ماذا يعني أن يكون الغزّي مغترباً؟

لا يستطيع رؤية عائلته (لسنوات طويلة)؛ لأن المعابر مع مصر وإسرائيل مغلقة بسبب حصار القريب والغريب، فالمعابر مغلقة بشكل شبه دائم منذ ما يقرب من 11 عاماً.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/09 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/09 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش

الحقائق التالية مبنية على خبرات فعلية للفلسطينيين المغتربين حول العالم من قطاع غزة.

* لا يستطيع رؤية عائلته (لسنوات طويلة)؛ لأن المعابر مع مصر وإسرائيل مغلقة بسبب حصار القريب والغريب، فالمعابر مغلقة بشكل شبه دائم منذ ما يقرب من 11 عاماً.

* من يحمل جنسية أجنبية فهو لا يستطيع الوصول إلى غزة من خلال دخول الأراضي المحتلة؛ لأنه يحمل الهوية الفلسطينية، فبالتالي غالباً ما يمنع من الوصول إلى غزة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي.

* في حال تم فتح معبر رفح من قِبَل السلطات المصرية وتجرأ على الزيارة والوصول إلى غزة، يعلق في غزة لأشهر عدة تكون إقامته أو دراسته عرضة للإلغاء.

* كثير من طلاب غزة في الخارج يضطرون لترك أولادهم في غزة للدراسة أو العمل حيث لا يتمكنون من رؤيتهم لفترة طويلة، فيفقدون مرحلة مهمة من طفولة أبنائهم.

* يحاول الاتصال عبر الإنترنت مع الأهل، ولكن بشكل متكرر يفقد الاتصال بسبب انقطاع التيار الكهربائي والإنترنت.

* يشعر بوحدة مقيتة؛ لأن جميع زملائه من جميع الجنسيات يذهبون في إجازات سنوية صيفية لزيارة أهلهم إلا هو.

* أكبر كابوس يهددهم بشكل دائم أن يتلقوا اتصالاً يبلغهم بوفاة عزيز عليهم في غزة، فهم لا يستطيعون الذهاب إلى هناك (كباقي البشر) فيعانون بحرقة وبصمت على ما أصابهم.

* يحاول أن يتعايش في الغربة، لكنه دائماً يشعر بعدم الاستقرار، فهو يتمنى العودة إلى بلده، ولكن ظروف الحصار تمنعه.

* يتعاطف مع قضايا العالم العربي، ولكن نادراً ما يشعر بأن الآخرين يفهمون معاناته التي يعيشها.

* في حال تمكنه من الذهاب وزيارة غزة (برغم الصعوبة)، تجد العديد من الأهل والأصحاب يشجعونه على الخروج منها بسبب ويلات الحصار التي يعيشونها بشكل يومي.

* ينجح في عمله ودراسته ويصل أعلى المناصب بتميزه في عمله، ولكن دائماً يشعر بالوحدة والنقص؛ لأنه لا يستطيع مشاركة نجاحاته مع أهله.

* يفقد الكثير من اللحظات المهمة في حياة عائلته في غزة، فهذه التي كانت صغيرة تخرجت في الجامعة وذاك الشبل تزوج وأخوك الصغير أصبح لديه أطفال لم تقابلهم وتعرفهم إلا من خلال بعض الصور.

* في كل مرة يسافر فيها يحتاج إلى تأشيرة، وعند حصوله عليها ويسافر (بالأخص بعض الدول العربية) يعامل معاملة غير آدمية ومهينة فقط لأنه قادم من غزة.

* مَن يحمل جنسية أجنبية أيضاً يناله من الحب جانب، فعندما يذهب إلى دولة عربية (وبدون تأشيرة) يسألونه: من أين أصلك وفصلك؟ ويحسسونه بأنه قام بسرقة الجواز.

* عندما يتخرج في الجامعة ويقوم بإرسال دعوة لوالديه لحضور حفلة التخرج (وإن حصلا على التأشيرة) لا يستطيع والداه مغادرة غزة فيشعر بحسرة وغصة كبيرة تسرق طعم النجاح.

* عندما يتزوج في الغربة لا يستطيع أحد من أهله أن يحضر فرحه إلا القليل من أصدقائه المتواجدين معه، فلا طعم لفرح بدون الأهل.

* إن رزقه الله بمولود لا يعرف هذا الطفل أهله في غزة إلا من خلال بعض لقطات كاميرا السكايب إن كان محظوظاً في وجود كهرباء والإنترنت في غزة.

* يعيش معاناة أهله في غزة بشكل مضاعف؛ لأنه يشعر بالعجز عن فعل أي شيء يخفف من معاناة أهله.

فإلى متى سيعاقب ابن غزة إن كان في داخل القطاع أو خارجه؟

اللهم صبّر أهلنا في غزة على مصابهم وعلى مصابنا، ونسأل الله أن يجمعنا بهم على خير. فصبر جميل والله المستعان.

ملاحظة: تم إنتاج فيديو من قِبل الجزيرة فلسطين بناءً على ما ورد في هذه المدونة

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد