عندما كان براين منيس من مدينة فيرجينيا مراهقاً، كان دائماً ما يتم تجاهله في الحفلات.
"عندما ثملتُ للمرة الأولى لقد شعرت أن هذا هو الحل، لقد كان حلاً سحرياً بالنسبةِ لي للتواصل مع الناس وللكلام معهم وكانوا يحبونني من أجلي".
يبلغ براين من العمر 27 سنة، أثناء الوقت الذي قضاه لمعالجة إدمانه ساعده هذا على التغلب على مشاعر الحزن بسبب طلاق والديه.
"لقد طننت أنه كان خطأ، وبسبب عدم استطاعتي على التغلب على هذه المشاعر المؤلمة انخرطت مع مجموعة من متناولي المخدرات والكحول". هذا ما قاله براين.
بسبب حادثة طلاق والديه قام بالمحاولة للشفاء من إدمانه، قام والداه بإرساله لحضور برامج للمراهقين الذين يعانون من مشاكل الإدمان ومشاكل عاطفية، وهناك قام باكتشاف موهبته للرسم.
"مدرس الرسم في المدرسة التي أرسلتُ إليها في ولاية يوتاه أول مَن قام بملاحظة موهبتي في الرسم، لو لم يكن هذا الشخص في حياتي لما كنتُ قد وصلتُ إلى هنا".
بعد تسعة أشهر من تركه لشرب الكحول، قام بالرجوع إلى عادته القديمة.
"في اليوم الأول الذي شربت به بعد انقطاعي عن الشرب، قمتُ بالخروج مع أصدقائي وثملت إلى درجة كبيرة، كان على أصدقائي أن يحملوني ويضعوني في السرير، لم أفقد استمتاعي لشربي للكحول، عندما غادرت المدرسة كنت نفس الشخص لم أتغير على الإطلاق".
بعد مرور سنة، عندما كان يقوم بالشرب في أحد بيوت أصدقائه، غادر منزل صديقه وتوجه على متن دراجته النارية إلى ماكينة سحب النقود، كان يحتاج للنقود لإشباع إدمانه.
"كنت أقود بسرعة كبيرة جداً وأقوم بتغير طريقي بين الفينةِ والأخرى. قمتُ بالاصطدام بالحواجز الحديدية التي في الطريق سقطت عن دراجتي، وارتطم جسدي بشجر أو ربما صخرة فانكسرت عظام جمجمتي نتيجةً لذلك".
منيس لم يستطِع الكلام أو تحريك قدمه اليمنى. "لم أكن أتخيل أنني سأعيش".
وبدأ يعاني من الصدمة جرّاء جمجمته المحطمة، وجزء من دماغه أصيب بإصابات بالغة حيث تمت إزالته، بعد شهر من العلاج تعلم كيفية المشي والكلام مرة ثانية، لكنه لم يستطع الرسم بيده اليمنى، وكان هذا بالنسبة له مشكلة كبيرة، قبل الحادث كان رسمه مفصلاً ويحتاج يداً ثابتة، كان اليأس قد سيطر عليه.
" لم أجد أي هواية من الممكن أن تساندني لمواجهة الحياة".
في أحد الأيام عندما كان يتكلم مع والدته، تلك المحادثة التي لها دور كبير في تغيير حياته إلى الأبد.
"لقد بذلت الكثير من الوقت والجهد في الرسم ماذا يجب أن أفعل الآن؟".. قام مينس بسؤال والدته.
لقد كانت والدته متفهمة جداً للأمر.
"لقد قامت والدتي بالاقتراح عليّ بأن أستخدم يدي اليسرى، لقد كنت متردداً في بداية الأمر، كان رسمي سيئاً، واستغرقتُ ستة أشهر للانضمام إلى مدرسة الرسم، كشخص جديد في كلية SHEPHERD في مدينة فرجينيا".
"حتى لو كانت تصاميمي ليست جميلة جداً، كان شعوري رائعاً لعودتي للرسم مجدداً. كانت ولا تزال تعجبني تصاميمي، طريقتي في الرسم الآن أفضل من طريقتي القديمة".
مرت سنة كاملة، وخلال هذه السنة خضع مرتين لبرنامج علاج الإدمان. توقف أخيراً عن الشرب، كانت رغبته في تركيز جميع جهوده على الرسم ومدرسة الرسم.
"معرفتي بأنّني جيد بشي معين ساعدني على التخلص من الكثير من الضغوطات في حياتي. شخصٌ ما أخبرني بأنه تكسب ثقتك بنفسك عندما تقوم بشيء يستحق الاحترام". التصقت تلك الكلمة في ذاكرتي.
مينس الذي يقيم في casta mesa في كاليفورنيا توقف عن الشرب منذ ثلاث سنوات وقام بالانضمام إلى كليات المجتمع (community college). والتحق بعد ذلك بجمعيات honor society (منظمة بارزة في المجتمع تعترف بإنجازات الطلاب، وتمكنهم من تحقيق أحلامهم). كانت خطوته التالية الالتحاق بكلية الفنون في جامعة كال ستات فولرتون ((Cal State Fullerton.
"لقد تحسنت كثيراً، لم أكن لأحقق كل هذا مع إدماني على الكحول. إنجازاتي جعلتني أشعر بصورة جيدة، لكنني لا أعتبر نفسي عبقرياً؛ لأنني ما زلت أفتقر للكثير من الثقة".
تم تقييم اثنين من أعمال مينس وقبولهما في المعرض.
"حتى الآن لا أستطيع الكلام بسلاسة، لا أزال أتلعثم ببعض الكلمات، أنا الآن أتواصل مع المجتمع بواسطة اللوحات الزيتية، أشعر بالراحة عندما أرى أنني أساهم بشيء جيد في المجتمع".
اليوم الشاب الوسيم يمشي مع عرجة واضحة لكن إشراقته تضيء الغرفة، بالرغم من قدراته الجسدية المحدودة، لقد اشترك في مسابقة ترياثلون في ديسمبر/كانون الأول: السباحة لتسعة أمتار، وركوب الدراجة لـ26 متراً والركض 10 أمتار.
ونصائحه للذين يخضعون لبرنامج الإدمان: "الشخص الوحيد الذي سوف يتخلى عن الإدمان هي نفسك، نحن لن نتخلى عنك أبداً".
للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.