قالت قوات "سوريا الديمقراطية"، إن مقاتليها يخوضون معاركَ شرسة مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة القديمة بالرقة، وذلك بعدما أحدث التحالف بقيادة الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، 4 يوليو/تموز 2017، فتحتين صغيرتين في الأسوار التاريخية للمنطقة، البالغ عمرها 1300 عام.
وقال التحالف إن مقاتلي التنظيم يتَّخذون من السور موقعاً لإطلاق النار، وزرعوا "الألغام والعبوات الناسفة في عدد من الشقوق بالسور"، مما أدى لإحداث فتحات جديدة فيه.
جدار المدينة التاريخي
جدار المدينة القديمة في الرقة السورية كان يوماً ما شاهداً على العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، عندما كانت المدينة الواقعة على ضفاف نهر الفرات هي العاصمة في عهد الخليفة هارون الرشيد، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
واصطدمت القوات المهاجمة بمقاتلي داعش، الذين يتحصنون في مواقعهم خلف جدار المدينة، البالغ طوله 2500 متراً، وفقاً لما نشرته وكالة رويترز.
تروي الصحيفة الأميركية قصة الجدار الذي بُني لحماية رفيقة، وهي مدينة عسكرية من القرن الثامن، بُنيت في أواخره بالقرب من مدينة الرقة، على الطريق الواقع بين دمشق وبغداد. بُنيت المدينة على غرار مدينة بغداد، العاصمة العباسية حديثة البناء وقتها.
وتنقل واشنطن بوست عن عمرو العزم، مسؤول سابق في العصور القديمة في سوريا، يعمل حالياً في تدريس تاريخ الشرق الأوسط في جامعة شوني الحكومية في ولاية أوهايو، قوله: "الجدار والبوابة هما من المعالم الرئيسية الباقية من التاريخ الإسلامي العظيم لمدينة الرقة".
وتم اختيار مدينة الرقة التي هي على شكل حدوة حصان، مع جدارها الواقع على الحافة الجنوبية منها، كمقر إقامة للخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد، المعروف بحكايات "ألف ليلة وليلة".
كما بنى الرشيد مُجمعاً من القصور في الشمال، وبنى العديد من القنوات، وأقام سباقات الخيل في مضمار الرقة. وقد ازدهرت صناعة الخزف الشهيرة في الرقة لخدمة السكان الجدد، وفقاً للصحيفة الأميركية.
وتضيف: "كان سلف الخليفة هارون الرشيد قد أمروا ببناء مدينة عسكرية لحماية الأسرة العباسية من الإمبراطورية البيزنطية. كما أنها كانت تقاطعاً هاماً بين نهر الفرات ونهر خابور، الذي ينبع من تركيا".
الجدار الذي يمتد في الأصل إلى 5 آلاف متر، يبقى منه الآن نصفه فقط. وفقاً لعلماء الآثار، فإن البلدة القديمة كان لديها 3 بوابات وطبقات دفاعية متعددة، بما في ذلك خندق واسع، وجدار خارجي وآخر داخلي.
دُمرت المدينة القديمة على يد المغول في منتصف القرن الثالث عشر، ولم تستعد أبداً مجدها القديم.
ووفقاً للعزم فقد تم ترميم معظم الجزء الباقي من الجدار والبوابات على نطاق واسع في سوريا الحديثة.