عرضت إيطاليا على ليبيا اتفاقاً بـ (45.6 مليون دولار) للاستثمار في المدارس والمستشفيات مقابل وقف طرابلس لتدفُّق الهجرة عبر البحر المتوسط.
وفق The Times البريطانية سافر وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينتتي إلى طرابلس ساعياً لإقناع 12 من رؤساء الوحدات المحلية لمناطق بدويةٍ بالصحراء الجنوبية بقبول الدعم المادي وتشديد تأمين الحدود.
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة وصل أكثر من 85 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي. وتوفي نحو 2150 منهم أثناء محاولة العبور خلال نفس الفترة.
وتؤكد زيارة مينتتي ما تعانيه إيطاليا، بالإضافة إلى بروكسل، من إحباطٍ حيال فشلهما بوقف تدفُّق الهجرات، أو حتى إقناع دولٍ أخرى بالاتحاد الأوروبي باستقبال حصةٍ من وفود المهاجرين.
تضيف The Times البريطانية أن روما تسعى لجذب السكان إلى مناطق الجنوب الليبي، بعيداً عن الأرباح الضخمة التي يحققها مُهرِّبو المهاجرين، أملاً في قطع السبيل أمام مسار الهجرات غير الشرعية من جذورها، وقبل أن تصل حتى إلى شواطئ المتوسط.
وصرَّح مصدرٌ مسؤولٌ بالحكومة الإيطالية أن مينتتي سافر يحمل عرضاً لليبيا قيمته 30 مليون يورو كتمويلٍ من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى 12 مليون يورو من إيطاليا.
موقف رئيس فرنسا الجديد
وقد صُدِمَت إيطاليا يوم الأربعاء 12 يوليو/حزيران الجاري حين احتجَّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن معظم أولئك الفارين من ليبيا هم مهاجرون لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وليسوا لاجئين، مبرراً رفضه لاستقبالهم في فرنسا.
وقال ماكرون: "هاتان حقيقتان مختلفتان تماماً (أي الهجرة غير الشرعية واللجوء)، فهما لا يُنظَر لهما من نفسِ المنظور، ولا يقتضيان الاستجابات الأخلاقية ذاتها، وموقفنا لن يتزعزع تجاه ذلك".
وكانت فرنسا قد استخدمت هذا الصيف الكلاب البوليسية لصد المهاجرين الذين يحاولون الولوج إليها عبر حدودها مع إيطاليا، وهدَّدَت النمسا بصف مدرعاتٍ في ممر بارنر الواقع على حدودها الإيطالية.
قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو ونظيره الفرنسي إيف لو دريان اليوم الخميس 6 يوليو/تموز إنه يجب تركيز الجهود داخل الاتحاد الأوروبي على تحقيق الاستقرار في ليبيا من أجل وقف تدفق المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا.
تفكيك شبكات تهريب البشر
وكان الوزيران يتحدثان قبل مؤتمر حول الهجرة في روما يضم وزراء خارجية دول أفريقية تُستخدم كمحطات على الطرق التي يسلكها المهاجرون بالإضافة إلى وزراء خارجية دول بالاتحاد الأوروبي من بينها النمسا وإسبانيا وهولندا.
وقال لو دريان إن اجتماع روما يحتاج أيضاً لمناقشة الإجراءات الرامية إلى تفكيك شبكات تهريب البشر.
وإيطاليا هي نقطة الوصول الرئيسية لأغلب المهاجرين الأفارقة إلى الشواطئ الأوروبية هذا العام، وتنطلق مراكب المهاجرين بشكل شبه يومي من ليبيا.
ووصل نحو 82 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية هذا العام.
قال ضابط بخفر السواحل إن خفر السواحل الليبي أنقذ نحو 85 مهاجراً قبالة الساحل إلى الشرق من طرابلس اليوم السبت لكن يعتقد أن هناك نحو 40 آخرين في عداد المفقودين.
وقال معمر محمد ميلاد المسؤول في خفر السواحل إنه تم إنقاذ المهاجرين على بعد عشرة كيلومترات شمال غربي بلدة القره بوللي بعدما رصدتهم قوارب الصيد في البحر.
وأضاف "بسبب الحمولة الثقيلة على القارب المطاطي تهشمت قاعدته الخشبية وبدأ في الغرق".
وقال "وفقاً للناجين يوجد نحو 40 آخرين مفقودين من بينهم سبعة أطفال" مضيفاً أنه تم انتشال جثة امرأة.
وتقع بلدة القره بوللي على بعد نحو 50 كيلومتراً شرقي العاصمة وهي نقطة مغادرة معروفة للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وعادة يكدس المهربون المهاجرين في قوارب مطاطية هشة لها قواعد خشبية محلية الصنع.
ويصل معظمهم إلى المياه الدولية حيث تلتقطهم السفن وينقلون إلى إيطاليا. لكن خفر السواحل الليبي يرصد بعضهم فيما يغرق آخرون في المياه الليبية.
وتحاول الغالبية العظمى من المهاجرين الوصول إلى أوروبا عبر البحر عن طريق مسار وسط البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا.