"لم يعد عدو عدوي بالضرورة هو صديقي.."، هكذا يعتقد هنري كيسنجر، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، محذراً من تداعيات القضاء على تنظيم داعش، وخطورة من سيخلفه في السيطرة على المناطق التي كان مهيمناً عليها.
وفي مقالٍ نشره موقع CapX كتب الدبلوماسي الأميركي التسعيني: "قد تكون الحرب على داعش مثالاً على ذلك. فمعظم القوى بخِلاف داعش -بما في ذلك إيران الشيعية والدول السُّنِّيَّة الرائدة- تتفق على الحاجة لتدمير التنظيم. لكن أي كيان يُفتَرَض أن يرث أراضيه؟ أهو ائتلاف من السُّنَّة؟ أم مجال نفوذٍ تهيمن عليه إيران؟".
وأوضح "في ظل هذه الظروف، يمكن اعتبار أنَّ القول التقليدي المأثور بأنَّ عدو عدوك هو صديقك لم يعد منطبقاً. ففي الشرق الأوسط المعاصر قد يكون عدو عدوك هو أيضاً عدوك".
وحذر كيسنجر الذي شغل منصب وزير الخارجية إبَّان حكم الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، من أنَّ القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ربما يؤدي إلى "إمبراطورية إيرانية مُتطرِّفة"، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية التي نشرت أجزاء من المقال الإثنين 7 أغسطس/آب 2017.
وأردف: "الأمر محير لأنَّ روسيا ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تدعم فصائل مُتعارِضة. وإذا ما سيطر الحرس الثوري الإيراني أو القوى الشيعية التي يدرِّبها ويشرف عليها، فإنَّ النتيجة قد تكون حزاماً من الأرض يصل من طهران إلى بيروت، وهو ما قد يكون إيذاناً بظهور إمبراطورية إيرانية مُتطرِّفة".
وذكرت صحيفة الغماينر الأميركية، أنَّ هذه ليست المرة الأولى التي يُبدي فيها كيسنجر آراءً كتلك. ففي العام الماضي، 2016، قال الأستاذ السابق بجامعة هارفارد إنَّ التحدي الأكبر الذي يواجهه الشرق الأوسط هو "الهيمنة المحتملة" لإيران.