صورة تحمل ألف معنى.. والدة ضحية حادث بورتلاند الذي دافع عن مسلمتين تحتضن سيدة محجبة

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/02 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/02 الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش

"قولوا لجميع من على القطار إنّي أحبهم"، كانت هذه آخر كلمات تاليسين مايدرين نمكاى ميشي، (23 عاماً)، الذي مات نتيجة جرحٍ بطعنة يوم الجمعة، 26 مايو/أيار 2017، وفقاً لما ذكره أحد شهود العيان.

وكان الشاب المُتخرِّج حديثاً في الجامعة أحد ضحايا حادثة مدفوعة بالكراهية وقعت على متن أحد القطارات في مدينة بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية، وكانت الحادثة تستهدف شابتين، إحداهما مسلمةٌ ترتدي حجاباً.

ووصف أهل تاليسين وأصدقاؤه إيَّاه بأنَّ له "قلباً كبيراً" و"روحاً مرِحة وساحِرة"، وهي الصفات التي يبدو أنَّه يتقاسمها مع والدته أشا ديليفرانس.

وكانت أشا ومئات من سكان مدينة بورتلاند قد تجمعوا في وقفةٍ احتجاجية السبت 27 مايو/أيار؛ تكريماً لحياة تاليسين، وريك بيست (53 عاماً) الذي قُتل هو الآخر في الهجوم بعد دفاعه عن الشابتين. كما أصيب ميكا فليتشر، (21 عاماً)، أيضاً في الحادث، لكنَّه نجا.

وخلال الوقفة الاحتجاجية، بكت أشا واحتضنت أناساً كانوا موجودين في ذلك التجمُّع، وشجَّعت هؤلاء الذين اجتمعوا على أن "يصفقوا تحيةً للحب".

وفي لحظةٍ ما، اقتربت سيدة ترتدي حجاباً أبيض من الأم الحزينة، والتي انحنت نحوها بحرارة واحتضنتها.

وفى يوم الإثنين 29 مايو/أيار، وجَّهت أشا رسالةً مفتوحةً للرئيس دونالد ترامب، وحثَّته على أن يكون "رئيساً لجميع الأميركيين".

وجاء في جزءٍ من الرسالة: "الرجاء تشجيع جميع الأميركيين على حماية وعناية بعضهم ببعض. الرجاء إدانة أي أعمال عنف، تنتج مباشرةً عن خطاب الكراهية والجماعات التي تدعو للكره. إنَّني أصلّي كي تستخدم قيادتك للقيام بذلك".

وكان تاليسين، وريك، وميكا قد تدّخلوا يوم الجمعة عندما وجّه جيريمي جوزيف كريستيان، المُعتدي المُتهم، تعليقاتٍ -أُفيد بأنَّها مُعادية للمسلمين- إلى الفتاتين، وكانت إحداهما ترتدي حجاباً. وأصيب الثلاثة جميعهم في المُشادة، غير أنَّ تاليسين وريك لقيا حتفهما.

وكان تاليسين خِرِّيجاً جامعياً حديثاً، وكان يعمل في شركة استشارية تُرّكز على القضايا البيئية. وأصدرت عائلة الشاب صاحب الـ23 عاماً بياناً يوم السبت تحثّ فيه الناس على "استغلال هذه المأساة كفرصةٍ للتفكير والتغيير".

أمَّا ريك، وهو محاربٌ قديم في الجيش، وأبٌ متزوج لديه 4 أبناء، وكان قد عمِل لدى مدينة بورتلاند، وقد تذكَّرته أسرته على أنَّه "بطل". وقال أكبر أبنائه، إيرك، لموقع "KATU News": "لم يكن باستطاعته أن يقف فحسب دون أن يفعل شيئاً. لقد مات وهو يحارب على الجانب الخيّر، مُدافِعاً عن الأبرياء".

وقال ميكا، وهو طالبٌ في جامعة بورتلاند الحكومية، إنَّه ما زال "يتعافى" ويحاول استيعاب ما حدث، وقال لصحيفة "يو إس إيه توداي": "طُعِنتُ عشوائياً في رقبتي بينما كنتُ في طريقي للعمل من جانب شخصٍ غريب لا أعرفه؛ وذلك لمحاولتي أن أكون شخصاً لطيفاً".

وبحلول ظهر يوم الأربعاء 31 مايو/أيار، كان صندوق تبرُّعات "LaunchGood" -بدأته جماعتان مُسلمتان غير هادفتين للربح- قد جمع أكثر من 500 ألف دولار لدعم أسر الضحايا.

– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد