بدأت قصة عارضة الأزياء البريطانية كلوي إيلنغ، البالغة من العمر 20 عاماً، التي قامت عصابة في إيطاليا بخطفها تتكشف شيئاً فشيئاً، لتروي مشهداً هوليوودياً طُبق على أرض الواقع، حيث يقول المحامي فرانشيسكو بيشي لموقع بي بي سي، إن موكلته كانت ستباع في الشرق الأوسط "لممارسة الجنس" في إشارة للمنطقة العربية.
وبدأت عملية الخطف بخدعة جلسة تصوير وهمية تعرَّضت لها إيلنغ، قبل تخديرها واختطافها داخل حقيبة، وحتّى عرضها بمزاد للعبودية الجنسية من قِبل مجموعة إجرامية في إيطاليا، تُعرف باسم "الموت الأسود"، وفقاً لما ذكرته صحيفة الديلي ميل البريطانية.
وأوضح بيشي كيف كانت موكلته تتصرف تحت الإكراه، عندما أخذها خاطفوها ( جماعة تسمي نفسها "الموت الأسود") للتسوق، تحت تهديد القتل قبل أن يطلق سراحها.
وقال: "لقد أبلغوها أن هناك أناساً يراقبونها، وأنهم مستعدون لقتلها إن حاولت فعل أي شيء، لذلك فكرت في أن أفضل شيء هو أن تجاريهم، وأن تكون لطيفة مع خاطفها، لأنه أخبرها أنه يريد إطلاق سراحها على نحو ما وفي وقت ما".
وذكر موقع بي بي سي أن خاطفي إيلنغ حاولوا بيعها على الإنترنت مقابل مبلغ قدره 230.000 جنيه إسترليني (300 ألف دولار)، وطلبوا من وكيل أعمالها دفع فدية.
وبحسب ما نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أظهرت صورة يُفترض أنها رُفِعت على موقع المجموعة سيدة مُقيّدة عارية الصدر، وقد أُرفِقت صورتها بقياساتها وجنسيتها في إعلان واضح، على الرغم من الاعتقاد بأن الصورة قد أُخذت من مُحتوى إباحي لا صلة له بالواقعة.
نص الإعلان
وجاء في نص الإعلان ولائحة بنوده وشروطه: "يمكن نقل وشحن البنات إلى أي مكان في العالم، فلدينا متعهدون متخصصون بذلك، بسعر… أما التوصيل ضمن دول الاتحاد الأوروبي فمجاني، لكن قد يستغرق وقتاً حسب الموقع الحالي ومكان التسليم".
وكذلك يذكر الإعلان في تفاصيل العارضة البريطانية أنها "من مواليد المملكة المتحدة، اختُطفت في إيطاليا، واحتُجزت في ألمانيا، تبلغ من العمر 19 عاماً، قوقازية، مقاييس جسمها 34DD-25-35، عارضة مبتدئة، السعر الابتدائي لافتتاح المزاد 300 ألف دولار، وسيُعقد المزاد في 16 يوليو/تموز 2017.
وقال المحامي إن خاطفي إيلنغ -التي تنحدر من منطقة جنوبي لندن- أبلغوها أنها "ستباع إلى شخص في الشرق الأوسط من أجل الجنس"، دون تحديد الدولة أو هوية الشخص.
وبالفعل، عادت إيلنغ إلى بيتها، الأحد الماضي، بعد 5 أيام من عملية الخطف.
وكانت الشرطة الإيطالية قد عقدت مؤتمراً صحفياً ذكرت فيه أن مُحتجزها يُدعى لوكاش هيربا، وهو بولندي المولد، ويبلغ من العمر 30 عاماً، وقد اتُّهِم بمحاولة بيعها على الإنترنت نظير 300.000 يورو (ما يعادل نحو 353.220 دولاراً أميركياً).
وعندما اعتقلته الشرطة وجدت في حوزته كتيّباً عن مجموعة "الموت الأسود"، التي تعرض خدمات جنسية تقدّمها النساء اللاتي تُعرضن للبيع في مزاد علني على الشبكة الإلكترونية الخفيّة Dark Web.
وقالت الشرطة الإيطالية، إن الجاني طلب 50.000 يورو (ما يعادل نحو 58.900 دولار أميركي) ليطلق سراحها، وهدد بقتلها إذا أخبرت الضباط عمّا جرى لها.
وقالت السلطات إن الخاطفين حرروها، لأن لديها طفلاً يبلغ من العمر عامين، ولأن قواعدهم "تستبعد اختطاف الأمّهات".
وفي خِطاب أُرسِلَ إلى الضحية عند إطلاق سراحها، قالت مجموعة الموت الأسود إن خطأً قد ارتُكِب باحتجازها.
وأضافوا أنها قد أُطلق سراحها بعدما اتخذ أحد رجالهم قراراً واضحاً بشأن قضيتها.
كيف وجدت الشرطة الجاني
بحسب ديلي ميل؛ ألقت الشرطة القبض على هيربا الذي يُعتقد أنه يعيش غربي ميدلاندز، بالقرب من القنصلية البريطانية، في 17 يوليو/تموز، وأوردت الشرطة أنه اعترف بالجريمة.
وقال المحققون في إيطاليا إن هيربا على صلة بمنظمة الموت الأسود الإجرامية، التي تعمل بما يُعرف باسم شبكة الإنترنت العميقة أو المظلمة Dark Web – وهي شبكة إنترنت تفوق في حجمها الإنترنت المفتوح، ولا تظهر محتوياتها باستخدام محرّكات البحث التقليدية، وعادة ما تشمل مُحتويات غير قانونية.
وأوردوا كذلك أن هيربا لديه تعاملات في "المواد الكيماوية والسموم"، بِناءً على جلسة استماع قبل المحاكمة، أمام القاضية آنا ماجلي في ميلانو، يوم الجمعة 4 أغسطس/آب.
واستمعت المحكمة إلى السيدة التي وصلت ميلانو، يوم 11 يوليو/تموز، وتم ضبطها بالقرب من المحطّة المركزية، وكانت مُخدّرة بالكيتامين.