تمكَّن قناصٌ كندي من تحطيم الرقم القياسي السابق بتنفيذه أطول رمية رصاص قناصة في التاريخ العسكري، حينما نال من مقاتل بتنظيم داعش من على بعد 11319 قدماً (3450 متراً).
ووفق ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، فقد أطلقت الرصاصة من بندقية من طراز مكميلان TAC-50 مركبة على برج مرتفع، وقد استغرقت 10 ثوانٍ لكي تنطلق مسافة 2.14 ميل (3.4 كيلومتراً) حتى تصيب المقاتل الذي كان يهاجم الجنود العراقيين.
وكان القناص الكندي يخدم ضمن القوة الحربية المشتركة الثانية Joint Task Force 2 التي تُدرب القوات الكردية على قتال داعش.
ولا تتوفر تفاصيل كثيرة عن العملية، ولكن آخر موقع وجدت فيه القوات كان في شمالي العراق، حيث تدور هناك عملية كبرى لاستعادة الموصل.
ولم يُذكر اسم القناص لأسباب أمنية، كما أن الموقع التحديدي لإصابة الهدف لم يتأكد كذلك.
ومن المعروف عن القوات الكندية الخاصة مهارتها العالية في القنص، فقنَّاصوها هم من خيرة القناصين في العالم.
وقد مضى على وجود القوات الخاصة الكندية ومشاركتها في حروب الشرق الأوسط عدة سنوات، وتم توثيق مشاركتها في أولى المعارك البرية بين تنظيم داعش وتحالف القوى الغربية، في يناير/كانون الثاني 2015.
وكان الجنود الذين أتوا لزيارة الخطوط الأمامية مع قوات البيشمركة الكردية قد تعرَّضت لقصف شديد بمدفعية الهاون والرصاص الرشاش.
لكنَّ الكنديين استخدموا رصاص الرماة أو القناصة، من أجل "إبطال مفعول" تهديد داعش، دون أن تتكبد أي خسائر.
وقال العماد مايكل رولو، إن الجنود المنوطين بمهمة تدريب الجيش العراقي لم يطلقوا نيرانهم إلا رداً ودفاعاً عن النفس.
وأضاف "كان جنودي قد أتموا جلسة تخطيط مع كبار القادة العراقيين على بعد عدة كيلومترات من الخطوط الأمامية".
أما البندقية التي تعد الأقوى على الكوكب من هذا الطراز، فلها مدى إصابة يصل 9842 قدماً (2.99 كيلومتر)، وتحمل الرقم القياسي العالمي لأطول رمية.
وتتردد أقاويل بأن الجنود لم يبذلوا سوى رصاصة واحدة للنيل من ذاك الرجل، مقتدين بذلك بشعار مصنّع البندقية CheyTac القائل "فلتكن لكل رصاصة قيمتها".
وقال مصدر تحدث إلى صحيفة The Daily Star البريطانية "لقد كانت عملية قنص مضاد كلاسيكية، فالقناص الداعشي كان يتحرك طوال الوقت كي يحصل على أفضل موقع ليصيب هدفه".
وبهذا تحطّم الرقم القياسي السابق الذي كان قد سجله البريطاني كريغ هاريسون، الذي قتل جندياً من حركة طالبان ببندقية من طراز 338 Lapua Magnum من على مسافة 8120 قدماً أي 1.54 ميل (2.5 كيلومتر) عام 2009.
وقال مصدر عسكري لصحيفتي The Globe & MAIL، إن الهدف تم التحقق من ضربه بواسطة الفيديو، مضيفاً "هذا إنجاز استعراضي مذهل، فهذا رقم قياسي عالمي قد لا يضاهيه آخر قط".
وأما ثالث أطول رمية بالرصاص فقد أصابت هدفها في مقتل، فكانت على يد العريف الكندي روب فورلونغ الذي قنص متمرداً أفغانياً من على بعد 7972 قدماً (1.51 ميل / 2.4 كيلومتر) عام 2002 أثناء عملية أناكوندا هناك.
وقبل ذلك كان القبطان عريف آرون بيري قد أصاب هو الآخر إرهابياً من على بعد 7579 قدماً (2.3 كيلومتر)، وكان هو أيضاً كندياً يخدم في العملية العسكرية ذاتها.
أما أطول رمية لقناص أميركي، فهي التي نفذها الرقيب برايان كريمر الذي استهدف متمرداً عراقياً من على مسافة 7546 قدماً (1.42 ميل/ 2.3 كيلومتر) مستخدماً بندقية باريت M82A1 عام 2004.