يحصل أن نفترق عمن كنا يوماً نرى فيه حياتنا ومشاريعنا ومستقبلنا صديقة كانت أو صديقاً أو زوجاً أو خطيبا أو ربما غيره.
ينتهي كل شيء، ينتهي مَن اعتدنا عليهم، مَن اعتدنا مرافقتهم الطيبة، ليس بالضرورة أن يكون هناك الضحية في الفراق، لكن يوجد من استنزف طاقة الآخر مَن استعبد وجود الآخر ومَن استجمع محور الكون في هذا الشخص.
لن نقول: نحن ملائكة وهم المتهمون، لا لكن هناك ما يسمى بالأكاذيب المستهلكة التي اعتدنا على سماعها، فنحن على دراية تامة أنه لا وجود لشخص يكمل نصف روحك أو نصفك الثاني؛ لأن هذا الأخير يحتاج أيضاً من يكمله وقد لا نكون نحن.
قد نكون وحيدين قد نكون آدميين في معاملاتنا مع مَن نحب التعود هنا على شخص يسيء لمسار حياتنا.
يؤلمني أحيانا ضعفي في التعود على أشخاص كانوا بمثابة الأكسجين الخاص بي، أعترف بأني ما زلت أحبهم، أعترف بأني أريد التعود على أكاذيبهم حين يبوحون لي بحبهم لي، ولن يتركوني، كنت شديدة الإصرار حين أصر كل ليلة في وسط محادثاتي معهم على أن أسألهم أن سيأتي يوم ويتركونني فيه رغم عصبيتي وعنفواني وضجيجي ومزاجيتي الزائدة فألقى جواباً واحداً أن طيبة قلبي تتغلب على كل هذا.
يؤلمني واقعي حين أفكر فيما سيأتي يوم وأبقى بدون هؤلاء الأشخاص، كيف سأعيش؟ كيف سأتنفس؟ كيف سأخرج؟ وكيف سأسافر؟ وكيف سأكتب؟ وكيف سأشرب قهوتي؟ وكيف سأتكلم؟!
يؤلمني أحياناً أني تعودت على هذه الأكاذيب التي باتت تحيي فيَّ الروح، أكاذيب مستهلكة بات تغرينا عن الحقيقة، المهم أنهم برفقتنا، ليس المهم إن كانوا مزيفين أو لا، المهم أنهم برفقتنا، وهذا ما نريد.
الواقع أنه لا يوجد شخص لا نستطيع الاستمرار في الحياة من دونه إلا ما أوهمنا به فكرنا وتصورناه ملاذنا الأوحد.
استمتعوا بأوقاتكم مع أصدقائكم، افعلوا أي شيء تريدونه، سافروا، غامروا، اضحكوا، فسيأتي يوم عاجلاً أم آجلاً وقد ذهبت بكم الحياة بعيداً، وستكتشفون أن لحظة واحدة مع بعضكم كانت تساوي حياة.
تعلموا أن الحب الذي نكنه لبعضنا لا يأتي بسهولة، وأن أصدق الحب حب المرء لنفسه.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.