بعد يومٍ طويلٍ من العمل يرجع العامل إلى بيته سعيداً ينثر الابتسامة في جنبات حجرته ما بين أولاده وزوجته، وهو مستمتع بكل لحظة من لحظات راحته.
تعبك راحة!
بعد يوم كامل من الدوام من شروق الشمس إلى منتصف النهار يرجع الطالب إلى بيته وهو مبتسمٌ تستقبله أمه وقد أعدتْ له ما يستلزم من الطعام ومستلزمات الراحة.
تعبك راحة!
بعد سفر طويل وشاق، يرجع المسافر إلى أهله وقد تفتح عقله ونضج فكره، ورأى زاوية أخرى من العالم، الجميع ينظرون إليه بشغف ليسمعوا عن تجربته الجديدة في الحياة.
تعبك راحة!
بعد سجنٍ طويل استمر أياماً أو أشهراً أو سنوات، يخرج السجين من زنزانته ليرى الحياة بصورة جديدة، قد تغير كل شيء، وقد أخذ نظرة إيجابية عن الحرية، فالحياة هي أن تعيش حراً.
تعبك راحة!
بعد جلسة حوار طويلة مع زملائك أو خبراء، ربما تشعر بالتعب، ولكنك تخرج بمعادلة جديدة للحياة، أو تغير مسيرة حياتك إلى الاتجاه الصحيح.
تعبك راحة!
بعد قصة حبٍ بريئة من الآثام، أصبح ينتظرها طويلاً، لتكون رفيقة حياته، وبعد أن طرق باب بيتها، ورُفِض من أبيها، حاول مراراً وتكراراً ليحظى بحبيبته بعد جهد وكثرة طرق للباب، ولذلك قيل: من أدمن طَرق الباب أوشك أن يفتح له.
تعبك راحة!
بعد أن جاب الأرض سعياً للبحث عن عمل، وبعد أوصدت بوجهه أبواب الحياة، بعد سعي حثيث لاستثمار الحياة فيما يحسن، تأتي الفرصة العظيمة ليعمل في تخصصه الذي يعشقه ولا يشعر بالوقت بوجوده فيه.
تعبك راحة!
كثيراً ما قالوا عنه فاشلٌ في الحياة، ولا يحسن أن يعمل فيها، لم يقتله اليأس ولم تصده الكلمات السلبية، عن المحاولة ليثبت لمن حوله، أن بالإرادة تصنع المعجزات وتنفذ المهمات ونجتاز الصعوبات.
تعبك راحة!
بدأ حياته يعمل في بيوت الناس، ينظف منازلهم، ويجمع قمامتهم، ولكن كانت عينه على هدف عظيم، يجول في خاطره ويحدث به نفسه كثيراً؛ ليصبح بعدها تاجراً كبيراً، ورقماً صعباً من أرقام الحياة.
تعبك راحة!
بدأ بتعلم العلم صغيراً وكان يحدثني حينها، إنه أنهى أحد الكتب إلى نصفه وهو لم يفهم حرفاً ولم يعِ مسألة من مسائل العلم، ولكنه أصرّ على الاستمرار؛ لأنه يعلم أن التكرار يعلم الشطار.
تعبك راحة!
بدأ كاتباً صغيراً لا يأبه له ولم يذعْ صيته بين أقرانه، ثم بدأت الانتقادات تأتيه من كل حدب وصوب، ولكن عندما سأل أستاذه، قال له: كل ما يكتب عنك، هو عمليةُ ارتفاع لك ونجاح، فامضِ ولا تخف منهم فسيكون لك شأنٌ عظيم في الحياة.
هذه الخواطر التي بين أيديكم عن فلسفة التعب في الحياة، أجل كثيراً ما نتعب ونجهد أنفسنا، وبعدها نقول لا جديد، يا سيدي الفاضل كل جهد في الحياة سواء كان سلبياً أو إيجابياً، هو إضافةٌ نوعيةٌ لك، تسجل تجربة فريدة في سجل ذكرياتك العظيمة في الحياة، لا تقلْ من أنا؟ لتكون لي تجربة فريدة، أنت إنسان تملك عقلاً وتفكيراً لا يملكه الآخرون، فإذا استطعت أن تستثمر هذه النعمة فأنت نسخة جديدة لا يوجد لها شبيه في هذا العالم.
ولكي تكون ناجحاً؟
تعلم أن وحدهم الذين يقومون بالمجازفة، يمكنهم أن يكتشفوا إلى أي مدى يمكنهم البلوغ من تحقيق النجاح.
لتعلم بعد هذا كله أن التعب سفير التجديد.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.