أعلنت وزارة الآثار المصرية، الخميس 3 أغسطس/آب، بدء ترميم معبد يهودي (شمالي البلاد)، على نفقتها الخاصة، رغم أن القانون المصري يحمّل الجالية اليهودية تكاليف مثل هذه الترميمات.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن "مشروع ترميم معبد إلياهو هانبي، بالإسكندرية (شمال) يستغرق حوالي 8 أشهر، بتكلفة 100 مليون جنيه مصري (5.5 مليون دولار) ممولة من الحكومة المصرية".
من جانبه، ذكر محمد عبدالعزيز، مدير عام المشروعات التاريخية، في البيان ذاته، أن "الحكومة المصرية خصصت مبلغ مليار و270 مليون جنيه مصري (70.5 مليون دولار) للانتهاء من أعمال ترميم 8 مشروعات أثرية".
وقال عبدالعزيز إن "وزارة الآثار لن تتوانى عن ترميم الآثار اليهودية بمصر باعتبارها آثاراً مصرية لابد من حمايتها طبقاً لقانون حماية الآثار، كما أنها تمثل جزءاً من التراث المصري".
وفي تصريحات صحفية يوليو/تموز الماضي، قال السعيد حلمي عزت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، إن القطاع وافق على تنفيذ مشروع ترميم وتطوير معبد "إلياهو هانبي" بالإسكندرية.
وأشار إلى أنه تم إغلاق المعبد اليهودي الواقع في شارع "النبي دانيال"، منذ أشهر، أمام الزائرين لأجل غير مسمى، بعد سقوط سقف السلم (الدرج) الخاص بمصلى السيدات.
ولفت إلى أنه رغم أن القانون المصري ينصّ على تحمل الطائفة اليهودية تكلفة الترميم بالكامل لأنها الجهة الشاغلة للمعبد، إلا أنه تم تخصيص أموال ترميمه، من دون تفسير السبب وراء هذا الاستثناء.
وتعاني مصر ظروفاً اقتصادية صعبة تعترف بها الحكومة، التي تطبق برنامجاً إصلاحياً مع صندوق النقد الدولي، تضمن تقليص الدعم الحكومي ما أسفر عن موجة غلاء كبيرة في الأسعار والسلع والخدمات.
ويعتبر كنيس "إلياهو هانبي" (1848)، في الإسكندرية أحد المعابد اليهودية الكبيرة في الشرق الأوسط، وبوسعه أن يستقبل 700 مصلٍّ، ويضم مكتبة مركزية تحوي 50 نسخة قديمة من التوراة ومجموعة كتب يعود تاريخها إلى القرن الـ 15، ويستخدم المعبد مزاراً سياحياً ولإقامة بعض الصلوات.
ووفق رئيسة الطائفة اليهودية المصرية ماجدة هارون، فإن "عدد اليهود في مصر يبلغ 18 شخصاً، منهم 12 في الإسكندرية".
وأوضحت هارون في تصريحات صحفية سابقة، أنه "يوجد 12 معبداً تحتاج إلى الترميم، وحتى منتصف القرن الـ20 كانت تعيش في مصر أعداد كبيرة من اليهود تراوح بين 80 إلى 120 ألف يهودي".
وهاجر أغلب اليهود المصريين الذين كانوا جزءاً من النخب التجارية والثقافية والسياسية في الماضي، إلى الخارج بعد قيام ثورة 1952، التي أطاحت بالنظام الملكي، واشتعال الصراع العربي الإسرائيلي، فيما شكّل بعضهم جمعيات حقوقية في المهجر تسعى إلى الحفاظ على التراث اليهودي في مصر.