افتُتح بمدينة مساغا في مقاطعة أونتاريو الكندية مركز سوري لتقديم الخدمات للمهاجرين الجدد، فمع تزايد عدد اللاجئين السوريين إلى كندا وضرورة توفير الخدمات التي يحتاجها القادمون الجدد لكي يتمكنوا من الاستقرار في بلدهم الجديد، كانت هناك حاجة لتدشين مركز خدمي في مدينة مساغا.
سامر الجسري المدير التنفيذي لهذا للمركز، يقول لـ"عربي بوست" إن هذا هو أول مركز فيدرالي غير ربحي يُفتتح للجالية السورية في كندا، "فهناك بعض المراكز والمؤسسات التي فتحت لخدمة اللاجئين السوريين، لكنها كانت مراكز ربحية تحصّل رسوماً على الخدمات التي تقدمها".
ويضيف: "نحن نمثل السوريين اللاجئين ونتكلم باسمهم مع الحكومة الكندية. فأبناء الجالية في تزايد، حيث بلغ عدد السوريين في كندا إلى 102 ألف مهاجر، ومن الصعب أن تتكلم الحكومة الكندية مع كل واحد منهم".
تاريخ الجالية السورية في كندا
وللجالية السورية تاريخ طويل في كندا يعود إلى عام 1832، حيث وصل السوريون إليها واستقروا بها. ووفقاً للتعداد السكاني لكندا في عام 2011 كان هناك 41 ألف سوري.
وخلال السنتين الماضيتين وصل إلى كندا 50 ألف سوري، نصفهم وفق البرامج الحكومية والنصف الآخر من الكفالات الخاصة وكفالات الكنائس والمتطوعين. وقد تخطى عدد أفراد الجالية السورية في كندا الجالية الفلسطينية التي تبلغ 78 ألفاً.
الدمج والترجمة وخدمات أخرى
ويوضح الجسري أن المركز سيُقدم للاجئين خدمات مثل تسجيل الوثائق للحصول على الإقامة والرقم الاجتماعي وبطاقة التأمين الصحي، بالإضافة إلى المساعدة في إيجاد المسكن المناسب والمساعدات الاجتماعية. وسيكون هناك "يوم أسبوعي للعطاء"، وهو يوم السبت، حيث يقدم عدد من المتطوعين خدماتهم للمركز، ويشارك فيه أساتذة متخصصون يقدمون محاضرات وورش عمل لاحتياجات القادمين الجدد في المجتمع الكندي.
ويضيف: "لدينا أيضاً برنامج سيبدأ بعد 3 أسابيع اسمه English cafe، وهو مخصص للشباب بين 16 و21 عاماً، ويقوم فيه أساتذة من جامعة تورونتو بتدريس اللغة الإنكليزية مجاناً، إلى جانب برنامج تدريبي مهني، إضافة إلى برنامج للتدريب علي الكمبيوتر لمن تخرج في المدارس الثانوية. ولدينا أيضاً برنامج اليد العاملة المنزلية للنساء والصبايا اللاتي لديهن مهارات في الصناعات اليدوية وكل 3 أشهر سننظم لهن فعالية في المركز لمدة يومين لبيع هذه المنتجات".
1200 متطوع
حجم وسعة كندا يتطلبان وجود الكثير من المتطوعين لأجل عملية التنسيق بين المركز والسوريين الجدد في كندا، يشرح الجسري ما قاموا فيه لأجل ذلك قائلاً إن لديهم 1200 متطوع موجودين في أنحاء مختلفة من مقاطعة أونتاريو، يكون التواصل معهم عبر الشبكات الاجتماعية.
ويُقدم هؤلاء المتطوعون أيضاً محاضرات فيديو ونصائح للمهاجرين على الشبكات الاجتماعية، "نوضح لهم فيها القضايا التي تعينهم في حياتهم في كندا. وترجمنا دليلاً عن قواعد المرور وقيادة السيارات الي اللغة العربية؛ ليعرف السوري قواعد المرور، ونقدم نصائح بالفيديو عن كيفية التعامل مع الضرائب والقانون الكندي. وفيما يخص المقاطعات الكندية الأخرى نقوم بالتنسيق مع مجموعات تطوعية عاملة لخدمة القادمين الجدد، لكنها غير مسجلة رسمياً. فنحن نسافر لهم ونقوم بتنسيق آلية العمل".
كيف تبدأ حياتك المهنية في كندا؟
وفي المركز، كما يوضح الجسري، برامج للنصح والتثقيف فيما يخص كيف يبدأ الشخص حياته المهنية في كندا. فمن بين الوافدين من يحملون شهادات جامعية ومنهم من يحمل شهادات متوسطة ونسبة قليلة غير متعلمين، فمن بين الآلاف من القادمين الجدد لا يوجد إلا 12 شخصاً غير متعلم.
"قمنا بتصنيف القادمين الجدد وعمل إحصائيات لمعرفة المستوى التعليمي والذي في ضوئه يتم توجيههم. فمثلاً ينصح الطبيب بدراسة قريبة من الحقل الطبي، يمكن من خلاله أن يحصل على شهادة في مجال الأشعة، ويتجه للانخراط في سوق العمل الكندية؛ لأن معادلة شهادة الطب تأخذ منه سنوات وبعدها قد لا يجد فرصة عمل. ونحن ننصح القادم الجديد بأن يركز في سنته الأولى على اللغة؛ لأن الحكومة الكندية تتكفل بتقديم المساعدات له في هذه السنة وبعدها يمكن أن يصل مستواه في اللغة إلى المرحلة الخامسة أو السادسة التي تؤهله للحصول على فرصة عمل بكندا، وبعد السنة الأولى يبدأ بالعمل ويكرس بعض الساعات للدراسة. فهدفنا في المركز تسهيل مهمة استقرار السوريين في كندا ومساعدتهم في حياتهم الجديدة بكل السبل".