الثروة وجني المال أصبح على بعد ضغطة زر، بحيث أصبح بإمكانك، ومن خلال مشاركة صورك وأحداث حياتك أن تتحول إلى مؤثر يتابعه الآلاف أو الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد خلقت منصات التواصل الاجتماعي فرص عمل جديدة لكثير من الأشخاص الذين لديهم القدر الكافي من الجرأة، والوقت لمشاركة حياتهم مع الآخرين بكل تفاصيلها حتى أصبح يتابعهم الآلاف أو الملايين من رواد منصات التواصل الاجتماعي، ومنها إنستغرام، ويطلق على هؤلاء بالمؤثرين.
فحسب موقع Hopper HQ لم يعد تطبيق إنستغرام منصة لمشاركة صورنا مع أصدقائنا، بل تعداه إلى أن يكون مصدراً لتحقيق المال واستغلال أعداد المتابعين الكبيرة للتسويق للمنتجات المختلفة، وتحقيق الثروة والشهرة.
المؤثرون هم فتيات وشبان عاديون أو من المشاهير الذين عرفهم جمهورهم من خلال التمثيل والغناء، أو ممارستهم لرياضة معينة وأطلق عليهم هذا الاسم بسبب تأثير آرائهم وأساليب حياتهم على حياة متابعيهم، فهم يشاركون تفاصيل حياتهم اليومية وصورهم على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ومنها تطبيق إنستغرام، وقد يصل عدد المتابعين في بعض الأحيان إلى الآلاف أو الملايين الذين ينتظرون بشغف كل جديد من محبوبهم أو محبوبتهم.
ويلجأ أصحاب الشركات وأصحاب الأعمال الناشئة والصغيرة الذين يبحثون عن وسائل جديدة لعرض منتجاتهم لاستخدام المؤثرين للترويج لمنتجاتهم، بحيث يصلون لأكبر عدد ممكن من الزبائن الحاليين والجدد، تعتمد الشركات من خلال هذه العملية على استراتيجية التأثير المباشر على الزبائن، بحيث تقوم باستهداف المؤثر الذي يتناسب والمحتوى الذي يعرضه، والفئة التي تتفاعل معه مع الفئة التي تستهدفها الشركة، وبذلك هناك فائدة متبادلة؛ حيث تساعد الشركات المؤثرين على الانتشار والوصول إلى شريحة أكبر من المتابعين، وتستطيع الشركة أيضاً تحقيق أهدافها في البيع ونشر منتجاتها.
وتعد هذه الوسيلة التسويقية إحدى أنجع الوسائل في مجتمعنا الحديث؛ حيث أن أغلبية المستهلكين، وخاصة النساء تميل لأخذ النصح عند الرغبة في شراء سلعة معينة، كما أن الشركات بهذه الطريقة تضمن معرفة المستهلك بالسلعة، وتؤثر على قرار الشراء من خلال استغلال الـIDOL وهو الشخص الذي يتطلع له المستهلكون، كما أنها توفر على الشركات تكاليف التسويق التقليدية، وتستطيع تغطية شريحة واسعة، وفي شتى أنحاء العالم، ولكنها قد تكون مدمرة إذا لم يأخذ أصحاب الأعمال بعين الاعتبار أن عدد المتابعين لا يضمن الانتشار؛ حيث إنه يجب الانتباه إلى مدى التفاعل مع المؤثر، وليس فقط على عدد المتابعين، الذي قد يكون مرتفعاً بالمقارنة باهتمام المتابعين الفعلي بآراء المؤثر.
ومن المؤثرين العرب المدونة العربية هدى قطان التي بدأت عملها في نشر النصائح وكيفية استخدام مساحيق التجميل، وهي الآن صاحبة إمبراطورية واسم لامع في عالم مستحضرات التجميل، وقد ساعدتها وسائل التواصل الاجتماعي على تحقيق الشهرة والانتشار عالمياً، حتى أصبحت منتجاتها تنافس أكبر الشركات العالمية، وتحصل قطان على 18000 دولار مقابل البوست الواحد على حسابها الرسمي على إنستغرام؛ حيث وصل عدد متابعيها إلى 20.7 مليون متابع من شتى أنحاء العالم، بحسب تقرير موقع "Hopper HQ".
وتختلف المبالغ المقدمة للمؤثرين حسب عدد المتابعين، ومدى التفاعل معهم، وقد تصل إلى 550000 دولار أميركي، وهو ما حققته المغنية الشابة سيلينا غوميز على المنشور الواحد على حسابها الشخصي على منصة إنستغرام.
وهنا في فلسطين أصبح لدينا مجموعة من المؤثرين، الذين أصبح لديهم انتشار واسع وساعدهم ذلك على جني الأرباح التي قد لا تقارب الأرباح التي يحققها غيرهم من المؤثرين في البلدان العربية المختلفة، وذلك يعود لعدم تواجد مقرات للكثير من الشركات العالمية، وعدم وجود فلسطين كهدف للتسويق للكثير من الشركات، ويقتصر عمل هؤلاء المؤثرين على الترويج للمحلات التجارية المحلية والمنتجات المحلية، كما أن تطبيق إنستغرام من التطبيقات قليلة الرواج في مجتمعنا، ويحوز الفيس بوك الاستخدام الأكبر بمليون و600000 مستخدم مقارنة بإنستغرام بـ480000 مستخدم حسب إحصائيات سوشيال ستوديو عام 2016، ويعود السبب إلى أن الفيس بوك يتيح لمستخدميه مشاركة آرائهم وتبادل الخبرات والأخبار إلى جانب الصور والفيديوهات، بينما يركز إنستغرام على مشاركة الصور والفيديوهات القصيرة، كما أن استخدام الفيس بوك قد يعتبره البعض من أسهل التطبيقات وأكثرها قرباً للمستخدم.
ومن هؤلاء المؤثرين في فلسطين:
1- نسرين متولي: إخصائية تغذية من القدس بـ18000 متابع على حسابها على إنستغرام تقوم بتقديم نصائح تغذوية لمتابعيها كما أنها تستخدمه للتواصل معهم.
2- أندراوس بسوس: مصور فلسطيني بـ 50000 متابع.
3- علي قراقع: ممثل فكاهي فلسطيني صاعد بـ 39500 ألف متابع.
4- محمود زعيتر: ممثل فلسطيني فكاهي يعيش في قطاع غزة وصل عدد متابعيه إلى 195 ألف متابع.
5- عماد فراجين: ممثل فلسطيني، 19800 ألف متابع.
6- هشام عدنان: كوميدي فلسطيني، 68700 ألف متابع.
7- ريم بنا: مغنية فلسطينية، 139000 متابع.
وغيرهم من الفلسطينيين الذين استطاعوا بموهبتهم أن يكسبوا إعجاب ومتابعة رواد وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبدأ هؤلاء على حساب الفيس بوك ومن ثم انتشروا على الحسابات الأخرى مثل إنستغرام وسناب شات.
مما لا شك فيه أن التقدم التكنولوجي في العالم أصبح متسارعاً وكل شيء أصبح قابلاً للتغيير والتعديل، وقد تبهت ظاهرة المؤثرين مثل أي حدث على منصات التواصل الاجتماعي وقد تدوم لسنوات أخرى.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.