بدأت المراسم وتجمعت جوقة أطفال المدارس، التي راحت تشدو بأغانٍ ملهمة، في حضور كتيبة من الإعلاميين المحليين والدوليين، في تلك القرية الواقعة بزاوية نائيةٍ من الهند، الثلاثاء 18 يوليو/حزيران 2017؛ احتفاءً باسمها الجديد "قرية ترامب".
قد يبدو هذا مشهداً عادياً، إلا أن المشكلة الوحيدة كانت أن المتطوع الذي قام بتسمية القرية تيمناً بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لم تكن لديه الصلاحية لفعل ذلك، وأن جمعيته الخيرية كانت في الواقع قد تلقَّت مطالباتٍ رسميةً أكثر من مرةٍ بالتراجع عن هذه الخطوة، لكنه لم يلقِ لها بالاً.
يقول ماني رام شارما، مأمور القسم الذي تقع فيه القرية البالغ عدد سكانها قرابة 600 فرد: "طلبنا منهم أكثر من مرةٍ ألَّا يعقدوا تلك الفعالية، لكنهم لم ينصاعوا. لم يطلبوا أي تصريحٍ لفعل ذلك، وما كانوا ليحصلوا على تصريحٍ حتى لو طلبوه".
دراما هندية
وقد بدأت الدراما المحيطة بإعادة تسمية قرية مارورا الصغيرة الشهر الماضي، يونيو/حزيران؛ حين أعلن بندشوار باثاك، مؤسِّس جمعية Sulabh الخيرية الدولية للمياه والصرف الصحي، خلال خطابٍ ألقاه في مدينة فيرجينيا الأميركية، أنه يريد تغيير اسم قريته التي يُنشِئ فيها المراحيض، ليسميها تيمناً باسم ترامب، وتعميقاً للعلاقات بين الولايات المتحدة والهند، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وكان أكابر القرية -الفرحين بجذب الأنظار، وربما بأموال التطوير القادمة معه- قد وافقوا على الاقتراح. وقد نُصِبَت لافتاتٌ ضخمة مكتوبٌ عليها "قرية ترامب" يزينها اسم ترامب وصورته.
لكن، سرعان ما أعلن شارما عدم مشروعية إعادة التسمية، وطلب من الشرطة تمزيق اللافتات.
وفي لقاءٍ سابقٍ له مع شبكة قنوات الهند الآسيوية الإخبارية، قال: "لم يكن الحدث أكثر من حيلةٍ من قِبل المنظمين، كان هدفها جمع التبرعات من أنحاء البلاد ومن خارجها".
ومع ذلك، فقد مضت جمعية Sulabh قدماً، وأتمت المراسم يوم الثلاثاء؛ لتدشين مركزٍ مهنيٍ جديدٍ، وبعض المراحيض التي بنتها الجمعية للقرويين.
غير أن الأطفال لوَّحوا بلافتاتٍ أصغر حملت صور ترامب مكتوباً عليها: "قريتنا (ترامب) ستصبح نظيفةً!"، وغنَّى القرويون أغاني تشيد بفضائل المراحيض المجهزة داخل البيوت. ويُذكَر أن ثلث الهنود تقريباً لا يملكون مراحيض لائقة.
ولا يعرف المقيمون بهذه القرية إلا القليل عن ترامب وسياساته، لكنهم يقولون إنهم سعداءٌ بتسمية قريتهم تيمناً به.
وتقول محبوبة، إحدى النساء اللاتي تلقين مرحاضاً حديثَ البناء: "لِمَ لا، إذا كان هذا سيجلب لنا هذه المرافق؟".