إذا اندلعت حرب نووية بين أميركا وكوريا الشمالية، فإن من بين أفضل الأماكن التي سيتوجه لها سكان العاصمة الكورية بيونغ يانغ للاحتماء مترو الأنفاق! الذي يقع على عمق 360 متراً، وتعمل السلطات على مضاعفته لكي يصبح مخبأً من الهجوم النووي.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية لنظام ميترو الأنفاق داخل بيونغ يانغ، الجمعة 12 أغسطس/آب 2017، الركاب وهم يستخدمون نظام قطارات الأنفاق الأكثر عمقاً على مستوى العالم، والذي يتضمن خطّين بطول 18 ميلاً لكليهما معاً.
وتشير الصحيفة إلى أن أعمال التشييد في مترو بيونغ يانغ بدأت عام 1968، واُفتُتِحَ في عام 1973، على يد كيم إيل سونغ، جد الديكتاتور الحالي كيم جونغ أون.
وعلى الرغم من أن نظام مترو الأنفاق عادة ما يكون مُزدحماً بالركاب، يعني وجوده على هذا العمق تحت سطح الأرض أن المواطنين بإمكانهم استخدامه كمأوى إذا احتدمت التوتّرات بين كوريا الشمالية وأميركا لتصير حرباً واسعة النطاق.
في وقت سابق من هذا العام، أكّد أحد كِبار المسؤولين في نظام كوريا الشمالية أن البلاد "لا تخشى" احتمال قيام الولايات المُتحدة بعملٍ عسكري.
والقطارات المُستخدمة أسفل العاصمة الكورية هي عربات قديمة من ألمانيا اشترتها كوريا الشمالية عام 1999، وكانت كومة خردة، وتزعم بيونغ يانغ الآن أنه قد تم بناء القطارات في كوريا الشمالية، ولكن على الرغم من محاولات إخفاء أصولها، لا يزال بالإمكان رؤية بعض علامات الكتابة القديمة على العربات.
وبيّنت "ديلي ميل" أن المصور الفرنسي إريك لافورغ التقط هذه الصور خلال رحلة إلى الدولة المنغلقة على ذاتها، وقال إن هناك 17 محطّة فقط بالخطّين. وأشار إلى أن الأجرة تعادل نصف سنت أميركي.
وأشار الصحفي إلى أن الهبوط إلى عمق 120 متراً يستغرق ثوانٍ قليلة فحسب، و"لكنّك تشعر وكأنك في فيلم، إذ أن موسيقى الثورة، والأغاني الوطنية تتردد في جميع الأنحاء بمكبرات الصوت".
وتأتي هذه الصور في وقت تتصاعد فيه الحرب الكلامية بين كوريا الشمالية وأميركا، ويبدِي كل منعهما استعداده للتصعيد عسكرياً.
وقالت كوريا الشمالية يوم الخميس الفائت 10 أغسطس/ آب 2017 أنها ستضع اللمسات الأخيرة على خطة لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى باتجاه جزيرة غوام الأميركية في غرب المحيط الهادئ، وأضافت أن تحضيراتها ستنتهي في منتصف آب/أغسطس، وتشمل أربعة صواريخ من طراز "هواسونغ-12" ينتهي مداها على بعد 30 إلى 40 كلم من
غوام الأميركية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأشارت بيونغ يانغ، اليوم السبت، إلى أن قرابة 3.5 مليون مواطن تطوعوا للانضمام إلى صفوف جيشها أو العودة إليه لمقاومة عقوبات جديدة من الأمم المتحدة وقتال الولايات المتحدة، بحسب وكالة رويترز.
وذكرت صحيفة (رودونج سينمون) الرسمية في كوريا الشمالية أن المتطوعين عرضوا الانضمام إلى الجيش الشعبي الكوري بعدما أصدرت وكالة الأنباء المركزية الكورية بياناً يوم الإثنين الفائت أدانت فيه العقوبات الجديدة التي فرضتها الأمم المتحدة رداً على تجارب كوريا الشمالية الصاروخية.
وفي أغسطس/آب 2015 تطوع مليون كوري شمالي للانضمام للجيش أو العودة إلى صفوفه عندما انفجر لغم في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين الأمر الذي أثار مزيداً من التوتر.
وطلبت كوريا الشمالية من الدبلوماسيين الأجانب مغادرة بيونغ يانغ في 2013 عندما علقت العمل في منطقة صناعية مشتركة مع كوريا الجنوبية وهددت بتنفيذ ضربات جوية على قواعد أميركية بالمحيط الهادي، وخاصة في غوام وهاواي.