"الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد".. ما إن علم فلسطينيو 48 بقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإزالة الممرات الحديدية وأعمدة الكاميرات التي نصبتها عند مداخل المسجد الأقصى، حتى راح عشرات الآلاف يتداعون صوب المسجد في مسيرات حاشدة رافعين أصواتهم بتكبيرات العيد في أرجاء المدينة المقدسة، وكأن العيد قد جاء قبل موعده.
وجاءت هذه الخطوة فجر اليوم الخميس 27 يوليو/تموز 2017، كخطوة ثانية بعد قيام سلطات الاحتلال بإزالة مساء الثلاثاء الماضي بإزالة البوابات الإلكترونية، والتي كانت استحدثتها في محيط الحرم القدسي وأثارت غضباً فلسطينياً وإسلامياً عارماً وصدامات دامية بين محتجين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية لنحو أسبوعين.
وبالإضافة إلى تكبيرات العيد احتفالاً بالتراجع الإسرائيلي، ارتفعت أبواق السيارات وتبادل الفلسطينيون التهاني ووزعت الحلوى، وعلت الهتافات "فعلوها المقدسية"، "لن تركع أمة قائدها محمد"، وغيرها.
واستمرت الاحتفالات الفلسطينية بما اعتبروه "نصراً" على الاحتلال الإسرائيلي، حتى الصباح، وبالرغم من ذلك لم يصل الفلسطينيون الفجر داخل المسجد الأقصى، وأكد الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، أنهم لن يدخلوا المسجد إلا بعد الحصول على تقرير لجنة فنية شكلتها دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وقرار المرجعيات الدينية.
حيث امتنع الفلسطينيون عن الصلاة في المسجد منذ فتحته إسرائيل جزئياً الأحد 16 يوليو/تموز الجاري، واستمروا في اعتصامهم حول بواباته يصلون عند مداخل المسجد وفي الطرقات المحيطة به، احتجاجاً على الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي اعتبروها محاولة من إسرائيل لبسط سيطرتها على الحرم القدسي.