نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إعلاناً ترويجياً لحلقة برنامجها، الذي سُيبث الثلاثاء المقبل، 12 يوليو/تموز، حول لقاء واحدة من أوائل نواب البرلمان المسلمين في الدنمارك وجهاً لوجه، مع شخصٍ أرسل لها رسالةً لاذعةً، تحوي مضموناً كارهاً للأجانب.
ووفق ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، فقد وثَّقَت أوزلم جيكيتش، عضوة البرلمان السابقة عن حزب الشعب الاشتراكي، اللقاء الذي ساده التوتُّر كاملاً.
فيما سجَّلَ مقطع الفيديو الذي تبُثه بي بي سي قبل عرض الحلقة الأسبوع المقبل، 2.5 مليون مشاهدة.
ودعت جيكيتش، وهي كردية الأصل، وانتقلت في طفولتها من تركيا إلى الدنمارك، مئات الأشخاص الذين أرسلوا لها رسائل مؤذية، للقائهم لتُدشِّن بذلك حواراً مدنياً مفتوحاً.
والتقت السياسية الحريصة على بناء جسور الحوار أشخاصاً من كل التيارات، من المسلمين الأصوليين إلى النازيين الجدد.
وقرَّرت جيكيتش الذهاب إلى منزل أحد الأشخاص الذين بعثوا لها برسالةِ كراهيةٍ على موقع فيسبوك، لتناول القهوة والكعك.
وجلست جيكيتش مع ستيفن، ورغم أن اللقاء كان من المفترض أن يكون ودياً ومتحضراً، إلا أن الجو كان مشحوناً طوال الساعة ونصف الساعة التي قضياها معاً. وفي لحظةٍ معينة، انهارت السياسية، وتركت الغرفة وهي تجهش بالبكاء.
ووفق ما ذكرت صحيفة بوليتيكن الدنماركية، فإن جيكيتش التي سجَّلت اللقاء كاملاً، قرأت الرسائل التي أرسلها لها ستيفن، والتي يقول في إحداها: "نحن نريد عالماً بلا مسلمين. عالماً مسالماً بدونكم أيها الخنازير الذين تُدمِّرون قيمَنا".
ووصفها في أخرى بحشرة داعشية، وجِيفة مثيرة للاشمئزاز، وبالقردة. وكتب أيضاً: "أكرهك وأكره كل ما تمثلينه".
ويظهر في مقطع الفيديو الذي لاقى رواجاً واسعاً، كيف ردَّ ستيفن بهدوءٍ وثبات على جيكيتش، وأخبرها أن ما كتبه كان مقصوداً به أن يكون "كاشفاً للحقائق".
فردَّت عليه بسؤال: كيف يَعتبِر إهانتها من خلال نعتها الحشرة المقرفة كاشفاً للحقيقة؟
وأضاف ستيفن، الذي لم يُعرف إلا اسمه الأول: "أعتقد أنك تقاومين الحقائق، ولا تتجاوبين مع ما هو على وشك الحدوث بالفعل. أنا لست إلا مواطناً حريصاً، يراقب التغيرات التي تحدث في مجتمعنا".
وتشير السياسية إلى خطر الهوس بالاختلافات بين الأشخاص، بدلاً من احتضان أوجه التشابه التي تجمع الأعراق المختلفة معاً.
وسألته: "كيف نجلس هنا ويفصلنا متر واحد ولا نزال بعيدين عن بعضنا؟".
وأضافت: "أجلس هنا وأفكر في جنون تصورك، أن من حقك الهجوم عليَّ لمجرد أنني مسلمة".
ينتهي مقطع الفيديو بجيكيتش وهي تشكره لفتح بابه لها، ولكنها تقر بأن المناقشة لم تكن سهلةً على الإطلاق.
وبعد أن يفترق كلاهما، يقول ستيفن إن مشاعرها كانت تتحكم بها، وإنه يعتقد أنهما لن يلتقيا ثانيةً. وعلى النقيض، تقول هي إنها تتمنى أن يلتقيا مجدداً.
تركت جيكيتش، التي تتلقى رسائل كراهية أسبوعياً، حزب الشعب الاشتراكي، في مارس/آذار الماضي، بسبب قرار الحزب دعم منع اللاجئين من الأقليات من دخول الدنمارك، بينما عدل الحزب عن هذا الموقف فيما بعد.
أصبحت جيكيتش، الأم لثلاثة أطفال، عضوةً في البرلمان بعد انتخابات 2007، ولكنها خسرت مقعدها في 2015 عقب خسارة حزب الشعب الاشتراكي 9 من أصل 16 من مقاعده في البرلمان.
ونشرت جيكيتش سيرتها الذاتية في العام 2009، في كتابٍ بعنوان "من متجر فوتكس إلى البرلمان"، روت فيه تجارب التمييز التي شهدتها في المجتمع الدنماركي. وروت أن معلمتها كانت تقول للأطفال ذوي الأصول المهاجرة: "كم هو مذهل أن أرى كم النضال الذي تقومون به، بينما تعرفون أنكم لن تحققوا أي شيء".