أحدهما رفض زيارة السيسي لبريطانيا واعتبره “قائد انقلاب”.. أجندة الحزبين المتنافسين في الانتخابات البريطانية تجاه العرب

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/08 الساعة 07:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/08 الساعة 07:28 بتوقيت غرينتش

تشكل قضايا السياسة الخارجية البريطانية محوراً رئيساً للانتخابات التشريعية المبكرة، المقرر إجراؤها الخميس، 8 يونيو/حزيران 2017. ويتربع على عرش هذه القضايا الموقف من الاتحاد الأوروبي وتأمين ما يطلق عليه خروج آمن وسهل منه، وقيادة مفاوضات تحقق الحفاظ على مصالح بريطانيا التجارية، وحرية حركة البريطانيين أوروبياً، وأوضاع المقيمين منهم حالياً في دول الاتحاد.

ورغم أن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي أصبحت أمراً لا مفر منه بعد تصويت مجلس العموم البريطاني على هذا القرار، إلا أن حملات المرشحين تأثرت بملامح حملات البقاء والمغادرة.

وقد وُصفت حملة البقاء بأنها الأكثر ميلاً لليسار واندماج الأجانب، بينما اعتبرت حملة المغادرة بأنها حملة التيار اليميني غير المرحب بالمهاجرين، الأمر الذي دعا أحد رموز هذه الحملة للاستقالة العام الماضي قبيل الاستفتاء، وهي الوزيرة السابقة وعضو مجلس اللوردات البارونة سعيدة وارسي. وقد وصفت وارسي الحملة حينئذ بأنها "حملة كراهية ومعاداة الأجانب".

تخفيض عدد المهاجرين

وينعكس هذا بشكل واضح في خطابات الحزبين الكبيرين المتنافسين، وهما حزب المحافظين الحاكم وزعيمته رئيسة الوزراء الحالية تريزا ماي، وحزب العمال المعارض وزعيمه جيرمي كوربن، الذي يحل في المرتبة الثانية داخل مجلس العموم. فعند الحديث عن قضايا الهجرة والمهاجرين، يتعهد حزب المحافظين الحاكم بتخفيض أعداد المهاجرين بشكل عام والتحكم فيها في حال فوزه.

فبدلاً من أن تكون الأعداد بمئات الآلاف يسعى الحزب لتكون بعشرات الآلاف فقط.

كما يتعهد أيضاً بتشديد إجراءات الحصول على تأشيرات الدراسة للطلاب الأجانب، ويدمج أعداد الطلاب الوافدين ضمن نسبة المهاجرين السنوية.

ويرمي إلى رفع الحد الأدنى للدخل الذي يجب أن يتوفر للمواطن البريطاني، الراغب في جلب زوجته/أو زوجها من الأجانب للعيش معاً في بريطانيا.

وفيما يتعلق باللاجئين، يتعهد حزب المحافظين بتخفيض أعداد طالبي اللجوء، ويقول إنه يستهدف تقديم يد العون إلى المناطق المتضررة في العالم، وأخذ لاجئين منها مباشرة. وذلك على اعتبار أن هؤلاء أكثر احتياجاً ممن يصلون إلى بريطانيا ويطلبون حق اللجوء.

ويتعهد بالعمل مع الدول الأوروبية والأمم المتحدة لمراجعة التعريفات القانونية لطالبي اللجوء.

أما حزب العمال، المنافس الرئيسي، فينصُّ برنامجه الانتخابي على فكرة وضع قواعد وإدارة عادلة لمسألة الهجرة.

ويعتبر الحزب أن مسألة زيادة النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل هي الأولى من الحديث عن مسألة تقليل أعداد اللاجئين.

كما يرفض تحميل اللاجئين مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وحين سُئل زعيم الحزب جيرمي كوربن أكثر من مرة عن مسألة تخفيض الأعداد رفض الحديث عن هذه المسألة أو إعطاء أرقام.

ليسوا مهاجرين

ولا يصنف برنامج حزب العمال اللاجئين ضمن فئة المهاجرين لأنهم مضطرون للفرار بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم هربا من واقع مؤلم.

ويتعهد الحزب بأخذ حصة عادلة من اللاجئين في بريطانيا، حيث يرى إن سياسات إيواء اللاجئين الحالية غير كافية. كما يرفض دمج أعداد الطلاب الأجانب ضمن نسب الهجرة لأنهم لم يأتوا للإقامة الدائمة، ويساهمون في الدخل القومي البريطاني بنسبة كبيرة.

ويرحب الحزب بهؤلاء الطلاب لكنه يتعهد بمكافحة الكليات التعليمية المزيفة التي يستغلها البعض للقدوم لبريطانيا عن طريق تأشيرة دراسة.

تبيان في المواقف من العلاقات مع الدول العربية

فيما يتعلق بعلاقات بريطانيا الخارجية، أحدثت تصريحات زعيم العمال جيرمي كوربن جدلا كبيرا بعد تفجير مانشستر الشهر الماضي مايو/ أيار 2017 من أن كثيرا من الخبراء يشيرون إلى الربط بين "الإرهاب الداخلي" والحروب التي شنتها أو تدعمها الحكومات البريطانية في الخارج.

وحين تعرض لسيل من الانتقادات في الصحافة ومن غريمته تريزا ماي على اعتبار أنه لا يوجد مسوغ ولا مبرر للاعتداء على المدنيين، رد قائلا بأن فهم أسباب الإرهاب بناء على معلومات لا ينفصل على خطط مواجهته وتوفير الأمن للمجتمع وأن هذا لا ينفي الذنب الذي اقترفه الإرهابيون.

