اعتقل جهاز الأمن الوطني العراقي مدوناً عراقياً أقدم على اختراق موقعه الإلكتروني ونشر رسالة تنتقد إجراءاته الأمنية؛ ما دفع زملاء المدون حسين مهدي إلى اختراق مواقع حكومية أخرى مطالبين بإطلاق سراحه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يخترق فيها مهدي مواقع حكومية لانتقاد السلطات.
وكتب المدون في صفحة الأمن الوطني أن "الاستهتار بأرواح الناس أحد أهم أسباب دمار هذا البلد".
وأضاف: "جهاز الأمن الوطني كان المفروض أن يكون أمنياً ووطنياً. للأسف، المحاصصة والفساد وتعيينات لا تمت بصلة للجهاز".
وانتقد مهدي الإجراءات التي تتخذها القوات الأمنية، بُعيد التفجير الذي استهدف حي الكرادة وسط بغداد منتصف ليل الإثنين الماضي، وأسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل.
وقال مهدي: "ماذا حصّلتم من مراقبة صلوات الجمعة، والمصيبة الأكبر هي رصدكم الناس والأخبار عن طريق الفيسبوك، هل هكذا تبنى الأجهزة الأمنية؟".
وفي هذا السياق، أعلن جهاز الأمن الوطني في بيان مساء الخميس 1 يونيو/حزيران 2017، "القبض على المتهم الذي اخترق الموقع الإلكتروني ومواقع رسمية أخرى، بعد أقل من 24 ساعة من قيامه بعملية الاختراق وإحالته إلى الجهات القضائية".
وبُعيد عملية الاعتقال، نشر الجهاز رسالة على صفحتي مهدي الخاصتين بفيسبوك وتويتر رسالة، قال فيها "إلى المواطنين الكرام، جهاز الأمن الوطني هو جهازكم ويحرص على أمنكم، قدم الكثير من الشهداء في سبيل العراق. إن محاولة اختراق موقعه الإلكتروني تصب في مصلحة الدواعش وأعداء العراق"، بحسب ما أفاد مسؤول في الجهاز الأمني.
وأضاف: "على من يمتلك القدرات الفنية أن يسخرها لصالح الجهد الوطني وليس العكس".
وإثر عملية الاعتقال، بدأ أصدقاء مهدي حملة قرصنة لمجموعة من المواقع الحكومية؛ بينها: وزارة الإسكان والإعمار، ووزارة البلديات، ووزارة الشباب والرياضة، وجامعة البصرة.
ونشروا على المواقع المخترقة رسالة أشاروا فيها إلى أن "الهدف من الاختراق ليس التخريب، وإنما إيصال صوت. أطلِقوا سراح حسين مهدي. الحرية لحسين مهدي".
وأكد هؤلاء الاستمرار في عمليات الاختراق إلى حين الإفراج عن المدون المعتقل.