صور التقطت من الفضاء تُظهر استعدادات كوريا الشمالية لإطلاق صواريخ من غواصة

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/12 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/12 الساعة 14:07 بتوقيت غرينتش

ما يقوله زعيم كوريا الشمالية جونغ أون ربما لا يكون تهديدات فقط؛ إذ تسود تكهناتٌ بأنَّ القائد الشاب الذي يهتم كثيراً بتطوير أسلحته النووية ربما يستعد حالياً لإجراء اختبار إطلاق صواريخ من على متن إحدى غواصاتها، في تحدٍّ لمحاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتركيع الدولة المنبوذة.

وتظهر صورٌ التقطت بالقمر الصناعي، يوم الإثنين، 7 أغسطس/آب 2017، ونشرتها صحيفة Daily Mail البريطانية وجودَ نشاطٍ في أحد مواقع الاختبارات، وهو ما قد يعني وجود تجهيزاتٍ تشبه تلك التي كانت موجودةً قُبيل الاختبار الأخير، الذي أجرته البلاد لصاروخها الباليستي "بوكاجسونج-1″، الذي أطلقته من إحدى غواصاتها، في أغسطس/آب العام الماضي.

نُشرت هذه الصور بعد تصريحاتٍ للرئيس ترامب، قال فيها إنَّ الأسلحة الأميركية "معبأة وجاهزة"، في حال قام كيم جونغ أون بأي "تهديداتٍ صريحة" تجاه الولايات المتحدة.

وقد نشر جوزيف بيرموديز، المختص في شؤون الدفاع والاستخبارات الكورية الشمالية، صوراً على مدونة "38 نورث"، التابعة لمعهد الولايات المتحدة-كوريا في جامعة جونز هوبكينز.

وقال جوزيف وفق Daily Mail البريطانية، إنَّ الصور التجارية الحديثة الملتقطة بالأقمار الصناعية تكشف تطوراتٍ تشير إلى أنَّ كوريا الشمالية ربما تُسرّع حالياً من وتيرة تطوير الذراع البحرية لقواتها النووية.

وتستعد جزيرة غوام الأميركية، الواقعة غربي المحيط الهادي، لهجمات صاروخية محتملة قادمة من كوريا الشمالية.

وبدأت فرق الدفاع المدني، في الجزيرة، توزيع كتيبات تعريفية على السكان، تتضمن معلومات تمكنهم من الاستعداد لهجوم صاروخي محتمل من بيونغ يانغ، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس.

النشاط الجاري على متن غواصة سينبو لإطلاق الصواريخ الباليستية التجريبية، التي ترسو في قاعدة مايانغ-دو للغواصات والسفن، يشير إلى أنَّ كوريا الشمالية ربما تجهز لسلسلةٍ جديدةٍ من عمليات إطلاق الصواريخ من البحر، أو أنَّها قد أجرت تعديلاتٍ أو تحسيناتٍ على نظم إطلاق الصواريخ من على متن الغواصات، أو أنَّها تطور حالياً نسخةً أكثر تعقيداً من صاروخ بوكاجسونج-1″، الذي يعد صاروخاً باليستياً يُطلَق من الغواصات، وجرى إطلاقه أول مرةٍ، في 24 أغسطس/آب عام 2016.

طار هذا الصاروخ مسافة 500 كم (300 ميل) في اتجاه اليابان، وفق Daily Mail البريطانية، وهي مسافة قال كيم جونغ أون في ذلك الوقت إنَّها تضع اليابسة الأميركية داخل نطاق الإصابة، في حال أُطلق الصاروخ من غواصةٍ في المحيط الهادي. وصرح جوزيف أنَّ الاستعدادات التي جرت في الغواصة في الأسابيع الأخيرة تماثل تلك التي كانت تجري قبيل الاختبارات السابقة.

ولم يوضح ترامب بالضبط ما الذي يمكن أن تعده الولايات المتحدة "تهديداً صريحاً" بالنسبة لها، أو ما إذا كان إجراء اختبارٍ صاروخي جديد من شأنه أن يشكِّل مسوِّغاً للتدخل العسكري.

وفي ظل تصاعد التوتر بين الطرفين، بدأت دولٌ أخرى في المنطقة الاستعداد لإمكانية اندلاع حرب؛ ومن ذلك نشر اليابان لدفاعاتها الصاروخية، يوم السبت الماضي.

