غسان وتالا

فلتعلم (تالا) صاحبة الضفائر المعبرة أني أضربت عن الطعام، ولم أنقرض، أدافع عن حقي المترنح بين ذراع الجميع، يدي في القيد وأمعائي للمقاومة، المغامرة لنا لا الاستكانة، ولتعلم (تالا) أن هذا طريقي إليها، سأعود عندما ألمح بريق عينيك، سأعود وقد أنهيت وقطعت كل الطرق للفكرة التي في رأس صغيرتي وملهمتي وأميرتي أن المغامرة المقاومة للجميع، نحن لم ننقرض بعد.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/27 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/27 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش

حراك قلبي يتشبث بالفكرة ويتشبع بها تغمر روحه تفيض في عقلي، لا أستطيع نزع الحقيبة من على ظهري يا تالا، أقاوم من أجلك أنت، من أجل عيونك الجميلة التي تغمر روحي إذا نازعني خيالك في ظلمة ليلي، استراحة المحارب ما عاد لها مكان في صدري، أحاول أن أتشبث، وأدعو الله كثيراً، أنا ديناصور لم أقرر الرحيل يا تالا.. يا تالا، ديناصور أنا الخضوع ليس لي، نفسي أبية، وإن عصفت بنا البراكين فالسجان، وإن جابت براكينه وعذبت جسدي ونيازك أجرامه فتكت بذكرياتي أقاوم وأقاوم.

تالا.. لعلك كبرت يا صغيرة، لعلك انتظرت وجودي في كلماتك الأولى، فأنت ملهمة لأبيك، اشتقت إلى لمسات يديك، وأحضانك المتلهفة، وسعيك على قدميك المرتجفتين؛ حيث يشهد العالم على تعلمك للسير دونما مساندة منّي.

فأنا رجلك الأول، وسواد عينيك لي، وصفاء روحك لي، ويداك لي، ودفء مشاعرك لي، سأخبرك سراً يا فتاتي، أنا مضرب عن الطعام، ولم أتناول الفتات منذ أيام، أشهد الله أني أقاوم، فالطعام لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا الماء يروي روحي المتعطشة للقاء بك وضمك بقربي.

لم أنقرض بعد أن أصبح جسدي هزيلاً بعض الشيء، وعظامي، أسناني، لحيتي الكبيرة بعض الشيء، أمعائي الخاوية، قدرتي على السير، حديثي المتقطع، ثبات ملامح وجهي، عروقي تصبغ هيئتي، متيم أنا بذكر التفاصيل لك ولك فقط، ضلوعي تدافع عن قلبي المتعلق بك، نمضي في سبيل الله، لا نعتذر عن دروب الحق، لك يدان ولي يدان، لك عينان، وأنا كذلك، ترفضين الاستسلام للبكاء، فروحك الوثابة تدعوك للمقاومة،

وأنا مقاوم، نملك أنا وأنت الخيار، وخيارنا الأمل، فلا كلل أو ملل، روح المغامرة تجمعنا، جديرون أنت وأنا بالتصفيق الحاد، جديرون بالقضية، جديرون بلمعة العيون، أصحاب الابتسامة التي تأتي بعد التجربة التي تركت آثاراً على أجسادهم، وفي منازلهم المحطمة الذين يستطيعون رسم ساحة للعب على الجدار، بعد أن تمزقت الكرة، وضاعت ملامح الملعب، يسكنون على التل، وإن كانوا في الوادي، السحابة منزلهم الأول، ويتعلقون بالسماء، الحلم هو المكان الذي يتجاذبون فيه أطراف الحديث،

المغامر يا (تالا) شخص شجاع يعتمد على إيمانه أن الله لن يضيعه، ولن يكله إلى نفسه، هم أصحاب النفس العميق والروح المبادرة، يتمنى أن يشم رائحة الجنة، يتصدقون بآخر درهم لديهم، وهم على يقين أنه سيعود أضعافاً، الذين استطاعوا حمل أصدقائهم في الأكفان، وصاحب التجربة يا صغيرتي الذي يسكب حبر قلمه على الأوراق، فهو يكتب عن الموت، وهو يسعف المريض، ويجر القلم، وهو يفترش الصحراء ويكتب عن السحابة، وهو تجرع ألم شتات الأهل ويكتب عن العائلة، وهو ذاق ألم الجوع وألم المرض، هي المغامرة تدفعنا إلى ذلك تشحذ الهمم، تدفعنا إلى عدم الاستسلام، هو ذلك الشعور الذي ينتابك وأنت تلقي بنفسك من ارتفاع شاهق، وقد ينتظرك في الأسفل أفعى أو وجع أو هاوية أو مصير مجهول، ولكن تلقي بنفسك في الشدائد، وأنت مطمئن القلب، فهم ينظرون لأنك لم تنظر إلى ما سينتظرك، ويرون أنفسهم أكثر حرصاً منك، ولكن لا يعلمون أنك عندما كنت تلقي بنفسك حتى تحقق حلمك كان ذلك، وأنت ترى أنك ستكون سعيداً؛ لأنك صاحب المحاولة.

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ** فإن فساد الرأي أن تترددا

فلتعلم (تالا) صاحبة الضفائر المعبرة أني أضربت عن الطعام، ولم أنقرض، أدافع عن حقي المترنح بين ذراع الجميع، يدي في القيد وأمعائي للمقاومة، المغامرة لنا لا الاستكانة، ولتعلم (تالا) أن هذا طريقي إليها، سأعود عندما ألمح بريق عينيك، سأعود وقد أنهيت وقطعت كل الطرق للفكرة التي في رأس صغيرتي وملهمتي وأميرتي أن المغامرة المقاومة للجميع، نحن لم ننقرض بعد.

من غسان المغامر إلى تالا صاحبة الضفائر.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد