انتشرت على الشبكات الاجتماعية صورة امرأة مسلمة منقبة، وهي تواسي وتعتني بامرأة متقاعدة مسنة بعدما سقطت الأخيرة أرضاً على متن حافلة.
الصورة رصدتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية والتقطها أحد الراكبين يوم الخميس 8 يونيو/حزيران 2017 الذي سارع إلى نشرها تحت عنوان "هذا هو الإسلام الحقيقي."
وأظهرت الصورة المرأة التي كانت ترتدي نقاباً وهي تمسك بيد المرأة التي أصابتها الوعكة على متن حافلة شرقي لندن.
وقد أعيد نشر الصورة أكثر من 51 ألف مرة منذ نشرها صاحبها، الخميس 8 يونيو/حزيران، وأُعجب بها أكثر من 42 ألف شخص، فيما انهال مستخدمو فيسبوك على المرأة المسلمة بالثناء.
وعلق أحدهم على الصورة قائلاً: "على الناس أن يدركوا أن الإرهابيين ليسوا مسلمين."
وكان حمزة وهو الشاب الذي التقط الصورة يستقل متن الحافلة من إلفورد إلى باركينغ عندما سقطت امرأة مسنة فجأة وعلقت قرب أبواب الباص. وعلق رأسها وحشر بين عامود معدني وبين هيكل الباب، فيما تمدد جسمها على الظهر على أرض الحافلة.
سارع حمزة إلى التقاط الصورة ونشرها على فيسبوك تحت عنوان "امرأة في الـ84 من العمر حشر رأسها تواً بين الباب والعامود المعدني على حافلة EL1 بين إلفورد وباركينغ. المرأة المسلمة التي تمسك يدها ظلت تعتني بها 20 دقيقة حتى وصلت سيارة الإسعاف. هذا هو الإسلام الحقيقي."
وأشار حمزة إلى أن وسائل الإعلام لا تبرز المسلمين الحقيقيين بل يقتصر دورها على إظهار المزيفين فقط. داعياً إلى مشاركة الصورة.
وكتبت مستخدمة لفيسبوك تدعى بيثاني روبرتس "أحببت هذا. على الناس الإدراك أن الإرهابيين ليسوا مسلمين، فالمسلمون الحقيقيون هم فعلاً مجتمع بشر لطفاء."
وكتب آخر اسمه جوردان مورتلوك: "روعة. يعجبني تلاحم واتحاد المجتمع يداً واحدة."
جرائم كراهية
وكانت أعداد الجرائم التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية لندن قد ازدادت خمسة أضعاف منذ الهجوم على جسر لندن، بحسب ما قاله عمدة لندن صادق خان، الذي حذر من أن الشرطة لن تتسامح تجاه هذا النوع من الجرائم.
وقال بيان صادر عن مكتب خان بحسب ما ذكره موقع "بي بي سي"، أمس الخميس، إن "الإحصاءات المؤقتة في 6 يونيو/حزيران تظهر ارتفاعاً بنسبة 40 في المئة في الحوادث العنصرية، بالمقارنة مع المعدل اليومي هذا العام، وزيادة بمقدار خمسة أضعاف في عدد الحوادث المتعلقة بالإسلاموفوبيا".
وأضاف البيان أن 54 حادثة عنصرية سجلت الثلاثاء، مقارنة بمعدل يومي كان يبلغ نحو 38 حادثة حتى الآن عام 2017. وكانت عشرون حادثة منها ضد مسلمين، وهذا أعلى من المعدل اليومي لعام 2017 بنسبة 3.5 في المئة.
وقال البيان "هذا أعلى معدل لحوادث الإسلاموفوبيا في سنة 2017 حتى الآن"، مضيفاً أنه أعلى من المعدلات بعد هجمات نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس حيث قتل 130 شخصاً.
وانتقد مسلمون في بريطانيا الهجمات في لندن يوم السبت الفائت 3 يونيو/حزيران 2017، وأعلن أكثر من 140 إماماً وداعية إسلامياً في بريطانيا، رفضهم أداء صلاة الجنازة على منفذي الهجمات التي أسفرت عن مقتل 7 وإصابة 48 آخرين.
وجاء ذلك في بيان مشترك حمل توقيعاتهم، حسب صحيفة "الإندبندت" البريطانية، التي قالت إن "رفض القيادات الدينية الإسلامية المشاركة في الصلاة على منفذي الهجمات الإرهابية، يعد خطوة كبيرة غير اعتيادية".
وعزا هؤلاء الأئمة والدعاة، عبر بيانهم، رفضهم أداء صلاة الجنازة على منفذي هجوم لندن إلى "شعورهم بألم بالغ تجاه ضحايا الهجوم وعائلاتهم"، بحسب وكالة الأناضول.