والثلاثاء الماضي، هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بيونغ يانغ بمواجهة "النار والغضب"، حال استمرت في تهديدها بضرب بلاده وحلفائها بالمنطقة.

وبعد ساعات من تصريح ترامب، أعلنت بيونغ يانغ، أنها تستعد لشنِّ هجومٍ يستهدف جزيرة "غوام" الأميركية، بالمحيط الهادي، بصواريخ باليستية بعيدة المدى، من طراز "هواسونغ – 12".

وتضم الجزيرة قاعدة عسكرية، تتألف من قوات بحرية وقاعدة جوية، وفرق من خفر السواحل. واختبرت بيونغ يانغ، صاروخين بالستيين، في يوليو/تموز الماضي، فرضت واشنطن والأمم المتحدة، بعدها، عقوبات اقتصادية مشددة ضد كوريا الشمالية.

تركيب دفاعات باتريوت

وقد جرى تصوير تركيب دفاعات باتريوت الصاروخية في مقاطعة كوتشي، بعد أن هدَّدت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخيها المطوَّرين حديثاً، هواسونج 12 وهواسونج 14، على اليابان، وذلك بهدف ضرب القاعدة العسكرية الأميركية في غوام.

وقد تعهَّدت اليابان فيما مضى بإسقاط الصواريخ الكورية الشمالية التي تهدد بضرب أراضيها.

ونشرت وزارة الدفاع اليابانية منظومة الدفاع الصاروخية المتقدمة من طراز باتريوت في شيمانه، وهيروشيما، وكوتشي غربي اليابان، وقد حذرت كوريا الشمالية من أنَّ هذه المنظومة يمكن أن تكون في طريق مسار طيران صواريخها.

ونشرت اليابان وفق Daily Mail البريطانية منظومتها المضادة للصواريخ في بلدة إهيمه، وفقاً للتقارير، في حين صرَّحت جريدة اساهى شيمبون، أنَّ مدمرةً بحرية من طراز ايجيس قد تمركزت في بحر اليابان (البحر الشرقي)، لإسقاط الصواريخ.

وأظهر تصويرٌ تلفزيوني مركباتٍ عسكرية تحمل منصات إطلاق، وغير ذلك من المعدات الخاصة بمنظومات صواريخ الأرض-جو، وهي تدخل قاعدةً يابانية في كوتشي قبل الفجر.

وصرَّح متحدثٌ باسم الحكومة اليابانية قائلاً: "نحن مستعدون على مدار اليوم تأهباً لإطلاق الصواريخ، وندعو مواطنينا إلى التيقظ في حالة إصدار أي معلوماتٍ طارئة".

جاء نشر منظومة الدفاع الصاروخي في ظلِّ دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لتهدئة الأوضاع، في اتصالٍ هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، حثَّ فيه كلا الطرفين على تجنُّب الأقوال أو الأفعال التي من شأنها أن تزيد الوضع سوءاً.

وقالت كوريا الشمالية، السبت 12 أغسطس/آب 2017، إن قرابة 3.5 مليون مواطن تطوعوا للانضمام إلى صفوف جيشها أو العودة إليه، لمقاومة عقوبات جديدة من الأمم المتحدة، وقتال الولايات المتحدة في ظل التوتر الحالي بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وفي أغسطس/آب 2015 تطوَّع مليون كوري شمالي للانضمام للجيش أو العودة إلى صفوفه، عندما انفجر لغم في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، الأمر الذي أثار مزيداً من التوتر.

وقد دعا ترامب الصين إلى الضغط على كوريا الشمالية، لإيقاف برنامجها للأسلحة النووية، الذي يزيد من قدرتها على استهداف الولايات المتحدة.

وتُعد الصين أكبر الشركاء الاقتصاديين لكوريا الشمالية، وأكبر مصادر حصولها على المساعدات، غير أنَّ الصين قالت إنَّها لن تستطيع منفردةً إلزام بيونغ يانغ بإنهاء برنامجيها النووي والصاروخي.

وقد نقل التلفزيون الحكومي الصيني عن الرئيس قوله لترامب، إنَّ "الأطراف ذات الصلة بالأزمة يجب أن تلتزم ضبط النفس، وتتجنب الكلمات والأفعال التي من شأنها تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية".

تحميل المزيد