مغامرة شائقة، سبقها إليها المئات وربما الآلاف، رغم التحذيرات المتواصلة من السلطات بعدم الاقتراب من مدرجات الطائرات بالمطار الأكثر رعباً في العالم.. إلا أن مصير السائحة النيوزيلندية كان مختلفاً هذه المرة؛ فقد كانت بالنسبة لها هي المغامرة الأولى والأخيرة.
كانت السائحة، البالغة من العمر 57 عاماً، تقف -كما العشرات- بشكل مُنتظم؛ لتصوير المقاطع والتقاط الصور الشخصية في أثناء طيران الطائرات الضخمة بمطار الأميرة جوليانا الشهير على جزيرة سانت مارتن الكاريبية، على مقربة من رؤوسهم.
وقد اعتاد هواة خوض هذه المغامرة أن قوّة دفع الهواء الناتج عن تشغيل المحرّكات قد تدفع المشاهدين الموجودين على شاطئ "ماهو" القريب إلى داخل البحر، وتتسبب في خلع ملابسهم عن أجسامهم.
بيد أن دفع الهواء الهائل، الناجم عن محرِّك إحدى الطائرات التي كانت تتابع السائحة النيوزيلندية إقلاعها، قد أدى إلى دفعها بعنف باتجاه حائط خراساني؛ ما أودى بحياتها، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، الجمعة 14 يوليو/تموز 2017.
وقالت شرطة سانت مارتن إن السيدة (لم تذكر اسمها) قد أُصيبت بـ"جروح خطيرة" بعد الساعة السادسة مساء الأربعاء، حينما تشبّثت بسور قريب من المطار، إلى جانب العديد من الحضور الآخرين في أثناء إقلاع الطائرة.
وبحسب ما أوردته صحيفة هيرالد النيوزيلندية، كانت السائحة النيوزيلندية واقفةً خلف سور بالقرب من المدرّج رقم 10، في أثناء إقلاع الطائرة "بوينغ 737″، وقد دفع بها الهواء الناتج عن تشغيل محرّك الطائرة إلى الوراء، وارتطم رأسها بالخرسانة، وقد لفظت أنفاسها الأخيرة بعد وقت قصير في المستشفى.
وتحذّر علامات إرشادية بالمطار أن يظل السياح بعيداً عن مدرج الطائرات؛ إذ إن الهواء الناتج عن المحرّكات قد يتسبب في "أضرار جسدية جسيمة و/أو وفاة"، ويُوصَفُ المطار بالنسبة لمن يشاهدون إقلاع الطائرات بأنه "الأفضل" و"الأكثر إثارة للرعب"؛ إذ إن المدرج القصير، البالغ طوله 2.189 متر (1.4 ميل)، يُرغم الطائرات على الاقتراب بارتفاعات منخفضة من الأرض.
وعلى الرغم من التحذيرات القوية من قِبل السلطات المحلية، أصبح المطار من المعالم السياحية الشهيرة على مستوى العالم، وتعرض الحانات المحلية مواعيد إقلاع ووصول الطائرات، وعادةً ما يحتشد مئات الناس بالقرب من أسوار المطار للمشاهدة.
ويمنح موقع "spotterguide.net"-المعنيّ برصد حركة الطائرات- مطار الأميرة جوليانا الدولي درجة تقترب من الكمال باعتباره موقعاً لرصد الطائرات، حيث يمنحه التصنيف الرابع من أصل 5 درجات بشأن الحركة، وموقع التقاط الصور، ويقترح عدداً من المقاهي المجاورة للشاطئ والتي توفّر مشاهدة جيدة لمدرج الطائرات.
وعلى الرغم من عدم وفاة أحد من قبلُ نتيجة الدفع الهوائي الهائل الناجم عن تشغيل محرّك الطائرات، تم الإبلاغ عن عدد من الإصابات الخطيرة، من ضمنها اثنان من السائحين أُصيبا بكسر في الساق وإصابة بالرأس، في عام 2012.