فوتوغرافيون يُسائِلون علاقة الفضاء العام بالفضاء الخاص في المغرب

رغم تفشي "القبح البصري" في الموضوع المصور، فإن عدسة "زومستاين" استطاعت استراق لحظات تعكس علاقة ساكنة "لاغوس" بفضائها الحميمي، وطريقة تعاملها مع فضائها العمومي، في فترة تعرف تحولاً بنيوياً للمدينة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/17 الساعة 01:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/17 الساعة 01:55 بتوقيت غرينتش

استقبل "فضاء تعبيرات صندوق الإيداع والتعبير" في شهر مايو/أيار من السنة الجارية معرضاً فوتوغرافياً جماعياً يعالج إشكالية علاقة الفضاء العام بالفضاء الخاص في المغرب ونيجيريا.

ويثير المعرض المنظم بشراكة مع "ملتقيات الرباط للفوتوغرافيا" قضايا الفضاءين العام والخاص في أبعادها الدينية والاجتماعية والسياسية، وتستشكل فكرة تحولات المجتمع المغربي بالأساس وهجانة العاصمة النيجيرية لاغوس المتقدمة صناعياً والمفككة اجتماعياً وطبقياً.

الكاميرا تُسائل فضاءات المغرب

أولى الصور التي تقع عليها عين المشاهد، صورة لزكرياء واكريم تتكون من حصانين يأكلان نباتات شوكية متناثرة على أرض إسمنتية، وخلفهما بنايتان بيضاوان تعتليهما رافعة بناء، وتلوح في مستويات أخرى من الصورة، بنايات أخرى تشبه البنايتين الأوليين.

أول ما يتبادر لذهن المشاهد أن الأحصنة ليست في مكانها، والعشوائية التي تكاثر بها النبات الشوكي تدل على إهمال مستمر، وفي الفضاء الثاني تُحيل الأبنية البيضاء غير المكتملة على التسطيح والإغراق في الوظيفية فالبناءان متطابقان شكلاً وحجماً ولا يُجَمِل معمارُهُما المكانَ ولا يعكس جمالياته وقِيَمَه، بل يساهم في عدم الراحة التي يحس بها من ينظر لهذا الفضاء، فهو فضاء عام مُهمل لا تنتمي إليه مكوناته، فالأحصنة في غير مكانها، والإسمنت لا تعتليه عادة نباتات شوكية.

يشير زكرياء واكريم من خلال هذه الصورة وصور أخرى، إلى هجانة الفضاءات الحضرية، ويطرح سؤالاً يجمله في: "هل هنالك حقيقة مخطط حضري واستراتيجية تعمير؟"، ويجيب نفسه في نص تعريفي بعمله: "أعمال البناء تسبق في الغالب مخططات مكاتب التعمير".

صور حول نيجيريا في معرض حول المغرب

من بين من استضافهم هذا المعرض الفوتوغرافي الفرنسي – السويسري ميشيل زومستاين الذي حضر كضيف شرف، وعنْونَ الفنان سلسلته المصورة في العاصمة النيجيرية لاغوس بـ"هذا المنزل ليس للبيع"، وتتناول إشكالية الأحياء العشوائية التي تتكاثر بسبب الهجرة من الأقاليم والدول المجاورة إلى العاصمة النيجيرية بسبب نموها الاقتصادي، وما يتنامى معها من سلوكات الوكلاء العقاريين المضايقة للساكنة باستمرار، مما يضطرهم للمقاومة عن طريق كتابة "هذا المنزل ليس للبيع" على جدران بيوتهم.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد