أكدت كوريا الشمالية، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2017، نجاح تجربتها لصاروخ مسير فائق الدقة، مؤكدة أنه سقط الإثنين، 29 مايو/أيار، على بعد أمتار من هدفه المحدد في موقع قريب من اليابان.
وأشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-أون على إطلاق الصاروخ الباليستي المسير، في التجربة الثالثة من نوعها للشمال خلال ثلاثة أسابيع، رغم التهديدات الأميركية برد عسكري وعقوبات الأمم المتحدة.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إن "الصاروخ البالستي حلق نحو سماء الشرق إلى موقع بزوغ الشمس، وأصاب هدفه المحدد مع انحراف من سبعة أمتار، بعدما اجتاز نصف مسافة إطلاق النار".
وكانت كوريا الجنوبية أعلنت الإثنين أن الصاروخ الذي أطلقته جارتها الشمالية هو من طراز سكود، حلَّق لمسافة 450 كلم، بينما أعلنت اليابان أن الصاروخ سقط في مياه منطقتها الاقتصادية الحصرية، التي تمتد لمسافة 200 ميل بحري (370 كلم) من سواحلها.
وسرعان ما أثارت التجربة الصاروخية إدانة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعتبرها مؤشراً على "عدم احترام" الصين، التي سعت إلى تخفيف التوتر إزاء برنامج بيونغ يانغ العسكري.
وقالت الوكالة الكورية الشمالية، إن التجربة ترمي إلى تطوير سلاح "قادر على شن ضربة فائقة الدقة على أهداف تخص العدو في أي منطقة".
ونقلت الوكالة عن كيم قوله: "كلما نشرت معلومات عن نصرنا الثمين (…) يعتري اليانكيز (لقب للأميركيين) قلق كبير بشأنه، ويتضاعف تدهور معنويات بازدياد لدى قطاع الطرق التابعين لجيش دمى كوريا الجنوبية".
الصاروخ الأطول مدى حتى الآن
عرض هذا الصاروخ للمرة الأولى الشهر الفائت، ضمن العرض العسكري السنوي في العيد الـ105 لمولد مؤسس النظام كيم إيل سونغ، بحسب الوكالة الرسمية.
وبعد تجربة الشمال في مطلع الشهر لصاروخ اعتبره المحللون الصاروخ الأطول مدى حتى الساعة، تعهد مجلس الأمن الدولي بالضغط على جميع الدول لتشديد العقوبات على بيونغ يانغ.
لكن الصين أكدت بوضوح أن أولويتها تكمن في الدفع لاستئناف المفاوضات، لا في مزيد من العقوبات. والإثنين عاودت توجيه نداء من أجل الحوار.
وقالت الخارجية الصينية "نأمل أن تحتفظ الأطراف المعنية بالهدوء وتتحلى بضبط النفس، لتوجيه قضية شبه الجزيرة مجدداً إلى المسار الصحيح، أي الحوار السلمي". واشترطت الولايات المتحدة وقف الشمال تجاربه الصاروخية والنووية، للمشاركة في المفاوضات.
وعجزت سلسلة من العقوبات الدولية عن منع الشمال من تطوير صاروخ بالستي عابر للقارات، قادر على حمل رأس نووي إلى البر الأميركي.
ونفَّذت الدولة الفقيرة تجربتين نوويتين، وأطلقت عشرات الصواريخ منذ بدء العام الفائت، بينها 12 تجربة صاروخية في العام الجاري وحده.
كما تفاقم التوتر في الجوار بعد إطلاق أربعة صواريخ متزامنة، سقطت ثلاثة منها في مواقع قريبة جداً من اليابان.
وتجربة الإثنين هي الثالثة منذ تولي الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي-ان منصبه رسمياً، وتشكل تحدياً كبيراً له، لا سيما أنه نادى أثناء حملته بالحوار والمصالحة مع بيونغ يانغ، على عكس أسلافه المحافظين.
ويشكك عدد كبير من المحللين في أن يكون الشمال طوَّر صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، أو رأساً نووياً صغيراً بما يكفي لتركيبه في مقدمة صاروخ.
لكن الأغلبية تتفق على أن هذا البلد أحرز تقدماً بارزاً تحت حكم الزعيم الشاب، الذي تولى الزعامة بعد وفاة والده كيم جونغ إيل، في ديسمبر/كانون الأول 2011.