الطريق إلى التربية الإعلامية

إنها فعلاً عملية معقدة، ولكنها ضرورية، فمسألة تأثير الإعلام والبرامج الاتصالية على الفرد والمجتمع، وخاصة فئتي الأطفال والشباب، أصبحت حقيقة ملموسة، ولا يجادل فيها اثنان. ولذلك، فإن دراسة هذه التأثيرات، ووضع آليات للحد من التأثيرات السلبية تفرض نفسها على الإنسان في الواقع المعاصر، في كل مكان وفي كل زمان.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/07 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/07 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش

أكاديمية التربية الإعلامية في بيروت، التي تتبع الجامعة الأميركية، هي أول مؤسسة عربية تقدم برنامج التربية الإعلامية، وهو البرنامج الذي لم يبدُ أنه لم يكُن معروفاً من قبل في العالم العربي، ولم يأخذ حقه من الاهتمام.

فالتربية الإعلامية هي علم جديد، بل وعلم لم تتبلور ملامحه بشكل واضح، فما زالت الأبحاث في هذا المجال تكتنفها الغموض، وفي نتائجها الكثير من التناقضات في بعض الأحيان وفي بعض الجوانب.

ولكن، ورغم كل ذلك، فإن هناك اتفاقاً على أمور كثيرة في هذا الموضوع المهم والحيوي، الذي يمس حياة كل إنسان على وجه الأرض.

ويعود ذلك للواقع الذي يفرض على كل فرد التعامل مع وسائل الاتصال المختلفة، وتعرضه للرسائل الاتصالية التي قد تؤدي إلى حدوث آثار سلبية، وربما مدمرة في بعض الأحيان.

ومع تطور وسائل الاتصال، والوصول إلى مستوى متقدم في مشاركة الفرد في العملية الاتصالية، فإن الحاجة إلى التربية الإعلامية في تزايد، بل إن الحاجة إلى إعداد المتخصصين والمؤهلين لممارسة التربية الإعلامية في تزايد أيضاً.

وحتى لا يقع القارئ في حيرة حول مفهوم التربية الإعلامية، فلا بد من الإشارة إلى أن هناك عشرات التعريفات لهذا المصطلح.

ولكن يمكن تلخيص الفكرة بأنها تدور حول توجيه المستخدم لوسائل الاتصال بكيفية استخدام هذه الوسائل، وتلقي الرسالة الإعلامية، وفهمها وإدراكها، وكيفية صناعة الرسالة كذلك.

ويصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً إذا تذكرنا أن أي فرد في العالم يستطيع اليوم أن يصنع رسالة إعلامية، سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، ويستطيع نشرها بوسائل بسيطة ومتاحة، وبخاصة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

تخيّل معي أن هذه العملية يجب أن يدخل فيها كل فرد في كل مجتمع، وفي كل زمان، وأن تواكب كل التطورات الحاصلة في عالم الاتصال.

إنها فعلاً عملية معقدة، ولكنها ضرورية، فمسألة تأثير الإعلام والبرامج الاتصالية على الفرد والمجتمع، وخاصة فئتي الأطفال والشباب، أصبحت حقيقة ملموسة، ولا يجادل فيها اثنان. ولذلك، فإن دراسة هذه التأثيرات، ووضع آليات للحد من التأثيرات السلبية تفرض نفسها على الإنسان في الواقع المعاصر، في كل مكان وفي كل زمان.

لا أدعي أنني متعمق في هذا الموضوع إلى الحد الذي يمكنني فيه أن أضع الحلول والأساليب الناجعة لحل إشكالية التعامل مع وسائل الإعلام.

ولذلك، فإنني أتطلع إلى الأيام القادمة للمشاركة في الدورة التي تُعقد سنوياً في أكاديمية التربية الإعلامية في بيروت MDLAB، في الفترة بين 7-19 أغسطس/آب 2017 بصحة أربعة من طلبتي، والأمل يحدوني أن أستزيد من المعرفة في هذا الحقل.

كما أتطلع إلى نقل التجربة إلى وطني وجامعتي وطلبتي، وأن أعمل مع زملائي على غرس بذرة طيبة تعمل على معالجة تداعيات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على الطلبة والشباب، وتعمل كذلك على رفع مستوى الوعي لدى الناس في التعامل مع هذه الوسائل.

وفي المحصلة، نهدف إلى بناء مجتمع محصن من التأثيرات السلبية، ويملك الطاقة الذاتية التي تؤهله للتعامل تلقائياً مع المضامين الإعلامية، فضلاً عن تأهيله لصناعة الرسالة وتوجيهها بشكل هادف ومؤثر وإيجابي.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد