حذَّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب كوريا الشمالية، بأنها ستواجَه بـ"النار والغضب"، أما الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، فقد هدَّد بمهاجمة جزيرة غوام الأميركية التي تقع في المحيط الهادئ، فما الذي سيُسفر عنه هذا؟
تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية وضع 7 سيناريوهات محتملة للتوتر ولتطور الصراع بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، أغلبها يتضمن شكلاً من أشكال الحرب والعنف، واستعراضها يوضح لماذا تبدو الولايات المتحدة في مأزق حقيقي.
الحرب الوقائية
في الأيام الأخيرة، أثار مستشار الأمن القومي الأميركي، ماكماستر، احتمال "الحرب الوقائية" كخيار سياسي.
الفكرة هي توجيه ضربة قوية مفاجئة إلى البنية التحتية العسكرية لكوريا الشمالية، من شأنها أن تحد بشكل كبير من قدرتها على مهاجمة الولايات المتحدة، وقد تؤدي إلى حدوث انقلاب أو ثورة.
إن الجوانب السلبية لهذا الخيار تدعو إلى التشاؤم. ويذكر أن النظام لديه صواريخ مخبأة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى 8 آلاف مدفع معظمها موجه نحو العاصمة الكورية الجنوبية سول، على بعد 40 ميلاً عبر المنطقة منزوعة السلاح. ولن تقترب أي ضربة أولى من نزع أسلحة كيم يونغ – أون تماماً، ومن المؤكد أن انتقامه سيؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين.
الاحتواء القسري
هناك نظرية تقول إن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا متساهلين أكثر من اللازم، مما ترك الاستفزازات العسكرية لكوريا الشمالية دون عقاب.
من شأن الاحتواء القسري أن ينطوي على الاستخدام "المتناسب" للقوة لإرسال رسائل عقابية، ولكن دون المستوى الشامل للضربة الأولى الوقائية. ومن ثم، فإن القذيفة البالستية العابرة للقارات التي تطلقها كوريا أو التجارب النووية القادمة سوف تواجه بتفجير مواقع الاختبار.
وأكبر مشكلة في هذا الخيار هي أنه لا يوجد ضمان بأن بيونغ يانغ ستميز بين الضربات المحدودة والحرب الشاملة، ومن الصعب أن نرى كيف يمكن أن يتوقف التصعيد، إذا ما بدأ، مما يؤدي إلى جميع الأخطار المروعة لخيار الحرب.
قطع الرأس
محاولة اغتيال رئيس كوريا الشمالية هي جزء من خطة الحرب المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ويقال إن الكوريين الجنوبيين لديهم كتيبة خاصة مدربة على القيام بذلك. ولكن هناك ألف سيناريو محتمل لفشل هذه الخطة. فكيم لديه أحد أفضل أنظمة الحراسة في العالم، وليس هناك ما يضمن أن من يخلفه لن يكون مثله أو أسوأ منه. بالإضافة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى حرب شاملة.
زيادة الضغوط الاقتصادية
يذكر أن كوريا الشمالية هي أكثر الدول المعزولة اقتصادياً على وجه الأرض، خصوصاً بعد فرض الأمم المتحدة العقوبات الأخيرة في نهاية الأسبوع الماضي.
وسيتطلب المزيد من الضغط تدخلاً أكثر قوة من الصين، بيد أن بكين تخشى من انهيار النظام في كوريا الشمالية.
ودعا بعض المعلقين الأميركيين إلى فرض عقوبات على الشركات الصينية التي تخرق الحظر الحالي، غير أن ذلك قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات من جانب بكين وإحداث فرقة بين الولايات المتحدة والصين في لحظة حاسمة. وعلاوة على ذلك، من المستبعد أن يحدث ذلك تغييراً في سلوك نظام غارق في التهريب وفي أيديولوجية الاعتماد على الذات.
العودة إلى المفاوضات الرسمية
لا يُظهر النظام الكوري رغبة في العودة إلى المحادثات السداسية التي أقيمت في ظل إدارة أوباما. وقالت الولايات المتحدة إنها ستتحدث، ولكن بشرط أن تعلق بيونغ يانغ اختبار الصواريخ، وتقبل أن تكون المفاوضات تهدف إلى القضاء نهائياً على برنامجها للأسلحة النووية، وهي شروط لم تكن كوريا الشمالية مستعدة لقبولها.
فالقبول الرسمي بالدولة المارقة كدولة تمتلك سلاحاً نووياً سيكون له آثار على عدم انتشار الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، وقد يكون بمثابة حافز للآخرين على أن يحذوا حذو بيونغ يانغ.
تجميد للتجميد
أيدت الصين وروسيا اقتراحاً بوقف بيونغ يانغ لتجارب الصواريخ والتجارب النووية، مقابل وقف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وحلفائهما المناورات العسكرية.
وكان أحد الاعتراضات على هذا النهج، هو أنه يفترض وجود تكافؤ بين الاحتياطات الدفاعية لكوريا الجنوبية وتحدي كوريا الشمالية لبقية العالم، عن طريق تفجير القنابل النووية.
ولم يتضح بعدُ ما إذا كان رئيس كوريا الجنوبية الجديد، مون جي-إن، أكثر تقبلاً للاقتراح من سلفه، ولا يوجد ما يضمن التزام بيونغ يانغ به.
محادثات استكشافية
حثَّ سيغفريد هيكر، الخبير الأميركي البارز في شؤون كوريا الشمالية، الذي زار البلاد سبع مرات وتجول في منشآتها النووية، مسؤولي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على الاجتماع فوراً وبدون شروط، لفتح قناة اتصال كتحوط ضد سوء التقدير الذي قد يجعل حادثاً صغيراً يُخرج الأمور عن نطاق السيطرة.