فيديو جديد لحسناء الموصل تصرخ ألماً وسط ضحكات سجانيها.. لهذا السبب قد تواجه الإعدام

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/07 الساعة 14:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/07 الساعة 14:41 بتوقيت غرينتش

هذه هي اللحظة التي عُثِرَ فيها على طالبة ألمانية مختبئة في الموصل بعد هروبها من ألمانيا لتنضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

صوَّرَ جندي عراقي "العروس الجهادية" ليندا وينزل، البالغة من العمر 16 عاماً، في المعقل السابق للتنظيم الإرهابي أثناء سحلها وهي متسخة، ومترنحة ومجروحة في ذراعها.

ويُظهر المقطع الفتاة فزعةً تصرخ من الألم أثناء اقتيادها لسجنٍ مؤقت، بينما يهلل الجنود احتفالاً بأسرها، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية.

وتفيد التقارير بأنها سَتُحتَجَز للتحقيق معها بخصوص جرائم الإرهاب، ويحتمل أن تواجه حكماً بالإعدام في العراق لانضمامها لداعش.

هربت ليندا، التي اعتنقت الإسلام في سن الخامسة عشرة في مسقط رأسها في بولسنيتز شرقي ألمانيا العام الماضي، لتنضم للمتطرفين بعدما دُرِّبَت عبر الإنترنت على يد مسؤول تجنيدٍ داعشي.

سافرت ليندا إلى إسطنبول، وبعدها هُرِّبَت إلى العراق، وزُوجَت من مقاتلٍ شيشاني قُتِلَ لاحقاً، وانتهى بها المطاف في الموصل حيث مات نحو 25 ألف مقاتل داعشي في معركة استعادة المدينة.

في المقطع يمكن رؤية رجلين يرافقان ليندا، التي يبدو أنَّها تصرخ من الألم بسبب جرحٍ ما. وتنظر إلى الأرض وتبكي بحرقة بينما يتم اقتيادها.

وتفيد الروايات المحلية بأنَّ الجنود لقبوها بحسناء الموصل خلال ما وُصِفَ بأنه "موكب تجريسٍ" اقتادوها فيه لسجنٍ مؤقت.

جديرٌ بالذكر أنَّ ألمانيا تتفاوض مع السلطات العراقية لإعادة الفتاة، التي ستُتم عامها السابع عشر نهاية هذا الشهر، إلى ألمانيا حيث تواجه اتهاماتٍ بدعم منظمةٍ إرهابية والانتماء إليها.

ولا يزال دورها في التنظيم بالموصل مجهولاً، لكن إذا حاربت وقتلت مع المتطرفين ستواجه عقوبةً طويلة في السجن.

ونقلت مجلة ألمانية عن مصادر من الأمن العراقي أنَّها عملت، بالإضافة إلى 4 نساء ألمانيات وُجِدن وسط أنقاض الموصل الشهر الماضي، مع "شرطة داعش الأخلاقية"، وكنَّ مسؤولاتٍ عن التزام النساء بمعايير متشددة للملابس. ومن لم تلتزم واجهت عقوبة الجَلد أو أسوأ. ومن غير الواضح كذلك إذا ما شاركت ليندا وينزل في الاعتداء على أي شخص.

وجاءت مواطنتان ألمانيتان أخريان من مدينة مانهايم غرب ألمانيا، وهن لمياء، البالغة من العمر 50 عاماً، وابنتها نادية، البالغة من العمر 21 عاماً، وكلتاهما ألمانية من أصولٍ مغربية.

يُذكر أنَّهما كانتا تذهبان إلى مسجدٍ سلفي متشدد في المدينة قبل مغادرة ألمانيا إلى خلافة داعش.

وتورّطت كلتاهما في تجنيد النساء للانضمام إلى داعش، وصوّرن مقاطع عديدة على الإنترنت.

تحدث والد ليندا للمرة الأولى الشهر الماضي، وعبَّر عن فرحته لمعرفة أنَّ ابنته على قيد الحياة في العراق، بينما أخبرت ليندا الصحفيين بأنَّها نادمة على انضمامها للتنظيم الإرهابي.

وقال والدها رينر، عامل البناء البالغ من العمر 52 عاماً، إنَّه كان يرسم الخطوط على طريق الأوتوبان قرب بيته في درسدن عندما جاءه نبأ أنَّ ابنته على قيد الحياة.

وأخبر صحيفة بيلد الألمانية: "انهرتُ حينما علمتُ بأنَّها لا تزال حية. سمعتُ على الراديو أنَّهم وجدوها حيةً في الموصل".

وتابع: "جاءني زملائي. لكنَّني تركتهم وجلستُ في محطة وقود وبكيت". وقال، ممسكاً بصورة لليندا وهي مضطربة ومترنحة التقطها أحد الجنود العراقيين الذين أنقذوها: "هذه طفلتي. تعرفتُ عليها من ندبةٍ صغيرة فوق عينها أُصيبَت بها منذ أن كانت طفلة بسبب أرجوحة الحديقة. لم أر طفلتي أبداً بهذا الحزن وتلك الجدية".

