يبدو أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي حذر فيها من سعي إسرائيل للاستحواذ على المسجد الأقصى والقدس بزعم "مواجهة الإرهاب"، قد استفزت تل أبيب، التي وجهت حديثها للرئيس التركي قائلة "إن عهد الإمبراطورية العثمانية قد ولى دون عودة".
وفي تلاسن واضح، تابع بيان الخارجية الإسرائيلية "من كان بيته من زجاج من الأفضل أن يمتنع عن إلقاء الحجارة"، مضيفاً "حريُّ به (أردوغان) أن يصب اهتمامه على المشاكل والصعوبات التي تواجهها دولته".
ولكن البيان الذي ادعى أن القدس "تديرها حكومة ملتزمة بالحرية والأمن وحرية إقامة الشعائر الدينية واحترام حقوق كافة الأقليات"، تناقض مع نفسه حين زعم أن "أورشليم (القدس) كانت ولا تزال وستظل عاصمة الشعب اليهودي"، ففي الوقت الذي أشار فيه إلى احترام الأديان والأقليات جميعاً أكد على "يهودية" إسرائيل.
واستمر هذا التناقض كذلك في ردود الصفحة الرسمية على فيسبوك "إسرائيل تتكلم العربية"، على تعليقات روادها.
حساب باسم Aleslam nour علق على البيان بقوله "سترجع دولة الخلافة وسوف تعودون إلى جحوركم كما كنتم في الشتات، وعد الله حق وأنتم عارفين كدا كويس"
وردَّ عليه مسؤول الصفحة منتقداً "للأسف لا تزالون تعيشون على عواطفكم الدينية والتاريخية"، في استنكار للنهج الذي يبدو أنه كتبه البيان أيضاً المتضمن للعديد من الإشارات التاريخية والعبارات الانفعالية.
وكان أردوغان قد قال في كلمة أمس، أمام الكتلة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، إنه غير مقبول أبداً التعامل مع المسلمين المتوجهين لأداء عباداتهم في المسجد الأقصى كـ"إرهابيين".
وأعرب أردوغان عن إدانته الشديدة لموقف إسرائيل المعرقل لدخول المسلمين إلى المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة، داعياً "المواطنين الأتراك وجميع المسلمين إلى أن يزوروا القدس والمسجد الأقصى. أما أولئك الذين يعجزون عن الذهاب، فليرسلوا مساعدات إلى أشقائنا هناك".
وتشهد المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصى مواجهات حامية بين فلسطيني 48 وشرطة الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو أسبوعين، على خلفية إستحداث إسرائيل إجراءات أمنية مشددة يرى الفلسطينيون إنها تهدف إلى تغيير الواقع في المسجد الأقصى وتقيد حرية العبادة ودخول المصلين، وذلك على خلفية عملية أودت بحياة شرطيين إسرائيليين ومقتل منفذيها الثلاثة.