المتحدث الإعلامي وتحسين صورة المنظمة “2”

كما لا بد أن يتحلى المتحدث بالصبر والحرص والأمانة والسمعة الطيبة والهدوء والمرونة وغيرها من السمات الذاتية الخاصة لكونها تؤثر بدرجة كبيرة في مهمته.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/10 الساعة 03:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/10 الساعة 03:53 بتوقيت غرينتش

ساهم التطور المتلاحق بوسائل الإعلام المختلفة في إبراز دور الناطق الإعلامي، أو المتحدث الرسمي، الذي يقوم بدوره بمد جسور التواصل بين الجهة التي يمثلها وبين كل من الجمهور ووسائل الإعلام، ومن ثَم العمل على نقل رسالة المنظمة إلى الجمهور الداخلي أو الخارجي، وعندما نتطرق إلى طبيعة عمل الناطق الإعلامي، أو المتحدث الرسمي، نجد أن متطلبات الوظيفة ترتكز على مجموعة من الفنون الاتصالية التي تدعم عرض البيانات والمعلومات الخاصة بالمنظمة عبر وسائل الاتصال المختلفة،

مما يتطلب من المتحدث الإلمام بالفنون الاتصالية كالإلقاء، والاتصال، والإنصات الجيد، واللباقة في التحدث، وفن المحاورة، وفن الإقناع، ولغة الجسد، والحضور.. الخ، فضلاً عن تمكنه من مخارج الحروف، والتزامه بعلامات الوقف حتى لا تتداخل الجمل بين بعضها البعض، مما قد يعيق نقل الرسالة إلى المتلقي، كما يجب أن يكون ملماً بمختلف الموضوعات التي تدور حول الجهة التي ينتمي إليها وكذا مراحل تطورها حتى يبدو مقنعاً للآخرين.

والمتحدث الإعلامي هو شخصية "كاريزمية "Charismatic"، أي أنه شخصية مبدعة وموهوبة "Talented"، وموهبة المتحدث الإعلامي قد تكون فطرية أو مكتسبة وهي صفة لا بد من توافرها لديه، فإن الصوت العذب موهبة والقدرة على الإبداع والإقناع موهبة.

ويراعى أن يتوافر لدى المتحدث قدر من المعرفة بلغته وموضوعه وجماهيره المستهدفة، فليس من المقبول شكلاً وموضوعاً أن يأتي المتحدث بحديثه معلومات مغلوطة يشوبها الخلط والاضطراب أو التعقيد والغموض، حتى لا ينصرف الناس من حوله، ولسنا نعني هنا أن تكون لغته مثالية أو نموذجية، وإنما يكفي أن يكون كلامه مقنعاً ومؤثراً في الجمهور، وذلك بعرضه بشكل مألوف.

ومن النصائح التي تقدم للمتحدث وجوب التزامه بموضوع الحديث، وأن يعد نقاط الحديث إعداداً جيداً، حتى يبدو الكلام، كما لو كان مرتجلاً، وعلى المتحدث أن يتجنب التكرار في جمله وعباراته، إلا في الحالات الضرورية التي تسوغ له أن يفعل.

وقد يكون من المفيد أن يقص المتحدث في أثناء كلامه "نكتة" أو "طرفة" أدبية أو شيئاً من الشعر الخفيف ذي المذاق المقبول، ترويجاً عن نفسه وتنشيطاً لذهنه وأذهان السامعين، وذلك كسراً للملل الذي قد يصيب البعض من المستمعين، وكذا تجديداً لاهتمامهم، ذلك لأن القص والشعر إيقاعاً وموسيقى لهما تأثير في الذهن وتحريك له، الأمر الذي يساعد على الانتباه والاستيعاب.

كما لا بد أن يتحلى المتحدث بالصبر والحرص والأمانة والسمعة الطيبة والهدوء والمرونة وغيرها من السمات الذاتية الخاصة لكونها تؤثر بدرجة كبيرة في مهمته.

وليس صحيحاً ما يعتقده البعض من أن المتحدث مجرد شخصية مرحة، تحسن الاستقبال والترحيب، وتشد على أيدي الضيوف؛ إذ إنه أعمق من ذلك بكثير، فهو خبير بالنفس البشرية دارس لاستجابتها وتصرفاتها في المواقف المختلفة، كما أنه يعرف الكثير من العقبات التي تقف في سبيل الإقناع كالتعصب والكراهية والعُقد النفسية، والأنانية، وتضارب المصالح وغير ذلك.

ومن أجل أن يكون المتحدث مؤهلاً لأداء عمله بصورة مرضية، عليه أن يتفهم الاتجاهات والتطورات التي تحدث في الرأي العام، كما يجب أن يكون على علم تام بسياسات الإدارة ومشكلاتها، وأن يؤمن إيماناً كاملاً بعمله ورسالته التي يؤديها، فضلاً عن ضرورة تيقظه لما يدور حوله داخل المؤسسة وخارجها من أحداث تتيح له الاستفادة من كل فرصة لخدمة الجمهور وتحقيق مصالحه، سواء بنقل المعلومات إليه أو بالرد على الأسئلة أو بأداء خدمة واقعية له، وهذه اليقظة تتيح له فرصة اتخاذ القرار السريع في العمل، وهي صفة أساسية للمتحدث،

حيث يتطلب الأمر من المتحدث أن يبت مثلاً في مد أثر نشر خبر في نفوس الجمهور خلال ثوانٍ، وكذلك أن يكون المتحدث اجتماعياً بطبعه وذا شخصية مكتملة، ويتمتع بذاكرة قوية وعقل منظم، وأن يكون مؤدياً لبقاً، سريع الخاطر، ولديه القدرة على الاستمالة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد