هل يمكن أن يترك الإسرائيليون القدس؟.. احتفالاتهم بذكرى السيطرة عليها تخبرك ماذا سيفعلون بالمدينة المقدسة

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/22 الساعة 02:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/22 الساعة 02:49 بتوقيت غرينتش

يُغلق أصحاب المحالّ التجارية في الحي المسلم من البلدة القديمة بالقدس أبوابهم يوم الأربعاء القادم، 24 مايو/أيار 2017، بسبب "حظر التجوال" بحسب ما أوردته الغارديان البريطانية. وسيقبع المواطنون الفلسطينيون خلف أبواب منازلهم المغلقة في الشوارع الضيقة والحواري المحيطة بطريق الآلام وطريق الواد.

"سينتشر الآلاف من رجال الشرطة الإسرائيلية في الأحياء المكتظة وحول جدران وأبواب القدس القديمة الحجرية الشاهقة، وذلك لمنع الاحتكاكات مع آلاف الإسرائيليين القوميين الذين سيحملون الأعلام ذات اللونين الأبيض والأزرق، ويضربون على الطبول، وينفخون في آلات الشوفار، حين يصلون إلى المدينة كعادتهم في الوقت نفسه كل عام للانطلاق في مسيراتٍ في الشوارع احتفالاً بيوم القدس (يوم أورشليم)"، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

وهذا العام ستكون المسيرة مشحونةً أكثر من المعتاد، إذ تتزامن في الوقت نفسه كالعادة مع ذكرى حرب الأيام الستة، التي استمرت من 5 إلى 10 يونيو/حزيران 1967، وشهدت سيطرة القوات الإسرائيلية على القدس والأراضي الفلسطينية، مثل الضفة الغربية وغزة، بالإضافة إلى هضبة الجولان السورية وسيناء المصرية في سلسلةٍ من الاجتياحات الخاطفة.

وبالنسبة للقوميين الإسرائيليين، يجري الاحتفال بهذه المناسبة كعيد "تحرير" وفتح الباب أمام المستوطنات الإسرائيلية ومطالبات إسرائيل بالسيادة على مدينة القدس بالكامل، والتي لا تعترف بها معظم دول العالم.

وسيحصل اليوم على اهتمامٍ أكبر هذا العام نتيجة زيارة الرئيس الأميركي المنتظرة هذا الأسبوع لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشمل الزيارة الحائط الغربي (البراق) بشكلٍ خاصٍ، الذي وصفه تقرير الغارديان بأنه أكثر الأماكن اليهودية قدسيةً، واستولى عليه جنود المظلات الإسرائيليون عام 1967.

ولفت التقرير إلى أنه بالنسبة للفلسطينيين، ستُمثل الأسابيع القادمة خليطاً مريراً من العواطف المُناقِضة. إذ تعكس الذكرى مرور 50 عاماً من الاحتلال العسكري، وواقع صعوبة تحقيق حل إقامة الدولتين أكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك على الرغم من عملية السلام التي جرت في أوسلو بالتسعينات، والانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 وجولات المحادثات الطويلة والوعود التي لا نهاية لها من المجتمع الدولي والقادة الإسرائيليين والفلسطينيين.

ونقل موقع إسرائيل تايمز، عن نائب وزير الشؤون الدبلوماسية في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مايكل أورن، قوله، إن الفلسطينيين هم أكبر الرابحين في حرب 1967، حسبما أورده الموقع.

وقال أورن "هذه الحرب رسمت الهوية الفلسطينية كما هي اليوم، قائلاً إن "إسرائيل" تعمل على إيجاد "حل دبلوماسي" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأشار موقع إسرائيل تايمز ‏إلى أن أورن كان يتحدث في ندوة كمؤرخ وليس كمسؤول.

وستستمر احتفالات القدس طوال فترة الصيف، إذ تبدأ رسمياً يوم الإثنين، 22 مايو/أيار 2017، بالتزامن مع زيارة ترامب للمدينة في اليوم التالي، وستنتهي، في منتصف سبتمبر/أيلول 2017، أثناء الاحتفال الرسمي للحكومة الإسرائيلية بحرب الأيام الستة داخل مستوطنة غوش عتصيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

معنى هذه الحرب ما زال لم يُحسم داخل المجتمع الإسرائيلي، ناهيك عن خارجه، مثلما كان غير محسوم منذ 50 عاماً عندما تقدم المظليون الإسرائيليون في طريقهم بين هذه الشوارع حتى وصلوا إلى حائط البراق، بحسب تقرير الغارديان.

بالنسبة لليمين الإسرائيلي، تُعتبر حرب الأيام الستة حدثاً لا لبس فيه، وهو ما أوضحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي أعلن فيه تمويل الاحتفال، إذ وصف هذه الحرب بأنَّها: "أحد أعظم الانتصارات في تاريخ إسرائيل. إذ عُدنا من خلالها إلى أجزاءٍ كبيرةٍ من أرض وطننا، كما غيَّرت تماماً من وضعنا الاستراتيجي".

والرأي الأكثر وضوحاً كان لميري ريغيف، وزيرة الثقافة الإسرائيلية اليمينية المثيرة للجدل، التي وصفت الاحتفال المخطط له قائلةً للغارديان: "إنَّه احتفالٌ يلمس كل إسرائيلي، لأنَّ هذه الأجزاء لطالما كانت وستظل جزءاً من قلب إسرائيل الكبرى".

وتتابع الوزيرة الإسرائيلية قائلة: "هذه هي المناطق التي أطلق فيها إبراهيم جذور الأمة العبرية، وحوت أحداثاً مهمة عديدة في التاريخ الإسرائيلي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا. وبغض النظر عن الاختلافات المتعلقة بالصراع على هذه المناطق، يجب على كل إسرائيلي أن يعرف ويقدس هذه الأماكن بوصفها مهد نشأة الأمة اليهودية وثقافتها".

استبعاد اليسار


ولفت مقال كتبه الكاتب حيمي شاليف لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستبعد جزءاً أساسياً من الجمهور اليهودي داخل إسرائيل وخارجها باحتفالات اليوبيل بحرب الأيام الستة.

ووصف المقال احتفالات "التحرير" بأنها ستكون مُعقّمة: فهي لن تتطرق إلى الاحتلال وقمع ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق التي هي في نظرهم غير محررة، وإلى حرمانهم من حقوقهم الأساسية. كما أن الاحتفال المذكور أعلاه لن يشمل أيضاً التقدير الذي يتشارك فيه كثيرون بأن التحرير المذكور تحول إلى استعباد لإسرائيل واليهود، لا أقل عما هو بالنسبة للفلسطينيين، ولن يتناول الاحتفال بالطبع الثمن الاقتصادي والأخلاقي والدولي الذي دفعته إسرائيل وما تزال تدفعه. هذا من دون الحديث عن كونه ليس سهلاً بالنسبة إلى العرب في إسرائيل الذين تتعامل معهم الحكومة كأنهم غير موجودين.

ووفقاً للمقال فإن ما يجري هو مرحلة أخرى في سياسة ثابتة لتطبيع الاحتلال وتحويل الموقف المعارض له إلى موقف انهزامي وخياني، والتي هي سمة مميزة في حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. وتجلى ذلك أيضاً من خلال إدخال برامج قومية إلى برامج التعليم، وفي الصراع الشرس ضد منظمات مدنية تناضل ضد الاحتلال وتخوينها، وهناك أعضاء كثر في المعارضة يشاركون في هذه الخطوة كي يتهرَّبوا من تصنيفهم بأنهم من اليسار، ومعهم أغلبية وسائل الإعلام التي تتجاهل في تقاريرها ما يجري في المناطق المحتلة والمضايقات والإهانات التي يعانيها الفلسطينيون منذ 50 عاماً.

فنتنياهو ووزراؤه ليسوا معنيين بإجراء نقاش أيديولوجي مع خصومهم من اليسار، وما يهمهم هو نزع الشرعية عنهم والتشكيك بولائهم وإبعادهم عن المعسكر. وكل من لا يشاركهم في نظرتهم يوصم بأنه يغرز سكيناً في ظهر الأمة. ويحقق هذا التكتيك نجاحاً: فالعديد من اليساريين في البلد ومن اليهود الليبراليين في الخارج، ينظرون إلى صورة إسرائيل المتغيرة ويقولون لأنفسهم إذا كانت هذه هي الصهيونية فإنهم على ما يبدو ليسوا صهيونيين.

حرب غيرت التاريخ


حرب الأيام الستة أعادت رسم منطقة الشرق الأوسط، وأكدت على مكانة إسرائيل كقوة إقليمية، وقضت على فكرة إمكانية سحق إسرائيل الوليدة على يد الجيوش العربية القوية.

وبينما فتحت الحرب الباب أمام السلام بين إسرائيل من جهة، ومصر والأردن من جهة أخرى، فقد نشأ معها فصلٌ جديد مظلم في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فصلٌ تسيطر فيه إسرائيل.

وكانت الأحداث المباشرة التي أدت لاندلاع الحرب فوضويةً ومتناقضةً في نواياها أحياناً، ولعب التضليل السوفيتي دوراً أساسياً فيها بمعلوماتٍ عن خطةٍ إسرائيلية للهجوم على سوريا، ومن ثم تفاقمت التوترات على الحدود، بحسب الغارديان.

اندلعت الحرب بين إسرائيل من جهة، ومصر وسوريا والأردن من جهةٍ أخرى، وجاء الصراع بعد أسابيع متوترة من التصعيد العسكري المصري، أغلقت فيه مصر مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، وحشدت قواتها المسلحة على مقربةٍ من حدودها مع إسرائيل. وجاء الرد في صورة ضربةٍ جويةٍ إسرائيليةٍ وقائية نفذتها أكثر من 200 طائرةٍ حربية استهدفت القوات الجوية المصرية على الأرض داخل المطارات الحربية. وبانضمام الأردن للحرب، توغلت القوات الإسرائيلية في القدس الشرقية لتجتاح المواقع التي كانت تسيطر عليها القوات الأردنية في المدينة منذ أكثر من 19 عاماً.

وسرعان ما سقطت الضفة الغربية وغزة في يد القوات الإسرائيلية، بينما تقدمت هذه القوات في الشمال للسيطرة على هضبة الجولان وسط تقهقر الجيش السوري، وتوغلت في الجنوب داخل شبه جزيرة سيناء المصرية.

جدل داخل اليسار


وعلى الرغم من قصر فترة الحرب، إلا أنَّ تبعاتها المستمرة امتدت لعقود، وهو الأمر الذي توقعه البعض مباشرةً بعد نهاية المعركة. وبعد نهاية الحرب بقرابة الثلاثة شهور في أغسطس/آب عام 1967، كتب عاموس عوز، الذي أصبح الآن واحداً من أشهر الكُتَّاب في إسرائيل، مُحذِّراً كآخرين من مشاعر الاحتفاء القومي، مُشيراً إلى أن الغزو يعني الاحتلال الكامل، وليس تقليل عدد الأراضي الفلسطينية المزدحمة بالسكان.

وكتب عوز بوضوح في صحيفة دافار العمالية: "أصبحنا الآن مضطرين لحكم أناسٍ لا يرغبون في أن نحكمهم. ولدي مخاوف من البذور التي سنزرعها ونحصدها في قلوب من نحتلُّهم في القريب العاجل. كما أنَّ لدي مخاوف من البذور التي ستُزرع في قلوب المُحتلِّين أنفسهم".