ويشير برنامج حزب العمال لدعم حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بالإضافة لتاريخ زعيمه كوربن الممتد لعدة عقود في دعم القضية الفلسطينية.

ويدعو كوربن أيضا إلى أن تكون حماس وحزب الله جزء من مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. في الوقت ذاته يعارض تدخل بلاده عسكريا في سوريا ويعتبر أن حل الأزمة في سوريا لابد أن يكون سياسيا.

كما صرح بأنه ينبغي أن تكون هناك محادثات صعبة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تدعم ما وصفه بالإيدلوجيات المتطرفة.

وبخصوص الوضع في مصر، رفض كوربن زيارة السيسي لبريطانيا قبل عامين في 2015 واعتبره قائدا لانقلاب وأن زيارته تهدد الأمن القومي البريطاني.

مكافحة الإرهاب

لم ترد القضية الفلسطينية أو قضايا الشرق الأوسط في البرنامج الانتخابي لحزب المحافظين الذي أشار برنامجه لمسألة الشراكة الأمنية والاقتصادية مع الولايات المتحدة بالإضافة لدول رابطة الكومونولث، وهي اتحاد اختياري بين 52 دولة كانت مستعمرات بريطانية في الماضي.، وكانت حملة بريكست قد سوقت أن تكون هذه الدول هي البديل عن الاتحاد الأوروبي في التعاون على كافة المستويات.

من جانب آخر، رفضت حكومة حزب المحافظين الحالية نشر نتائج تقرير يبحث في مصادر تمويل الجماعات الجهادية وأشارت عدة تسريبات صحفية أن التقرير يتناول المملكة العربية السعودية.

الأمر الذي جعل من القضية مسألة تجاذبات انتخابية بين المحافظين والعمال والديموقراطيين الأحرار، حيث طالب زعيما الحزبين المعارضين الحكومة نشر نتائج التقرير حتى لو أدى ذلك لإحراج مع حليف مثل السعودية.

وكانت رئيسة الوزراء تريزا ماي قد أعلنت شراكة بريطانية مع دول الخليج في الجوانب الاقتصادية والأمنية ومكافحة الإرهاب.

وكان ينظر إلى زيارتها للمنطقة العام الماضي 2016 على أنها محاولات لإيجاد بدائل لشركات اقتصادية وأمنية حول العالم بعد خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.

قضايا المسلمين والإسلام

تحدث برنامج حزب العمال المعارض أيضا عن مسألة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام مرتين في إطار تعهد الحزب بمكافحة كافة أشكال العنصرية والتمييز في المجتمع والحفاظ على التعددية الثقافية والدينية والعرقية التي تميز بريطانيا.

وقال جيرمي كوربن زعيم الحزب في تغريدة له بأن ازدياد معدلات معاداة السامية والاعتداءات على أساس الإسلاموفوبيا تشير إلى أن هناك المزيد مما ينبغي عمله.

وسجل كوربن كلمة فيديو بثها على حسابه على تويتر يهنئ المسلمين فيها بشهر رمضان. وتجنب برنامج الحزب وكوربن أية إشارة لوصف الإرهاب والتطرف بالإسلامي.

أما برنامج حزب المحافظين فلم ترد فيه كلمة إسلام إلا مرة واحدة ومقرونة بما وصفه بالتطرف الإسلامي وسبل هزيمته. وفي أعقاب هجمات لندن التي استهدفت مدنيين في منطقة "لندن بريدج" نشرت زعيمة الحزب ورئيس الوزراء الحالية تريزا ماي تغريدة تقول فيها إنه لا يجب أن نتوقع أن تستمر الأمور على ما هي عليه عندما يتعلق الأمر "بالإرهاب الإسلامي".

وسردت أربعة نقاط كخطة عمل وهي أولا: إعطاء قوة كبيرة لقوات الشرطة والأمن وثانيا: زيادة مدة العقوبة المتعلقة بجرائم الإرهاب وثالثا: منع الإنترنت من أن يكون ملاذا آمنا للإرهابيين ورابعا: تدخل أكبر لمنع التطرف في المجتمعات البريطانية.

انتقادات لماي بسبب رمضان

واكتفت زعيمة الحزب ورئيسة الوزراء الحالية تريزا ماي برسالة تهنئة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان على الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء. في الوقت الذي تعرضت فيه للانتقاد من قبل أعضاء برلمانيين مسلمين اتهموها بعدم مراعاة شئون الجالية المسلمة حين حددت موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في وسط شهر رمضان.

وقالت روشنارا علي النائبة عن حزب العمال المعارض في تصريحات لصحيفة إيفيننج ستاندرد التي توزع مساء مجانا أن تحديد موعد الاقتراع في هذا التوقيت قد يؤثر سلبا على حجم تصويت المسلمين في الدوائر التي يوجد بها كثافة سكانية مسلمة عالية.

وحثت النائبة البريطانية المسلمين الصائمين الذين قد يرهقهم الذهاب على التسجيل للتصويت عبر البريد.

وكانت المفوضية الإسلامية لحقوق الإنسان وهي منظمة حقوقية بريطانية قد طرحت اسم تريزا ماي حين كانت وزيرة للداخلية قبل عامين في 2015 للتصويت ضمن شخصيات أخرى في إطار اختيار أسوء شخصية سياسية بريطانية متهمة بنشر الإسلاموفوبيا.

وقد وقع الاختيار على ماي بسبب ما وُصف بسياساتها لمكافحة الإرهاب التي أدت لشيطنة وعزل المسلمين.

تحميل المزيد