قالت الحكومة المغربية، الاثنين 22 مايو/أيار، إنها بصدد إنجاز مشاريع "هامة" للتنمية والبنية التحتية في إقليم الحسيمة شمالي المغرب في استجابة لمطالب السكان الذين يواصلون احتجاجات منذ أكثر من 6 أشهر للمطالبة بمحاربة "العزلة والتهميش".
وقالت الحكومة اليوم أثناء اجتماع بمدينة الحسيمة مع برلمانيين منتخبين والسلطات المحلية وبعض ممثلي المجتمع المدني إنها تخطط لتنفيذ مشاريع "تنموية وبنية التحتية" تصل إلى 533 مشروعاً في العديد من القطاعات.
وقال محمد اليعقوبي، والي الحسيمة، إن هذه المشاريع تقدر قيمتها بحوالي 6.5 مليار درهم (نحو 650 مليون دولار) في إطار مشروع "الحسيمة منارة المتوسط" الذي أطلقه العاهل المغربي محمد السادس في عام 2015 بهدف تطوير البنية التحتية وخلق مشاريع تنموية في المنطقة.
وبدأت المظاهرات في منطقة الريف خصوصاً في الحسيمة شمالي المغرب قبل أكثر من 6 أشهر منذ مقتل بائع سمك سحقاً داخل شاحنة للقمامة عندما حاول استعادة أسماكه التي صادرتها الشرطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتصاعدت حدة الاحتجاجات مؤخراً بسبب تصريحات لمسؤولين مغاربة اتهموا فيها بعض المحتجين في الريف "بالنزعة الانفصالية".
ودعت الاحتجاجات التي كانت سلمية في معظمها إلى "فكّ العزلة عن الريف" ورفع "التهميش عنه"، وأيضاً رفع "العسكرة" عن الريف، كما رفعوا مطالب اجتماعية تمثلت في التعليم والصحة واللتشغيل.
ونفى وزير الداخلية عبدالواحد الفتيت، اليوم الاثنين، أن تكون المنطقة تخضع "للعسكرة"، وقال إن "الترويج لمثل هذه المغالطات ليس في صالح أحد.. لا الناس ولا الدولة ولا الاستثمار".
وفي مجال الحلول التي قدمتها الحكومة اليوم للاستجابة لمطالب السكان وفك "العزلة" عنهم قال عبدالقادر عمارة وزير التجهيز والنقل والماء إن "الدولة بصدد إنجاز الطريق السريع بين مدينتي الحسيمة وتازة (في شرق المغرب) على مسافة 150 كيلومتراً".
وأضاف أن 70% من الأشغال تم إنجازها وستكون الطريق جاهزة مع نهاية 2018 أو بداية 2019.
وقال: "سيكون لدينا فك عزلة عن مجموعة من الجهات بالمنطقة ستنعكس على الرواج السياحي بها على اعتبار مؤهلات المنطقة".
وقالت شرفات افيلال، كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل، إن الحكومة تنفذ مشروعاً لحماية 12 مركزاً سكانياً من الفيضانات.
وأضافت قائلة: "المشاكل الصعبة ستكون وراءنا بعد بضع سنوات".
وقال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، إن الحسيمة تستفيد من برنامج "مخطط المغرب الأخضر" الذي يستهدف عدداً من مناطق المغرب وأيضاً في إطار برنامج "الحسيمة منارة المتوسط".
وقال إنه تم غرس "13 ألف هكتار من الأشجار.. وكذا تأسيس معامل لتحويل اللوز ومصانع الحليب.. وفي مجال الصيد البحري تم تقديم طلبات عروض لتشغيل الشبان".
وقالت الحكومة أيضاً إن لها مشاريع أخرى في مجال الصحة والتعليم والفن والرياضة كبناء مستشفى متعدد الاختصاصات وملاعب رياضية ومعهد موسيقي.
وعرفت منطقة الريف التي خضعت للاستعمار الإسباني بعض الاحتجاجات الاجتماعية خصوصاً في عهد العاهل الراحل الملك الحسن الثاني الذي قمع بشدة ثورة في الريف في عام 1958 وكان آنذاك ولياً للعهد. كما انتفضت المنطقة في احتجاجات اجتماعية في عام 1984 إلى جانب عدد من مناطق المغرب.