السكر والتوابل وكل شيء لطيف.
منذ أن كنا فتيات صغيرات، ونحن نعلم أن هذا هو ما نشأنا عليه. نعلم أن كونك سيدة يعني أن تكوني طيبة، لا تؤذين مشاعر أي شخص، وتضعين الآخرين أولاً.
نشأت مؤمنة بأن اللطف شيء تتمركز حياتك حوله.
هل كنت مثالية؟ بالطبع لا. لقد ارتكبت العديد من الأخطاء. لقد كان لي حصتي من اللحظات اللئيمة. آذيت بعض الناس، وكنت أنانية، وكنت بعيدة كل البعد عن لقب الفتاة اللطيفة.
لا أحد كامل، وبصراحة لا أعتقد أننا يجب أن نحاول أن نكون كذلك. هناك العديد من الأخطاء حول ما يخص شعار اللطف، وأغاني الحضانة، والأوامر الصارمة التي تربينا عليها كأطفال.. العديد منها.
مع ذلك، للأفضل أو الأسوأ، أود أن أقول إنه كان عليٌ أن أتشبث بكوني "فتاة لطيفة" بشكل عام. لقد كنت من مُتبعي القواعد، لا يجب أن تتسبب الفتاة في المشاكل. أكره المواجهة؛ لأنني أكره جعل الناس مستائين. أرسم ابتسامة حتى وإن كنت من داخلي غاضبة. أكون فتاة تقول "نعم" لأنه، حسناً، حتى أبدو مثل الفتيات اللطيفات.
لكن مع اقتراب عيد ميلادي الـ 30، هناك شيء واحد أدركته: على الرغم من أن المجتمع يعلمنا أن نكون فتيات "لطيفات" ونحن صغار، عادةً ما يُنظر للفتيات الجميلات على كونهن ضعيفات حين يكبرن.
أنت مخطئ بشأن ضعفي
لقد بدأت أدرك أيضاً أنك مُخطئ على وجه التحديد بالخلط بين لطفي وضعفي. ربما قد سمعت أن السكر والبهارات ينموان معاً، ولكنك لن تقتنع بهذا. أنا لا أحكم على ذلك لأنه، كما قلت، هناك عيوب حول كون الفتاة لطيفة وأن المجتمع يضغط على الفتيات ليصبحن كذلك. أعتقد أنه من الرائع أنك تخطيت ذلك.
أنا لا أعتقد أن هذا مثير للإعجاب، على الرغم من أنكم جعلتم مهمتكم هي أفتراس نساء مثلي، اللاتي لا يزلن يحاولن أن يجدن التوازن بين كونهن لطيفات أو لا.
لقد قلت لنفسك إنني لن أقاوم، وبذلك يمكنك أن تستغلني. كنت مقتنعاً بذلك لأنك من النوع التي يأخذ كل ما يريد أياً كان الثمن، وبالتالي اعتقدَ أنني ببساطة سوف أتراجع وابتسم أمام كل ما ترمي في طريقي. وستروني بمثابة فتاة خجولة لن تتحدى القسوة والظلم الذي تتوقعونه علي.
أنا هنا فقط لأقول: أنت مخطئ.
نعم، أحاول وضع الآخرين في الاعتبار أولاً. نعم، أحاول قبول المصاعب والمِحن مع ابتسامة. لا أحاول تجريح أحد. أحاول أن أأثُر الآخرين على ذاتي، وأحاول أن لا أكون شريرة. نادراً ما أتكلم عندما أشعر بالظلم، وأختار العض علي لساني، وأبتسم، وأتحمل.
لكن لا تعتقد لثانية واحدة أنني ضعيفة.
لا تجرؤ على قولبتي كشخص يمكنك أن تدوس عليه وتمشي فوقه. لا تعتقد لثانية أنه يمكنك أن تحصرني في الزاوية وتظن أنني لن أقاتلك.
لا تفترض لأنك تراني فتاة جميلة، أنك أقوى مني، فقط لأنني ابتسم خلال معاناتي لا يعني أنني أوهن من الداخل.
أفتخر بكوني أنا، قد أكون لطيفة، ولكني لست ضعيفة الشخصية، أنا أتعلم متى أحتاج إلى الوقوف والدفاع عما أعتقده وعن نفسي. أتعلم أنه في بعض الأحيان "كل شيء لطيف" خط يحتاج إلى تمزيقه إلى قطع.
الأهم من ذلك، أنني أعلم أن نظرتكم لي ليست هي الحقيقة، أنا لست إنسانة هشة يمكنك استغلالها، أنا شخص قوي، ومحدد الأهداف يؤمن بالحب والعمل الجاد والسعادة، لدي أهداف، ولدي خطط.
أنا ببساطة لا أؤمن باستغلال الآخرين للوصول إلى غايتي، كما أنني لا أؤمن بإيذاء الآخرين في سبيل تحقيق أحلامي.
بغض النظر، معرفة وجهة نظرك في لن تعطلني، رغبتك في استغلالي للوصول إلى غايتك لن تنجح.
ليس كل شيء لطيفاً تماماً
وعلى الرغم من أنني ما زلت أؤمن بقيمة كون الشخص لطيفاً، أدرك بعض المُثل التي تدرس في مرحلة الطفولة من الميل في تصوير الجنسين.
كونك فتاة جميلة لا يعني أنك دائماً عليك قول "نعم". ولا يعني أن ترفعي من تقدير الجميع فوقك. ولا يعني أنك لا تستطيعين الدفاع عن حقك.
لذلك، مع اقتراب عيد ميلادي الثلاثين، أدركت أن المجتمع يرى النساء الجميلات ضعيفات. لكن بفضلكم، أدركت أن هذه ليست الحقيقة. لقد تعلمت أن في بعض الأحيان الفتاة اللطيفة عليها السماح بظهور المقاتل الموجود بداخلها؛ لأن اللطف لا يعني أنك تدعي نفسك تنحدرين. لقد تعلمت أن أقوم بإبراز وجهات نظري وإيجاد الشجاعة لتقديمها عندما أحتاج للدفاع عن نفسي.
ما زلت أُقدر اللطف، ما زلت أبذل جهدي للتمسك ببعض القيم من طفولتي – وببساطة تكييفها.
الأهم من ذلك، أنني أدركت أنه لا يهم كيف تراني أنت أو المجتمع أو أي شخص.
ينبغي عدم الخلط بين اللطف والضعف؛ لأن كل امرأة، سواء كانت مصنوعة من السكر أو التوابل، أو أي شيء آخر، لديها قوة داخلية لا ينبغي التشكيك فيها.
قد تراني ضعيفة… ولكن أعتقد أن هذا خطؤك لأنك على ما يبدو لا تنظر إليّ بما فيه الكفاية. وراء ابتسامتي قوة هائلة كامنة. وراء ابتسامتي قوة لا ترغب في رؤيتها.
لذلك إلى الشخص الذي يفترض أن لطفي يعني أنني ضعيفة.. أؤكد لك أنني لست كذلك.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.