أحيا مئات الآلاف من الأتراك فجر الأحد 16 يوليو/تموز 2017، ذكرى المحاولة الانقلابية التي وقعت قبل عام ضد الرئيس رجب طيب أردوغان الذي وعد صراحة "بقطع رؤوس الخونة".
وفي ذكرى هذا الحدث الذي هز تركيا، شارك أردوغان في تجمع حاشد في إسطنبول حيث دشن نصباً لضحايا المحاولة الانقلابية البالغ عددهم 250، ثم ألقى خطاباً مؤثراً في البرلمان في أنقرة، قبل أن يدشن فجر الأحد نصباً آخر أمام القصر الرئاسي.
وتجمع عشرات الأشخاص بالقرب من القصر الرئاسي في وقت مبكر قبل أن ينضم إليهم آلاف آخرون حضروا لمتابعة هذه المحطة الأخيرة التي اختتمت الاحتفالات الرسمية بالذكرى الأولى لفشل الانقلاب.
واتهمت أنقرة الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية وقامت بحملات توقيف ضد من يشتبه بتورطهم بمحاولة الانقلاب. وقد أوقف في إطار هذه الحملة أكثر من خمسين ألف شخص وأقيل أكثر من مئة ألف آخرين على دفعات.
وأمام حشد ضم مئات الآلاف من الأشخاص، قال أردوغان مساء السبت في خطاب شديد اللهجة بالقرب من جسر شهداء 15 تموز/يوليو على البوسفور في إسطنبول "سنقتلع رؤوس الخونة".
وبعدما أكد دعمه لإعادة العمل بعقوبة الإعدام، اقترح أردوغان اعتماد زي موحد للمتورطين في المحاولة الانقلابية المسجونين.
"سنحمي رئيسنا"
في مراسم أقيمت في وقت مبكر من الأحد أمام البرلمان في أنقرة الذي قصفه منفذو المحاولة الانقلابية، أشاد أردوغان بالمواطنين الذين تصدوا للدبابات "حاملين العلم في أيديهم والإيمان في قلوبهم".
واستنفرت كل تركيا للاحتفال بذكرى فشل المحاولة الانقلابية. فبعد منتصف ليل السبت الأحد أطلقت المساجد البالغ عددها نحو تسعين ألفاً في البلاد صلاة على أرواح القتلى.
ومثل التعبئة الشعبية التي ساهمت في إفشال محاولة الانقلاب العام الماضي، اجتاح عشرات الآلاف من الأتراك الساحات العامة في جميع أنحاء تركيا للمشاركة في "أمسيات ديمقراطية" حتى منتصف ليل الأحد.
وقال مراد الذي كان في أنقرة لوكالة فرانس برس "كنت في الشارع منذ البداية (…) أنا هنا اليوم حتى لا ينسى أحد" المحاولة الانقلابية.
وصرحت ناجيهان المؤيدة لأردوغان "سنحمي رئيسنا حتى النهاية". وأضافت إن هذا الانقلاب الفاشل "سمح بتطهير البلاد من الإرهابيين"، ملمحة بذلك إلى حملات التطهير. وقالت "لذلك كان أمراً جيداً وإن كان مؤلماً".
وبعد عام على أعنف احتجاج على حكمه، يبدو أردوغان اليوم أقوى من أي وقت مضى. ويسمح له الاستفتاء على تعديل الدستور نظرياً بالبقاء في السلطة حتى 2029.
بينما يتهمه معارضوه بالميل إلى الاستبداد بالحكم منذ محاولة الانقلاب، رفض أردوغان كل الانتقادات خصوصاً الغربية منها.
وتؤكد الحكومة التركية أن الإجراءات الاستثنائية المتخذة في إطار حالة الطوارىء التي أعلنت قبل عام ضرورية "لتطهير" الدولة من أتباع غولن الذين اخترقوا صفوفها على مدى عقود.
وترى وكالة الأنباء الفرنسية، أن هذه الحوادث أدت إلى استقطاب حاد في المجتمع بين مؤيدي أردوغان ومعارضيه. وبينما أكدت كل الأحزاب السياسية على الوحدة بعد صدمة 15 تموز/يوليو 2016، يبدو المشهد السياسي منقسماً أكثر من أي وقت مضى، وفقاً للوكالة الفرنسية.