عايشنا جميعاً ذلك الشعور المقيت من الرهبة من آن لآخر. وأيما كان الشيء الذي يرهبنا سواء كان شخصاً أو موقفاً، فإن ذلك الشعور يمكنه أن يزعجنا ويؤدي إلى نتائج ضارة.
يصعب على المرء الإبقاء على تركيزه عند مواجهة الترهيب. لذا، إليكم خمسة أشياء تُسهِّل عليكم التأقلم مع الأمر.
1- تذكر أن الناس سوف يتحدثون في كل الأحوال
أيما كان ما تختار أن تفعله، سوف يتحدث الناس عنه. لماذا إذاً تقلق بشأن خياراتك؟
فالناس يحبون أن يتحدثوا عن الآخرين. انس الاكتشاف الأخير لوكالة ناسا، وانهِ الحديث عن الاحتباس الحراري، أو المناخ السياسي.. إذ إننا عادة نفضل الحديث عن بعضنا.
ولدينا عبرة في قصة جحا وابنه والحمار، عندما كان هو وابنه يركبان على ظهر الحمار الذي يملكه جحا وهم في طريقهم إلى السوق، فإذا بعيون البشر الذين على أطراف الطريق ترمقهم بحدة ولم يعرف جحا سبب هذه النظرات حتى سمع بأذنه الناس يقولون: ليس في قلب جحا رحمة إنه لا يخاف الله ولا يرفق بالحيوان انظروا إلى حماره يلهث من التعب لأنه يحمله هو وابنه والطريق أمامهم طويل. وعندما سمع جحا بذلك ترجل من على ظهر الحمار وترك ابنه راكباً على ظهره.
ولكن نفس النظرات توجهت إليهم حتى سمع بأذنه الناس وهم يقولون: الولد العاق يركب على الحمار ووالده يمشي على قدميه، إنه لا يخجل من نفسه ولا يخاف الله، فبسرعة أنزل جحا ابنه من على ظهر الحمار وركب هو.
لكن النظرات الحادة لم تتوقف، وهذه المرة قالت ثلة من الناس: انظروا إلى جحا هذا الأب القاسي الذي لا
يخاف الله وليس في قلبه رحمة، إنه يركب على الحمار وابنه الصغير يسير على قدميه. وبسرعة مرة أخرى، ترجل جحا من على ظهر الحمار وسار على قدميه هو وابنه وقاد الحمار بيديه.
لكن الناس لم تتوقف أيضاً، إذ سمع جحا ضحكاً يكاد يصل إلى السماء، فقد كان الناس يقولون: انظروا إلى جحا يملك حماراً ولا يركب عليه.
لا يمكنكم أن تنتصروا عند مواجهة حب الناس للكلام، لذلك يعتبر النهج الأفضل أمام أحد هذه المواقف هو أن تتصرفوا تصرفات طبيعية وأن تؤمنوا بكلمات دكتور سوس وتطبقوها من أعماق قلوبكم: "الذين يكترثون لا يهمون، والذين يهمون لا يكترثون".
2- لست وحدك
تذكر أن كل شخص يتعرض للترهيب، فجميعنا بشر، وجميعنا نرتكب أخطاءً وجميعنا لدينا مخاوفنا وشعورنا بعدم الأمان. لا يوجد خجل فيما تشعرون به؛ فيمكن أن يحدث لأي شخص.
قد تضعون في عين الاعتبار أن تسألوا أي شخص عن تجاربهم الشخصية عند مواجهة مخاوفهم. ولعلكم تتعلمون شيئاً مفيداً، ولكن على الأقل ستجدون الراحة في معرفة أنكم لستم وحدكم.
3- انظروا إلى الموقف من وجهة نظر مختلفة
لا يفكر معظمنا عندما يُقحم في أحد المواقف الصعبة سوى في الموقف نفسه. إذ نجد عادةً صعوبة في التفكير في أي شيء آخر.
اختاروا أن تنظروا إلى المخاوف من عدسة أعلى. فكيف يبدو الموقف إذا نظرتم إليه من ارتفاع 10 آلاف قدم؟ ما هي النصيحة التي ستعطونها لصديق يواجه نفس الموقف؟ لا تأخذ الموقف على محمل شخصي. أجل، إنه موجه إليكم (أو يشعركم أنه هكذا)، لكنه مجرد شيء مخيف يحب أن يتغذى على مخاوف الناس.
تراجعوا خطوة إلى الوراء عند مواجهة الموقف. وأزيلوا الجانب الشخصي وقرروا أفضل طريقة للتعامل معه.
4- لديكم قوة لتغيير الأشياء
عندما يبذل أحد الأشخاص جهده من أجل إرهابكم، فإن الطريقة الوحيدة لإيقاف هذا الشخص تكون من خلال تسليط الضوء على سلوكه.
ارفعوا أصواتكم وأخبروا شخصاً ما بما يحدث. احصلوا على الدعم، ولا تبقوا هذا الأمر بينكم وبين أنفسكم. لا تتركوا مخاوفكم تمنعكم من اتخاذ موقف ما. من الأفضل أن تخبروا شخصاً ما بالتهديد، بغض النظر عن الخجل الذي قد تشعرون به من ذلك، فهو أفضل من أن تصمتوا وتعانوا.
إذ إنها في الحقيقة مسؤوليتكم أن ترفعوا أصواتكم وتتواصلوا مع السلطات إن تطلب الأمر. وإلا سيستمر هذا الشخص الذي يخيفكم في سلوكه مع الآخرين.
إنكم تمتلكون القوة لتغيير الأشياء. استخدموا هذه القوة. إنني أعرف أنه شيء مخيف، لكنه الطريق الوحيد لكسر هذه الحلقة.
5- ركزوا على الدروس والتعاليم
تكمن أفضل طريقة للتعامل مع أي موقف في التركيز على ما يمكننا القيام به وما يمكن تعلمه من الموقف.
ابحثوا عن الدرس واستخدموه في مساعدة أنفسكم لأن تكونوا أقوياء، وأن تدفعوا أنفسكم إلى الأمام. ويمكنكم مساعدة الآخرين الذين يواجهون نفس الموقف من خلال خبراتكم.
ثمة ضوءٌ يلوح في نهاية كل نفق؛ فلا تدعوا أي موقف أو شخص يمارس الإرهاب عليكم يمنعكم من رؤية هذا الضوء.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية من هاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.