لم تمضِ عدة أيام من نشر شاب جزائري صورة سيلفي لابن خالته معلقاً يتدلى في الهواء من الطابق 12 لعمارة في حي بابا الزوار بالجزائر العاصمة، حتى انتهى الأمر به خلف القضبان محكوماً عليه بعامين كاملين.
القصة بدأت مع الشاب عقبة بين الهزل والجد، بهدف نيل 1000 إعجاب على منشور في فيسبوك.
مزحة خطيرة
انتشرت صورة الصبي معلقاً من ملابسه، ينظر نحو الأسفل من ارتفاع شاهق بعمارة، السبت 17 يونيو/حزيران، بسرعة كبيرة على الشبكات الاجتماعية، مخلفة استنكاراً واسعاً من قبل الجزائريين.
وسارعت "شبكة ندى" جمعية لحماية الطفولة إلى رفع دعوى قضائية ضد الفاعل، وتشكَّلت كطرف مدني، وعينت محامياً لمتابعة القضية.
وانتقدها رئيس الشبكة عبد الرحمن عرعار على صفحته الرسمية على فيسبوك.
وعلَّق البعض على الشبكات الاجتماعية أنه لا يحق له المخاطرة بحياة طفل من أجل حصد إعجاب على فيسبوك.
شاهد.. رجل يخاطر بحياة طفل للحصول على صورة – خاطر أحد الأشخاص بحياة طفل صغير من أجل صورة تحبس الأنفاس، بعد أن ح… https://t.co/RCt1GvL6hZ
— شبكة خبرك (@KhbrkNews) June 20, 2017
@mshraim بيخاطر بنفسه هو حر لكن مو من حقه يخاطر بحياة طفل غير قادر على اتخاذ قرار
— Kahraman AlNasser (@Amber_kahraman) March 25, 2016
الشرطة تتحرك
حالة الاستياء الشديد التي خلَّفتها الصورة، وتنديد الجمعيات الحقوقية دفع مصالح أمن الجزائر العاصمة للتحرك في اليوم التالي، وتحديداً بـ18 حزيران/يونيو، حيث حددت الأجهزة المختصة عنوان الشاب عقبة.
وقال بيان لمصالح أمن ولاية الجزائر، الذي وزع على وسائل الإعلام أنه"إثر تحريات الضبطية القضائية لفرقة حماية الطفولة ومكافحة جنوح الأحداث، وبالتنسيق مع فرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية، تم إيقاف الشاب بتهمة تعريض حياة رضيع للخطر والتشهير به عبر بالإنترنت".
وتأكدت مصالح الشرطة من قصة "المشتبه فيه وهو يحمل طفلاً صغيراً محاولاً صنع الحدث عبر فيسبوك، طالباً من متصفحيه إيصال عدد الإعجابات إلى ألف (1000) إعجاب، وإلا ألقى بالطفل من الأعلى".
مثول فوري أمام القضاء وحكم بسنتين
وعقب القبض عليه، عُرض الجاني أمام محكمة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة، وحكم عليه بالسجن سنتين.
واختلف المتابعون للقضية بين مؤيد ومعارض للعقوبة، على اعتبار أنها قاسية نوعاً ما، وهذه بعض التغريدات.
مبرراته لم تنفعه
وقبل مثوله أمام القضاء، صرَّح الشاب عقبة لقناة النهار، بأنه لم يكن يقصد إلحاق الأذى بالطفل، لأنه قريبه (ابن خالته)، وقال إن الصورة تم التلاعب بها، وإن الطفل لم يكن معلقاً في الهواء، وإنما في الشرفة.