"مانشستر ترسل لكم حبها"، بهذه العبارة التي كُتبت على قذيفة "بيفواي 4″، وسقطت على أهداف تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا- اختارت إحدى سرايا طاقم سلاح الجو الملكي البريطاني أن تردّ على الهجوم الإرهابي، الذي وقع الإثنين 22 مايو/أيار 2017، في ساحة مانشستر، وحصد أرواح 22 شخصاً.
في البداية، اعتقد البعض أن الرسالة هي خدعة أو صورة مزيفة انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، قبل أن يؤكد مسؤولون في سلاح الجو الملكي صحتها الخميس 25 مايو/أيار، وفق ما ذكرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وانتشرت صورة القذيفة التي كُتب عليها الرسالة على تويتر، بعدما غرّد بها مُستخدِمٌ يُدعى The White Debo قائلاً: "كتب خبير أسلحة بسَريةِ الطائرات الآلية Reapor UAV هذه الرسالة على صاروخ هيل فاير قبل إطلاقه في مهمة بسوريا. أرسلها إليَّ صديقي من سلاح الجو الملكي".
وكانت التقارير الأولية قد تحدثت عن أنَّ الرسالة كُتِبَت على صاروخٍ من طراز هيل فاير، لكنَّ تأكَّد لاحقاً أنَّها قذيفةٌ مُوجَّهَةٌ بالليزر من طراز "بيفواي 4".
وقال متحدثٍ بسلاح الجو الملكي: "سلاح الجو الملكي يؤكد صحة الصورة".
وقال مصدرٌ آخر: "يمكن تفهُّم العاطفة من وراء هذه الرسالة في ضوء الظروف الحالية".
وأضاف: "مِن المُستبعَد أن يتعرَّض الشخص المسؤول عن كتابة الرسالة للعقاب".
ولسلاح الجو الملكي البريطاني تاريخٌ من كتابة الرسائل على صواريخهم.
وبعد أقل من 24 ساعة على تنفيذ الهجوم، نشرت وسائل إعلام بريطانية صورة لمنفذ تفجير مانشستر، وهو سلمان عبيدي، الذي وُلد -بحسب صحيفة التلغراف البريطانية- بمانشستر في عام 1994، حيث كان والداه من اللاجئين الليبيين الذين جاءوا إلى المملكة المتحدة هرباً من نظام القذافي.
ويعود تاريخ كتابة رسائل على أجسام القنابل للحرب العالمية الثانية، ثم ظهر في كل نزاعٍ دخلته بريطانيا منذ ذلك الوقت.
وكان الجيش الروسي قد كتب أيضاً "من أجل باريس" على القنابل المُتجهة إلى أهدافٍ تابعة لداعش في سوريا، تضامناً مع ضحايا الهجمات المُروِّعة التي ضربت العاصمة الفرنسية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، والتي أسفرت عن 130 قتيلاً.