أثار ظهور القيادي ونائب رئيس حركة النهضة الإسلامية عبد الفتاح مورو في أحد البرامج على الوطنية التونسية الأولى في أول يوم من شهر رمضان جدلاً كبيراً بين أنصار الحركة وغيرهم من عموم التونسيين.
ويعود سبب الجدل إلى الطريقة التي ظهر بها مورو في أحد البرامج الهزلية، حيث نزع جبته وعمامته ليخوض غمار تجربة التمثيل، ويجسد شخصية مخرج سينمائي يرتدي بدلة وقبعة غربية.
وتقوم فكرة برنامج "مهما صار" الذي ظهر فيه الشيخ على استضافة شخصية سياسية أو فنية أو رياضية معروفة ثم يُعرض عليه تحدٍّ بشكل مفاجئ لتجسيد مشهد تمثيلي وتقمص شخصية بشكل ارتجالي ومن دون تحضير مسبق.
وكان الشيخ مورو قد قبل تحدي تجسيد شخصية مخرج سينمائي بعد إعلان نجاح أحد أفلامه المشاركة في مهرجان البندقية.
مورو يردُّ على حملة الانتقادات
الشيخ مورو قال في تصريح لـ"عربي بوست" إن ما قام به لا يمس بسمعته أو بسمعة الحركة التي ينتمي إليها ولا يحرج أنصاره وليس فيه أي إخلال بالأخلاق ولا بالذوق العام.
وأضاف: "أنا نزعت جبتي ولبست لباساً إفرنجياً بهدف أداء مشهد تمثيلي لمدة 5 دقائق تقمصت خلاله شخصية غير شخصيتي، وكل ذلك في ظروف معينة، لكني لن أواصل في هذا الطريق ومتشبث بلباسي الذي يعرفني به عامة الناس بالجبة والعمامة".
مورو اعتبر أن تقييم بعض التونسيين لشخصه من خلال اللباس "لا يمت للدين أو التدين في شيء، لافتاً إلى أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يرتدي البدلة.
وقال: "من يقيمونني على ارتدائي البدلة الإفرنجية هم محافظون إلى حد الجمود والكل يعلم أني الوحيد في الحركة من حافظ على ارتداء الجبة والعمامة بشكل دائم".
في المقابل لم يخفِ مورو عدم رضاه على الحبكة الفنية والإخراجية للبرنامج الذي ظهر فيه بشكل عام.
وأوضح: "في البداية كنت أظن أن الأمر يتعلق بكاميرا خفية لكن بعد أن عرفت الفكرة العامة وبأن المشهد يتعلق بأداء دور تمثيلي وجدت نفسي محرجاً أن أرفض ومجبراً على مسايرة فريق الإعداد حتى لا أحرجهم أمام الجمهور الحاضر".
وختم بقوله: "أحترم كل آراء التونسيين ومواقفهم بشأن طريقة ظهوري في البرنامج وقد أكون أخطأت أو أسأت التقدير".
معد البرنامج وهو الممثل الكوميدي التونسي جعفر القاسمي كان قد نفى أي قصد لمعدي البرنامج للإساءة لشخص عبد الفتاح مورو أو لحركة النهضة الإسلامية بشكل عام على إثر موجة الانتقادات التي طالت عرض الحلقة الأولى من البرنامج واتهام صاحبها بـ"استغلال رخيص" لشعبية رجل دين مثل الشيخ مورو وإظهاره بشكل "كاريكاتوري".
القاسمي أشار في ذات السياق في تصريح لراديو "موزاييك" التونسي أن البرنامج ليس من صنف الكاميرا الخفية، وأن الضيف لا يكون على علم بما سيحدث، بل تتم دعوته للمشاركة يقوم بتحديه أمام جمهور عريض من خلال دعوته لتجسيد عرض تمثيلي مرتجل وتقمص شخصية وهمية.
جدل بين التونسيين وغضب في أنصار النهضة
ظهور الشيخ مورو صاحبته موجة من الجدل بين من أثنى على "خصال هذا الرجل المعتدل الذي خرج من جبة الشيخ وواكب عصره"، وبين من رأى في تقبله لأداء المشهد التمثيلي "إهانة لشخصه كرجل دين وللحركة الإسلامية التي ينتمي إليها".
وعبر الكاتب سامي براهم في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن استنكاره لموجة الانتقاد التي طالت مورو كاتباً:
بينما ذهب آخرون لاستهجان ما قام به:
ويذكر أن شخصية القيادي في حركة النهضة عبد الفتاح مورو لطالما صاحبها الجدل نظراً لمواقف وتصريحات الرجل التي اعتبرها كثيرون الصوت المعتدل والمنفتح في الحركة الإسلامية والناقد الدائم لها والتي رغم إعلانها التجدد كحزب سياسي مدني ذي مرجعية سياسية لا تزال تتهم بأنها حركة إخوانية.