يصوّت الناخبون في فنزويلا، اليوم الأحد، 30 يوليو/تموز 2017، لاختيار أعضاء جمعية تأسيسية من المتوقع أن تمنح مسؤولي الحزب الاشتراكي الحاكم سلطات كاسحة، وقد تمدد حكم الحزب الذي لا يحظى بشعبية في البلد الذي يحتوي على أكبر احتياطي نفطي معروف في العالم، وفي الوقت ذاته يعاني من أكبر معدلات تضخم (720%) وانهيار للعملة، لدرجة جعلت أصحاب المحلات يقومون بوزن البوليفار الفنزويلي بدلاً من عَدِّه.
وشهدت الدولة اللاتينية احتجاجات مستمرة على مدى أربعة أشهر، ضد الرئيس نيكولاس مادورو، خلَّفت أكثر من 110 قتلى، في مواجهات مع قوات الأمن التي ردَّت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومدافع المياه.
واستيقظ سكان العاصمة كراكاس على مشهد الشوارع المليئة بالحطام، بعد اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، وتعهَّد الرئيس الذي تراجعت شعبيته جراء الانهيار الاقتصادي الذي شهدته البلاد خلال فترة حكمه، بأن تعمل الجمعية التأسيسية على إرساء السلام، بينما تراهن المعارضة على إسقاط الحكومة وتغيير النظام الاشتراكي، الذي يعد امتداداً للرئيس الراحل هوغو شافيز.
وقال مادورو، إن احتجاجات المعارضة يحركها التخريب والعنف الطائش، وإنه ضحية الحكومات اليمينية في أنحاء العالم، مرجعاً الأزمة الاقتصادية التي سببت نقصاً في الغذاء والدواء وارتفاع معدلات التضخم بشدة "لحرب اقتصادية يشنها معارضوه" في الداخل والخارج.
وقالت مرجريتا لوبيز، وهي مساعدة لطبيب في كراكاس لرويترز، أثناء وقوفها أمام أحد الحواجز "لن أذهب للإدلاء بصوتي غداً. سأبقى في منزلي أشاهد مسلسلاً تلفزيونياً، ثم سأخرج بالطبع للانضمام للاحتجاجات".
وأضافت: "ربما لا يكون تصرفاً صحيحاً، لكن أصواتنا يجب أن تسمع".
الحكومة تمنع الاحتجاجات والعنف يتصاعد
وحظرت الحكومة الاحتجاجات من الجمعة حتى الثلاثاء، لكن المعارض البارز إنريكي كابريليس طالب أنصاره بتنظيم احتجاجات على امتداد الطرق الرئيسية في البلاد اليوم الأحد.
وقال نيستور إسكالانتي (50 عاماً)، ويعمل مصمم رسوم بيانية لرويترز أمام أحد المتاجر في كراكاس "الناس مضطرون لشراء احتياجاتهم من متاجر البقالة حينما يستطيعون ذلك. لا نعرف ما إذا كنا سنستطيع مواصلة الشراء يوم الإثنين".
وأضاف: "أستخدم مدخراتي لضمان توافر الطعام في المنزل".
ومن بين 6120 مرشحاً لانتخابات الأحد لتشكيل جمعية تأسيسية مؤلفة من 545 عضواً، لا يوجد أي ممثل للمعارضة الفنزويلية، التي تقاطع ما تصفه بأنه اقتراع مزور يهدف لترسيخ الدكتاتورية.
ويسعى بعض خصوم الحكومة إلى منع التصويت.
في ولاية تاتشيرا الغربية، حَرَقَ مئات الأفراد، أمس السبت، ماكينات التصويت التي أقيمت في مدرستين.
وقال ممثل للمعارضة، إن التصويت لن يجري في نحو 50 مركز اقتراع في هذه الولاية، لأن المتظاهرين دمروا الأدوات الخاصة بالتصويت أو منعوا الحكومة من تركيبها.
المعارضة تقاطع التصويت وتتهم الرئيس بالتزوير
وتقاطع أحزاب المعارضة التصويت الذي وصفته بأنه اقتراع مزور، ويعتزم أنصار المعارضة تنظيم مظاهرات في أنحاء البلاد خلال اليوم، مما يثير إمكانية وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
ويقول معارضون، إن الجمعية التأسيسية ستسمح لمادورو بحل الكونغرس الذي تهيمن عليه المعارضة، وتأجيل الانتخابات المستقبلية وإعادة كتابة القواعد الانتخابية، للحيلولة دون هزيمة الاشتراكيين في الانتخابات.
ويأتي التصويت بعد تأجيل الانتخابات المحلية، ورفض مادورو المتكرر للالتزام بقرارات الكونغرس الفنزويلي.
وأثار التصويت إدانة عالمية، إذ فرضت الولايات المتحدة، وهي أكبر سوق للنفط الفنزويلي عقوبات، الأسبوع الماضي، على 13 قيادياً بالحزب الاشتراكي، وأرجعت ذلك جزئياً للتصويت. وتوعَّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات اقتصادية إضافية إذا جرى التصويت.
وقالت كولومبيا المجاورة، إنها لن تعترف بالنتيجة.
وقال فريدي جيفارا زعيم المعارضة في مؤتمر صحفي، أمس السبت "بحلول الغد سيتضح أن هذا ليس تزويراً دستورياً فحسب، إنما أيضاً أكبر خطأ تاريخي يمكن أن يرتكبه مادورو وزمرته".
وسيسأل التصويت اليوم الناخبين، ما إذا كانوا يريدون المضي قدماً في تشكيل الجمعية التأسيسية التي ستكون مؤلفة من 545 عضواً، من بين أكثر من 6100 مرشح، يمثلون مجموعة كبيرة من حلفاء الحزب الاشتراكي.
وتشير نتائج استطلاعات الرأي، إلى أن أغلبية الفنزويليين يعارضون الجمعية. وتقول المعارضة إن أكثر من 7 ملايين ناخب من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 32 مليوناً رفضوا بشكل كاسح اقتراح مادورو، من خلال استفتاء غير رسمي أجرته الشهر الجاري.