"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".
أنا بدوري كان عليّ ظلم وأيضاً يمكن أنني كنت أظلم في بعض الأحيان من يدري سواء أكان هذا الظلم بالقول أو الفعل، عافانا الله وإياكم.
لا أدري ما عساي أكتب عن الظلم أو بصيغة لطيفة نوعاً ما على مسامعنا "الباغي مخذول"؛ لكي لا أقلب المواجع على عزيزي القارئ.
ألم نسأل أنفسنا يوماً عن سبب القسوة التي نجدها في قلوبنا، والظلمة التي تعلو وجوهنا؟ ألم نجد في قلوبنا أثر الظلم والنكران أم هو التكبر والطغيان؟ ولعلنا كنا فعلاً من الظالمين أو في يوم من الأيام ظلمنا أحداً، هل حاسبنا أنفسنا يوماً في ذات الله.
في رحلة هذه الحياة نرى أصنافاً من البشر وما ذلك بجديد، فمنهم ظالم لنفسه قبل أن يكون ظالماً لغيره، وبطبيعة الحال، وها أنا الآن كعادتي أمر بعيني على أرجاء غرفتي باحثاً عن الظلم لعلني أجده ربما في رفوف مكتبتي، علني ظلمت كتاباً ما أو مقالاً ما أو ربما يوجد في الجزء الذي نعرفه من الكون الكثير من الظلم، وغالباً ما يعاني الطيبون، وغالباً ما ينجح الأشرار.
إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الأوضاع الاجتماعية، فالغربيون مثلاً لم تتحسن أخلاقهم بمجرد أنهم أرادوا ذلك، لا لكن تحسنت أوضاعهم الاقتصادية والحضارية، فتحسنت أخلاقهم تبعاً لذلك، ومن الظلم هنا أن نطلب من الفقير الذي يعيش في كوخ أن يكون مهذباً أو نظيفاً أو صادقاً أنه مضطر إلى أن يكذب وأن يسرق؛ لكي يداري معاشه العسير، وهذا بحد ذاته ظلم.
نظلم الناس أحياناً ولا ندري أننا ظالمون ومظلومون، وغالباً ما يعرف الظلم بأنه التصرف في ملك الغير، ومجاوزة الحد، وغياب العدالة، أما بالنسبة لي فالظلم ابتغاء شيء ليس من حقنا امتلاكه، ولو أردناه بشدة.
كلنا نمر بلحظات من الظلم سواء لأنفسنا أو مع الآخرين في أبسط الأشياء نظلم أنفسنا حين نحب وحين نكره، وحين نريد بشدة، وحين نبكي نظلم أنفسنا ربما لنعاقبها أو ربما يكفينا أن نرى أنفسنا مظلومين، فهذا يجعلنا نحس أننا ضحية، ويهون علينا مرارة الظلم.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.