لقد انتهى موسم الامتحانات وحان الوقتُ للشعور بالحرية والابتهاج. لماذا؟ لأن حياتك الحقّة قد بدأتْ لتوّها.
إن العالَم على اتساعه يمثل كوناً خاصاً بك، ويمكنك تحقيق كل ما ترنو إليه. لا شيء يأتي على طَرْفِ الثُّمام، ولكن اطمئنّوا فلن نتنازل عن شيء منه. من المهم أن تستمر في المثابرة برغم الإخفاقات المتعددة التي تعترض سبيلَك. وستراودك أفكارٌ عن الاستسلام والخلود إلى الأرض.
وما أسهل أن تنصهر في العامة والحشود، وتصبح وجهاً آخر غيرَ ما كنت عليه. وهذا هو الخيار السهل، وهو خيار -إن اتخذْتَه- فلن تكون عندك الفرصة في اختيار أي شيء اليوم ولا أي يوم آخر.
لديك الكثير من الإمكانيات التي تقدمها، كالخبرات والمهارات والمواقف الإيجابية والطموح؛ فإياكَ أن تستسلم وتنصهر في الحشود لمجرد أن ذلك كان مقبولاً فيما مضى. وأنا أعلم أنك ستقابل أناساً يحاولون إثناءَك عن عزيمتك في التقدم لوظائف معينة أو في السعي للترقيات، وهم بذلك يَجْهَدون في عرقلة أهدافك وكبح حماستك. فكنْ عاليَ الهِمة وثِقْ بنفسك وقيمتك الذاتية.
حطِّمْ هذه الحواجز واكسرْ تلك الموانع التي تواجهها واستخدمْ ذكاءك وحماستك ومعرفتك وطموحك في تذليلها. أنت تستحق المكانةَ التي أنت فيها، لأنك عملتَ بجهدٍ جَهيد ولديك ما يلزم من المهارات والقدرات للازدهار والتطور. لا تسمح لأي شخص بأن يضعك في إطار معين أو أن يحكم عليك أو يَضطرَّكَ إلى زاوية تجعلك منبوذاً بين الناس بسبب جنسك أو عِرقك.
واعلمْ أن المشاكل التي قابلتهم تخصهم هم وحدَهم، ولا شأن لها بك البتة؛ فامضِ في طريقكَ واثقَ الخُطَى. أتمنى لو أن أحداً أخبرني من قبل أن السماء التي تُظلّنا واحدةٌ، وأن القيود التي يلقاها المرء في الحياة إنما هي من فِعله هو، ولكلٍّ وجهةٌ هو مُوَلِّيها. أما بالنسبة إلى أولئك الذين لم يحكى لهم ذلك، فإنهم يثقون بأنفسهم، ويحققون أحلامهم، ويحلمون بالمزيد. وقد حانت الآن ساعتُك أنت أيضاً. المستقبل بين يديك، فاذهبْ وغيرْ العالَم أو عشْ عالَماً رائعاً من صياغتك أنت.
قد تجد كثيرين يريدون أن ينصحوك بخطوتك التالية فيما يتعلق بوظيفتك. ومن بينهم أفراد العائلة أو الأصدقاء الذين لهم تأثير على تفكيرك. نحن بالفعل متأثرون بشدة بمَن يحوطوننا، من العائلة والأصدقاء. صحيح أنك قد تمثل مكانة كبيرة ومهمةً في قلوبهم، ولكنك فحسب المنوط بمعرفة ما يُصلِح شأنَك.
ولكن هذا الأمر لن يتحقق إلا بعد أن تعرف ما تريده وتفهم قيمتك الذاتية. ابدأ أولاً بفهم كلِّ ما يدعم هدفك الذي ترنو إليه وأهميته في حياتك. وهذه أفضل نقطة للبدء بها.
ومن حسن الحظ وطِيب الطالع أنّ أمكنة العمل والوظائف قد تطورت، ولم تعد فكرة الوظيفة الثابتة مدى الحياة قائمةً، وهذا أمر أنا به سعيد. فنحن بحاجة إلى مواصلة التعلم والتطور والاستثمار في الأفراد والشعور بالحماسة والتحدي. نحن بحاجة إلى الإنجاز؛ وعندما ننجز المطلوب منا، فنحن حينئذٍ سنغدو سعداء على الصعيد المهني والشخصي، على حدٍّ سواء. وفي بعض الأحيان عندما نظل في بيئة واحدة، أو في شركة وحيدة، حتى إن كنا مرتاحين من العائد الذي نحصل عليه، فإننا نُصاب بالركود والخمول وتتراجع رغباتنا وطموحاتنا وتقلُّ نسبة إنتاجيتنا.
فأرجوكم لا تتشبثوا بوظيفة واحدة في مجال معيّن وحيد؛ لمجرد أن شهادتكم متعلقة بهذا المجال. وأرجوكم لا تصدقوا أنكم لن تستطيعوا إنجاز شيء أو النجاح فيه لمجرد أنكم إن لم تحصلوا على شهادة معينة فلن تكونوا قادرين على ممارسة تلك المهنة. وأرجو أن تتذكروا أن الوظائف التقنية المتقدمة الموجودة اليوم قد لا تكون موجودة على الساحة غداً، فثمة أدوار جديدة ووظائف مستحدثة تُطوَّر باستمرار. ومن المهم بمكانٍ أن تكون لديكم نظرة شاملة للأوضاع، وألا تكونوا ضيقي الأفق.
وأنا كلي إيمانٌ بقدرتكم على تغيير الوظيفة والحياة والرؤية والأهداف، ولكن ذلك كلَّه قد يُحدث فرقاً. أنتم قادة المستقبل، ورجال الأعمال المبتكرون، وأبطال العدالة الاجتماعية.
وثمة مكان أو وظيفة لكل شخص، وحتى لو قضى المرءُ سنتين أو حتى عشرين سنة في العثور عليها، فما عليكم سوى اتخاذ القرار والمضي في سبيله.
هذه التدوينة مترجَمة عن النسخة البريطانية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.