضد المسلمين في مناطق مختلفة من بريطانيا"، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول.
وأضاف أن "الخطر الذي يُشكله المُتطرفون اليمينيون على الأمن القومي لا يختلف عن الإرهابيين الإسلاميين. فهم يُجرون أبحاثهم، ويُحددون الأهداف الذين يمكن مهاجمتها، ثم يتحركون. إلا أنَّ تتبعهم يُعدُّ أصعب من تتبع الإسلاميين لأنَّهم يبدون أفضل بكثير في العمل دون أن يتم اكتشافهم. ونحن نتوقع المزيد من المشكلات والهجمات من قِبل النازيين الجدد".
وأوضح أن "مخططات هجمات النازيين الجدد تعتمد على البحث، ودراسة عمل المنظمات والجمعيات الإسلامية، وكذلك اختيار الأهداف الأكثر ضعفاً بعناية".
"انخرطوا في مؤسسات إسلامية"
كما أشارت مصادر تحدثت للصحيفة البريطانية، إلى أنه يُعتقد أنَّ المُتطرفين يعملون في "بؤر لتيار اليمين المتطرف" تقع في الغالب في منطقة يوركشاير شمال شرقي إنكلترا، بما في ذلك مدن ليدز، ودوزبيري، وباتلي.
وأضافت أن النازيين الجُدد الذين يُجري التحقيق معهم بدأوا في تنفيذ مؤامراتهم بالفعل، وذلك من خلال الانخراط في المؤسسات الإسلامية ومع مُمثلي المجتمع، وهو الأمر الذي يتناقض مع أولئك الذين يرتكبون جرائم الكراهية ضد المسلمين ببساطة، رداً على الهجمات الإرهابية الإسلامية.
وزادت الشرطة تحقيقاتها بشأن المتطرفين اليمينيين، بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع، في يونيو/حزيران، بالقرب من مسجد فينسبري بارك شمالي لندن، الذي راح ضحيته مسلمٌ واحد وأصيب 11 آخرون، وفقاً لـ"صنداي تايمز".
النازيون ينشطون مجدداً
ولفتت الصحيفة إلى أن إحصاءات وزارة الداخلية البريطانية تكشف عن اعتقال 48 شخصاً بتهم إرهابية، تتعلق باليمين المتطرف في 2017، حتى مارس/آذار الماضي، وأن هذا الرقم يمثل نحو خمسة أضعاف الأشخاص العشرة الذين اعتقلوا بتهم مشابهة خلال الـ12 شهراً السابقة لتلك الفترة.
ومنذ يونيو/حزيران 2016، كثَّف النازيون الجدد نشاطهم، لاسيما بعد اغتيال النائبة في مجلس العموم جو كوكس، المؤيدة لحقوق اللاجئين.
وفرضت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر رود، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حظراً على نشاط النازيين الجدد (National Action)، أي "العمل الوطني"، بعد ترحيبهم باغتيال النائبة "كوكس".
وفي 16 يونيو/حزيران 2016، اغتيلت النائبة "كوكس"، المعروفة بمواقفها الليبرالية ودفاعها عن حقوق اللاجئين، بالرصاص والطعن بالسكاكين، في بلدة "برستول"، بالقرب من مدينة ليدز في ويست يوركشاير، وفقاً لوكالة الأناضول.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حكم على قاتلها توماس ماير، الذي اعترف بجريمته، بالسجن مدى الحياة، مع حرمانه من تقديم أي التماس عفو، وخلصت المحكمة إلى أن وفاتها نتجت عن طعنات متعددة وأعيرة نارية.