ذكرت إحدى وثائق موقع إنترسبت الأميركي السبت، 3 مايو/أيار 2017، المسربة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات العربية المتحدة في أميركا، الذي تعرَّض لعملية قرصنة، أن سفير أبو ظبي طلب من واشنطن رفض الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي بالانقلاب والوقوف مع المعتدلين في إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وجاء في الرسالة التي تم تسريبها:
السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في اليوم التالي لعزل #مرسي: ان لم نختر (واشنطن) الوقوف مع طرف ما فنحن بذلك نتخلى عن المعتدلين. pic.twitter.com/V7Qr93hRFu
— Zaid Benjamin (@zaidbenjamin) June 3, 2017
ترجمة الرسالة:
"كما يعلم الكثير منكم، تعني مصر بالنسبة لي قضيةً عاطفيةً وشخصيةً أكثر من كونها مجرد مسألةٍ سياسية. وعلى ذلك، بذلتُ وُسعي كي أُنحِّي عواطفي جانباً وأحلل الأمر بأقصى موضوعيةٍ ممكنة.
إليكم بعض الأفكار حول الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية، ومآلاتها الممكنة.
حتى اللحظة اختارت الولايات المتحدة ألا تنحاز إلى أي طرفٍ فيما يخص الأمور الداخلية، سواءٌ في سوريا أو مصر أو ليبيا أو تركيا. وفي حين يمكن أن تعدُ هذه سياسةً سليمةً وحذرةً إجمالاً، أخشى أنها لا يمكن أن تكون قابلةً للاستمرار أكثر من ذلك كاستراتيجيةٍ في ظل التطورات الجارية.
إنَّ الشرق الأوسط يتفكك حرفياً إلى معسكرين، سني وشيعي، وراديكالي ومعتدل أيضاً. وفي حين أتفهم مبررات عدم الانحياز إلى أي طرفٍ في الانقسام السني-الشيعي، أجد الأمر أكثر صعوبة لتبرير عدم الانحياز إلى معسكر الاعتدال.
من المهم أن نذكر أنَّ هذا المعسكر يبدو كأنه يخسر شعبيته اليوم. ودولٌ مثل الأردن والإمارات هي آخر "الرجال الصامدين" في معسكر الاعتدال. فالربيع العربي قد زاد التطرف على حساب الاعتدال والتسامح.
وفي حين أؤمن بمحدودية قدرتنا على التأثير في تبعات الربيع العربي، فإنَّني أؤمن بشدة بأنَّ هناك
الكثير مما يمكن القيام به لتمكين القوى الداعية للاعتدال والتسامح وحمايتها؛ وهي قيم مشتركة مع قيم الولايات المتحدة.
الوضع اليوم في مصر ثورةٌ ثانية. هناك أناسٌ في الشوارع أكثر من أولئك الذين كانوا يملأونها في يناير/كانون الثاني عام 2011. هذا ليس انقلاباً، هذه ثورةٌ ثانية.
الانقلاب يحدث حين يفرض الجيش إرادته على الشعب بالقوة؛ أما اليوم فإنَّ الجيش يستجيب لتطلعات الشعب.
وإن لم ننحز إلى أي طرف، فإنَّنا نكون بالفعل نتخلى بهذا عن المعتدلين؛ وهو أمرٌ لا أعتقد أنَّه سيصب في مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل. فلو نُظِرَ إلى الولايات المتحدة باعتبارها حليفاً لا يمكن الاعتماد عليه، فسيكون لذلك تبعاتٌ كارثيةٌ على قضايا أكبر، مثل سوريا أو إيران أو عملية السلام.
أعتقد أنَّنا في مفترق طرقٍ حرج من أحداث الشرق الأوسط، ولا يزال الناس يتطلعون إلى الولايات
المتحدة باعتبارها دولةً رائدة. ولو غابت هذه الريادة، فستكون مصالح الولايات المتحدة في المنطقة عرضةً للخطر لفترة طويلةٍ جداً.
وبدأ موقع إنترسبت الأميركي السبت، 3 مايو/أيار 2017، نشر الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات العربية المتحدة في أميركا، الذي تعرَّض لعملية قرصنة، وفق ما ذكرت قناة الجزيرة.