ويتذكر رينر اتصال والدتها (طليقته) كاتارينا، البالغة من العمر 48 عاماً، ليلة الثالث من يوليو/تموز العام الماضي لتسأله عن مكانها.

كانت ليندا قد أخبرت أمها وزوجها بأنَّها ستسافر لتقضي عطلة الأسبوع مع صديقتها. لكنَّها في الحقيقة اشترت تذكرةً لإسطنبول مستخدمةً أموال أمها، ثم هُرِّبَت إلى سوريا.

وتابع رينر: "ومؤخراً وَجَدَتْ نسخة من تذكرة الطائرة تُظهر أنَّها حجزت رحلة عودة في الثالث من يوليو/تموز، لكنَّها لم تعد أبداً. لم يكونوا ليتركوها تعود أبداً".

وأضاف: "في اليوم التي غادرت فيه كنت في بولسنيتز أرسم علامات الطريق. لابد أنَّها مرت بي في طريقها إلى المطار. خلال فترة اختفائها تمنيتُ أن تكون ليندا آمنة وأن تعود سعيدة وسليمة إلى ألمانيا. كنتُ سأنتظرها دائماً".

أثناء اختفائها فتحت الشرطة تحقيقاً في أنشطتها مع داعش، مشتبهةً في دعمها لمنظمةٍ إرهابية. وإذا كان التحقيق قد توقف، يحتمل أن تواجه عقوبة بالسجن 10 أعوام إذا عادت لألمانيا.

نظرياً، يمكن أن تحكم السلطات العراقية عليها بالإعدام لمحاربتها مع التنظيم المسلح، غير أنَّ هذا الاحتمال غير وارد. وتشارك السلطات الألمانية في محادثاتٍ رفيعة المستوى مع بغداد لترى إذا كان بإمكانها إعادة الفتاة لأسرتها في ألمانيا.

وكُشِفَ الشهر الماضي أنَّ الفتاة كان معها طفل رضيع عندما انتُشِلَت من أنقاض الموصل. وأُخِذَ الرضيع المصاب بسوء التغذية إلى عيادةٍ عسكرية ليتلقى الرعاية الطبية، قبل نقله وليندا إلى بغداد.

وكانت التقارير قد أفادت سابقاً بأنَّ ليندا كانت متزوجة من جندي داعشي شيشاني، وأنها قد "اعترفت" بقتلها جنوداً عراقيين.

وقال جندي من قوات العمليات الخاصة العراقية كان قد التقى الفتاة ليلة اعتقالها أنَّه لم يتضح بعد إذا كان الولد طفلها، رغم أنَّ ثدييها يدران الحليب، وأخبر صحيفة التايمز: "لستُ متأكداً إذا كان طفلها، لكنَّها لا تتركه أبداً".

وأضاف أيضاً أنَّ الفتاة لم تكن متعاونةً مع الجنود العراقيين، وأضاف: "لا أعتقد أنَّها نادمة على انضمامها لداعش لأنَّها بدت غاضبة ورفضت أي مساعدة قدمناها"، مشيراً إلى أنَّها تعرضت لـ"غسيل دماغ".

مصيرها مجهول

ويقول المدعون العموميون الألمان إنَّ ليندا هربت من بيت أسرتها في بولستنيز شرقي ألمانيا الصيف الماضي. وليس من الواضح إذا ما كانت ستعود إلى ألمانيا، إذ يمكن أن تُحاكَم في العراق.

ليندا الآن محتجزة في سجنٍ عراقي، حيث ستظل موجودة خلال التحقيقات.

ويُعتقَد أنَّ السفارة الألمانية ببغداد على تواصلٍ مع المسؤولين العراقيين.

وجديرٌ بالذكر أن ضابطاً بوحدة مكافحة الإرهاب العراقية أخبر صحيفة التليغراف الشهر الماضي أنَّ ليندا كانت قناصة بداعش.

وقال، مفضلاً عدم ذكر اسمه: "وجدناها بسلاحٍ في يدها إلى جانب زوجها الشيشاني، الذي كان قد قُتل آنذاك على يد القوات العراقية في تبادلٍ لإطلاق النار. وقالت إنَّها قد قتلت عدداً من رجالنا في المعركة".

وتذكر صحيفة التليغراف أنَّه من المحتمل أنَّ ليندا وزوجها المقاتل قد بدءا علاقتهما بعد لقائهما في غرفة دردشة، حيث أقنعها بالانضمام إلى داعش.

ودعمت النائبة العراقية فيان دخيل هذه الادعاءات، مضيفةً أنها وُجدَت وبجوارها متفجرات، وأنَّها كانت "مستعدة لمهاجمة القوات المتقدمة صوب المكان".

