تضامن واسع مع روائي جزائري طُلب منه نطق الشهادتين في برنامج تلفزيوني.. وشقيق بوتفليقة: عارٌ ما فعلوه

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/03 الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/03 الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش

نظَّم عدد من المثقفين والصحفيين الجزائريين، السبت 3 يونيو/حزيران 2017، وقفة تضامنية مع الروائي رشيد بوجدرة، أمام مقر سلطة ضبط السمعي البصري، بالجزائر العاصمة، احتجاجاً على طريقة معاملته في برنامج للكاميرا الخفية بقناة النهار الخاصة.

واعتبر هؤلاء ما وقع لبوجدرة في البرنامج التلفزيوني، "اعتداء سافراً ومقصوداً على روائي كبير". وكان الحاضر الأبرز خلال الوقفة التضامنية شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة.

مزحة ثقيلة أم إهانة؟


كل شيء بدأ في الحلقة الخامسة لبرنامج "رانا حكمناك"، وهو عبارة عن كاميرا خفية تستضيف شخصيات معروفة لدى الجمهور الجزائري، وكان الضحية يومها الكاتب والروائي الكبير رشيد بوجدرة.

الحلقة التي بثت في 31 مايو/أيار 2017، ظهر فيها بوجدرة كما هي عادته بوشاحه الأحمر الذي يلف عنقه، وفاؤه لهذا اللون يعود إلى فكره الشيوعي الذي يجهر بانتمائه له ويفاخر بذلك.

وأمسك معدو الحلقة بطرف "ارتباط الشيوعية بالإلحاد" لدى بوجدرة، لإضحاك الجزائريين الملتفين حول مائدة الإفطار، لكون البرنامج يبث في وقت الذروة، فبينما هيأ الكاتب نفسه للإجابة عن أسئلة تدور في فلك الثقافة والأدب، تفاجأ بدخول شابين يمثلان دور الشرطة، طالبين منه وثائقه الثبوتية، قبل أن ينسبا له تهمة "الإلحاد والتخابر مع دولة أجنبية".

وفي الوقت الذي حاول فيه كاتب رواية "الحلزون العنيد" لملمة توتره، ارتفع صوت مخاطبيه يطلبون منه النطق بالشهادتين والتكبير لعدة مرات متتالية، وانصاع لهم في البداية، وقال إنه "مسلم ونصف"، ليضيف "أنا مسلم، ولكن فقط لا أصلي"، وأمام المشهد الذي امتلأ بالصراخ، طلب منه التشهد مرة أخرى فرفض، وقال لمخاطبيه "فعلت ذلك للتو.. هكذا انتم حابين تحقروني" (هكذا أنتم تريدون أن تحتقروني).

وأمام الشعور بالإهانة الشديد، انتفض بوجدرة ذو الـ78 سنة، صارخاً بأعلى صوته "قيلوني.. قيلوني" (اتركوني، اتركوني) محاولاً صفع الشرطي المزيف، وغادر الاستوديو وهو في قمة الغضب، موجهاً كلمات نابية للطاقم التقني ومعدي البرنامج.

وسبق لبوجدرة أن أثار هالة إعلامية سنة 2015، عندما استُضيف في برنامج على قناة الشروق، أشهر فيه إلحاده، قبل أن ينفي ذلك فيما بعد، وقال إنه "راح ضحية مصيدة وقع فيها كالأبله".

تنديد واستنكار وعريضة


وماهي إلا دقائق قليلة على نهاية الحلقة الجديدة التي عرضت على قناة النهار، حتى انتشرت التعليقات المنددة بما حصل للأديب الشهير.

وكتب الشاعر وعميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر أحمد حمدي، على صفحته الرسمية بفيسبوك قائلاً:

وسجل الكاتب الشهير واسيني الأعرج بدوره تنديده الشديد لما حصل لبوجدرة، قائلا إنه تألم وهو يُشاهد الحلقة:

التضامن مع صاحب رائعة "ألف عام وعام من الحنين"، وصل حد إطلاق بعض المثقفين لعريضة إلكترونية للتنديد بما وصفوه بـ"الاعتداء السافر والمقصود"، ودعوا إلى وقفة احتجاجية ضد قناة النهار أمام سلطة ضبط السمعي البصري التي تم تنفيذها السبت.

وتم تسجيل التضامن مع الكاتب رشيد بوجدرة، وبلغ عدد الموقعين على العريضة حوالي 1000 شخص.

اعتذار ومساءلة فتوقيف


وأمام حالة الاستياء الشديد الذي أعقب بث الحلقة، أعلن مدير قناة النهار أنيس رحماني، عن أسفه واعتذاره الشديد للروائي رشيد بوجدرة في أكثر من تغريدة، وأكد اتخاذ إجراءات لمعرفة حيثيات القضية ومساءلة المشرفين على الحصة.

وبعد الوقفة الاحتجاجية، قرَّر مدير قناة النهار توقيف برنامج الكاميرا الخفية "رانا حكمناك"، مثلما كتب على حسابه الرسمي بتويتر.

شقيق الرئيس: عار عليهم


بوجدرة صاحب الخمسين عاماً من الكتابة في عالم الرواية والأدب، حظي هذه المرة بتضامن خاص، حيث حضر شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة، الذي قال لبوجدرة "عار ما فعلوه"، ليرد الأخير "عليكم بالتحرك أنتم أيضاً لا تتركوني وحدي.. شكراً على حضورك".

وقرَّر رشيد بوجدرة متابعة قناة النهار قضائياً، وصرَّح للصحافة أنه طلب من القائمين على البرنامج عدم بثه، وأنه "مصمم على أخذ حقه بعد الضرر المعنوي الذي لحق به".

علامات:
تحميل المزيد