قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إن الولايات المتحدة "تزيد من إيقاع" القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإن الخسائر بين المدنيين أمر متوقع وواقع فعلي.
ونقل برنامج Face the Nation الذي تذيعه قناة CBS عن الجنرال ماتيس قوله إنه بينما تبذل القوات الأميركية في سوريا والعراق "قصارى جهدها لمنع وقوع خسائر بين المدنيين الأبرياء، إلا أن الخسائر بين المدنيين واقع فعلي في مثل هذه المواقف"، وفقاً لما جاء في تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
وقال إن المعركة تحولت بالفعل من حرب استنزاف إلى أساليب إبادة يتم ابتكارها لمنع الأجانب الذين انضموا إلى الخلافة المزعومة من العودة إلى بلادهم.
ويأتي اللقاء التلفزيوني بعد أن كشفت الأرقام الجديدة الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فترة الأسابيع الأربعة الماضية كانت هي الأسوأ في تاريخ المدنيين السوريين منذ بدء حملة الضربات الجوية التي يشنها التحالف بزعامة الولايات المتحدة عام 2014.
وذكر المرصد الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له أن 226 مدنياً، من بينهم 36 امرأة و44 طفلاً، قد لقوا حتفهم في الفترة من 23 أبريل/نيسان إلى 23 مايو/أيار 2017.
يتم شن ضربات التحالف الغربي دون موافقة الحكومة السورية، التي لا تحظى الولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية رسمية معها؛ وقد انتقدت دمشق وحلفاء سوريا في موسكو وطهران مثل تلك الضربات على مدى فترة زمنية طويلة نظراً لأنها تتسبب في فقدان الكثير من الأرواح دون داع.
ومع ذلك، منذ أن تولى الرئيس دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني من عام 2017، تزايدت أعداد الضحايا من المدنيين بصورة ملحوظة جراء عمليات التفجير التي استهدفت تنظيم داعش في سوريا والعراق المجاورة.
وذكر ماتيس، الأحد الماضي، أن ترامب قد منح وزارة الدفاع رقابة تنفيذية أوسع نطاقاً على العمليات العسكرية الموجهة ضد تنظيم داعش، وفقاً لوعوده الانتخابية بتركيز سياسته الخارجية على إبادة الجماعة الإرهابية. وقال: "ربما أن أهم ما نفعله الآن هو أننا نسارع من وتيرة هذا القتال".
وفي مارس/آذار، تم اتهام الولايات المتحدة بقتل نحو 300 مدني خلال ضربة جوية واحدة أصابت مسجداً في حلب وحادثين أثناء القتال لاستعادة بعض أحياء مدينة الموصل التي خضعت لسيطرة تنظيم داعش.
وأقرت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي بمقتل 105 مدنيين عراقيين خلال إحدى الضربات الموجهة إلى الموصل. ولا تزال الحوادث الثلاثة تخضع للتحقيقات.
كم قتل الجيش الأميركي منذ بداية الحملة؟
وقال الجيش الأميركي في بيان له نهاية أبريل/نيسان 2017، إن ما لا يقل عن 352 مدنياً قتلوا في ضربات قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا منذ بدء عمليات التحالف في 2014.
ووفقاً لتقرير "الإندبندنت" فقد انتقدت الجماعات الحقوقية تلك التقديرات واعتبرتها منخفضة للغاية واتهمت الولايات المتحدة بعدم اتخاذ "احتياطات كافية" لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين.
وهذه الأرقام الرسمية للجيش الأميركي أقل كثيراً عن أرقام أوردتها جماعات أخرى. إذ قالت جماعة المراقبة (ايرورز) إن ما يربو على 3000 مدني قتلوا في ضربات جوية للتحالف، حسبما ذكر تقرير لموقع عرب 48.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان: "نأسف للخسائر غير المتعمدة لأرواح المدنيين، ونعبر عن خالص تعاطفنا مع العائلات والمتضررين الآخرين من هذه الضربات".
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن تنظيم داعش يسيطر حالياً على جزء ضئيل من الإقليم الذي كان يخضع لسيطرتها منذ أن كان التنظيم في أوج قوته عام 2014.
ويجري حالياً شن حملتين مدعومتين من الولايات المتحدة لإقصاء المقاتلين عن آخر معاقلهم الحضرية – الرقة في سوريا والموصل في العراق – وتتصدر القوات المحلية المعركة البرية ويساعدها المستشارون العسكريون الأميركيون والحملات الجوية.
وتذكر الأمم المتحدة أن الحرب الأهلية السورية المعقدة، التي دخلت عامها السابع، قد أودت بحياة نحو 500 ألف شخص.