وأخبر جنديٌ عراقي صحيفة بيلد الألمانية أنَّه وزملاءه ظنوها في البداية جارية لإرهابيي داعش.

ومتحدثاً باسمٍ مستعار للحماية، أخبر الجندي محمد شرف الصحيفة أنَّه وزملاءه ظنوها لأول وهلة جارية إيزيدية. إذ كان مقاتلو داعش يختطفون نساء الطائفة بشكلٍ منتظم وأساؤوا معاملتهن.

وتابع واصفاً اللحظة التي وجدوها فيها: "دخلنا البيت المحطم، الذي كان تحت مرمى النيران سابقاً. وسمعنا هناك من يصرخ طلباً للنجدة. كانت الفتاة وحدها، مجروحةً في ذراعها الأيسر وصدرها، ومستلقية على الأرض".

وذكر أن ملابسها كانت متسخة، وكانت ترتدي وشاحاً سميكاً حول رقبتها، وهو ما يمكن أن يكون غطاءً للرأس كذلك.

وكانت قد وُجِدَت مع أعضاءٍ من شرطة التنظيم الإرهابي النسائية، وكان بعضهن يرتدين أحزمةً ناسفة.

يُذكر أنَّ الفتاة، التي وُصِفَت بأنَّها كانت "طالبةً متفوقة"، أصبحت "وحيدة ومنطوية" بعد فشل زواج والديها وبدء أمها كاتارينا علاقةٍ جديدة مع ناظر مدرسة محلية.

ويُعتقَد أنها التقت رجلاً مسلماً عبر الإنترنت أغراها بالانضمام إلى داعش بعد طلاق والديها. ثم هربت من برلين إلى تركيا مستخدمةً جواز سفر أمها، قبل أن تصل إلى سوريا.

وفي يوليو/تموز، عبّر جيرانها في قرية بولسنيتز بالقرب من درسدن جنوب شرق ألمانيا عن صدمتهم واستيائهم من هروب الفتاة الواعدة وانضمامها للتنظيم المتشدد.

وذكر زملاؤها بالمدرسة زيادة انعزالها عنهم في الفترة الأخيرة.

وفي 2015، تم تثبيتها في كنيسة محلية. وتقول الكاهنة ماريا غرونر: "كانت فتاةً هادئةً جداً لم ترغب في أن تشارك في درس التثبيت".

لكن ما لم تكن تعرفه هو أنَّ ليندا كانت تعتنق العقيدة المسيحية ظاهرياً بينما يؤمن قلبها بالإسلام.

ومع حضورها الكنيسة، انفصل والداها، وانتقلت لتعيش مع أمها في بولسنيتز.

وبعدها انتقلت أمها كاتارينا لتعيش مع توماس فايس. وكونها تعيسة وغير مطمئنة، وجدت ليندا نفسها فجأة مع زوج أم جديد وأخت غير شقيقة أكبر منها اسمها دانا.

تواصلت المراهقة المضطربة في مايو/أيار العام الماضي عبر الإنترنت مع شيخٍ مسلم من هامبورغ أرسل لها نسخةً من القرآن.

وتقول كريستينا، زميلتها في مدرسة إرنست رايشير الشاملة والبالغة من العمر 16 عاماً: "بدا أنَّه قدم لها إجاباتٍ في حياةٍ مضطربة".

وأضافت: "الصيف الماضي، بعد انفصالنا بفترةٍ قصيرة، بدأت تترك المنزل بحقيبةٍ صغيرة تضع فيها حجابها الإسلامي وثوباً فضفاضاً ارتدته لتغطي جسدها به. وكانت هناك بعض الجدالات مع المدرسين".

سرقت ليندا بطاقة ائتمان أمها، واشترت سراً تذكرة طائرة متجهة لإسطنبول. وحتى 6 أشهر قبل هروبها لم تكن قد سافرت وحدها حتى بالقطار، حسب الروايات.

لكن يوم الجمعة، الأول من يوليو/تموز، أخبرت أمها وأبيها بأنَّها ستقضي عطلة الأسبوع مع صديقة لها اسمها كارولين، وستعود يوم الأحد.

لكنَّها لم تعد أبداً، ولم تذهب لبيت صديقتها أبداً كذلك.

وبدلاً من ذلك سافرت إلى فرانكفورت، وصعدت على متن طائرة متجهة لإسطنبول قبل تهريبها إلى سوريا.

أخيراً، انتهى بها المطاف في الموصل حيث غيرت اسمها لأم مريم، وعوملت على أنَّها "عروس جهادية".

وتركت خلفها أسرةً وأصدقاءً مرتبكين، وكذلك مدرسين قالوا إنَّها كانت تحصل دائماً على أعلى الدرجات.

تحميل المزيد