ستطير 4 آلاف بقرة من أستراليا وأميركا، وستهبِط على أرض قطر لإنتاج الحليب، ضمن مساعي رجل الأعمال السوري معتز الخياط، والمقيم في قطر، إلى ملء الفراغ الذي خلّفه انهيار الإمدادات عقب الأزمة الخليجية.
وبحسب ما ذكرت وكالة بلومبرغ، اشترى الخياط، وهو رئيس مجلس إدارة شركة الطاقة الدولية القابضة، 4 آلاف بقرة من أستراليا والولايات المتحدة، على أن يتم نقلها ضمن عملية ستستغرق 60 رحلة للخطوط الجوية القطرية.
وقال: "لقد حان الوقت للعمل في قطر".
وكان الخياط، الذى يتركَّز نشاطه الرئيسي في شركةِ بناءٍ شيَّدت أكبرَ مركز تجاري في قطر، قد وسَّع أعمال الشركة الزراعية في مزرعةٍ على بُعد 50 كيلومتراً شمالي الدوحة.
ويُعتَبَر الأمن الغذائي جزءاً من استراتيجية الحكومة القطرية المعروفة، لتوجيه الاقتصاد بعيداً عن البترودولار، كما هو الحال في "رؤية 2030" في المملكة العربية السعودية.
وتصطف حظائر رمادية جديدة في موقعٍ يُغطي مساحة ما يقرب من 70 ملعب كرة قدم، على اثنين من سلاسل العشب الأخضر في الصحراء مع طريقٍ يمر من المنتصف وصولاً إلى مسجدٍ صغير.
وتنتج هذه الحظائر حليباً ولحومَ أغنامٍ، وكانت هناك بالفعل خططٌ لاستيراد الأبقار عن طريق البحر. ولكن عُجِّلَ بالمشروع بعد أن صار الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين أمراً واقعاً.
وأضاف الخياط في مكتبه بالعاصمة القطرية الدوحة: "إنَّ إنتاج الحليب الطازج سيبدأ الآن بنهاية الشهر الجاري، بدلاً من سبتمبر/أيلول المقبل، وسيغطي ثلث الطلب القطري بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل. فمرافق أبقار الهولشتاين جاهزة، مع أن الشركة ستتكبَّد خسائر في تكلفة شحن الحيوانات، التي زادت أكثر من خمس مرات لتصل إلى 8 ملايين دولار".
وقال الخياط: "لا يشعر أحدٌ بأزمةٍ في حياته اليومية. فالحكومة تعمل بجدٍّ لضمان عدم وقوع أية عواقب".
وكانت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، قطعت الإثنين، 5 يونيو/حزيران 2017، علاقاتها مع الدوحة، على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب، واتخذت إجراءات دبلوماسية واقتصادية بحق قطر، بينها وقف الرحلات إليها وإغلاق الحدود البرية بينها وبين السعودية.
وشدَّد الوزير القطري على أن بلاده قادرة على الصمود "إلى ما لا نهاية" في مواجهة الإجراءات ضدها، وذلك غداة إعلان مسؤولين قطريين أن مخزون قطر من السلع الغذائية الأساسية يكفي السوق القطرية لأكثر من 12 شهراً، في محاولة لطمأنة السكان، إثر إغلاق الحدود البرية مع السعودية.
وبدأ قطريون ومقيمون الجمعة، 9 يونيو/حزيران 2017، تداول صور للمنتجات التركية التي وصلت جواً لتغطية احتياجات السوق، بعد منع دول الخليج إدخال المنتجات إلى قطر.
وبعد توقف دخول المنتجات الغذائية عقب إغلاق السعودية حدودها سعت السلطات القطرية إلى تهدئة التوتر، ونشرت تسجيل فيديو لمتجر تمتلئ أرففه بالأغذية، وطمأنت القطريين وهم أغنى شعب في العالم من حيث دخل الفرد، أن نمط حياتهم لن يتأثر.