لكن البعض الآخر، حتى من أوساط الحركة العمالية التي خرج منها عوز، كانت لهم رؤيةٌ مختلفةٌ كلياً. إذ أصدر شموئيل يوسف عجنون، الروائي الحاصل على جائزة نوبل، بياناً مع عددٍ من أبناء دائرته يحمل عنوان: "شجاعة الالتزام بكامل أراضينا"، وجاء في البيان أنَّه: "لا تمتلك حكومةٌ داخل إسرائيل الحق في التخلي عن جزءٍ من كامل أراضينا".

انقسام


واستمر هذا الجدل داخل المجتمع الإسرائيلي على مدار عقودٍ طويلة، واكتسب المزيد من الصلابة مع الوقت.

إذ انقسم الناس بين أولئك الذين يؤمنون بإعادة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها عام 1967 في مقابل السلام، كما حدث مع مصر وكان مخططاً مثله مع سوريا، وبين اليمين المتطرف القوي المؤيد للاستيطان والمسيطر على مقاليد السياسة.

وإذا كان وصف احتفالات جوش عتصيون يُعبِّر عن التوجُّه الأخير، فإنَّ اتجاه اليسار يظهر جلياً في عدد صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية ليوم الـ7 من أبريل/نيسان 2017.

إذ أوضحت الصحيفة: "من وجهة النظر العسكرية، كانت الحرب نصراً عسكرياً مجيداً دون شكٍ وله دلائله. لكنَّها في الوقت نفسه حربٌ نتج عنها تحوُّلٌ جوهري في المجتمع الإسرائيلي. إذ أدت إلى زيادة الغطرسة القومية دون جامح، وهو الأمر الذي كبدنا خسائر دموية ضخمة على مدار الـ50 عاماً الماضية، وحوَّل النصر العسكري إلى هزيمةٍ أخلاقية. ولنكن أكثر واقعية، علينا أن نسميها حرب الأعوام الـ50 وليس حرب الأيام الستة، وبالنظر إلى الأوضاع السياسية فمن المحتمل أن تكون دورة حياة هذه الحرب لا نهائية"، بحسب ترجمة الغارديان.

هل يبالي الإسرائيليون بذكرى الحرب؟


لطالما كان صحفي هآرتس جدعون ليفي أحد أكثر المنتقدين بكل وضوحٍ وصراحة لتأثير الاحتلال الإسرائيلي الذي تبع نصر 1967. ويؤمن، على الرغم من ذلك، أن الذكرى الـ50 للحرب وتبعاتها ستُلاقى باللامبالاة وعدم الاهتمام خارج أوساط اليمين المؤيد للاستيطان.

وأضاف: "أعتقد أنَّ معظم الإسرائيليين لن يبالوا بهذه الاحتفالات. فهذا المجتمع يعيش في حالةٍ من الإنكار. إنَّه مجتمعٌ مُستغرقٌ حتى النخاع في شؤونه الخاصة. ولن يحتفل أحدٌ سوى المُستوطنين. ولكن في الوقت نفسه لن يحزن أحد. ولهذا السبب تُعد جوش عتصيون المكان الأنسب لإقامة الحدث، لأنَّ المُستوطنين هم أكثر من سيشعر بقيمته. أمَّا في تل أبيب فلن يكترث الناس، ولن تنجح أي جهودٍ مصطنعةٍ من الحكومة في تغيير هذه الحقيقة".

ويرى مُعلقون إسرائيليون آخرون أنَّ الاحتفالات المنتظرة ستُضِّيع فرصةً كبيرة، إذ كان من المفترض أن تُركز على تبعات الحرب الإشكالية بدلاً من التركيز على الرواية القومية المُتفق عليها، وأهم عناصرها فكرة "الحرب الدفاعية" غير المتكافئة.

وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من بين من خدموا في الجيش خلال الحرب، وهو من أبناء الجيل السابع من سكان القدس، إذ انتقلت أسرته إلى المدينة عام 1809، وما زال يتذكر مشاعره وقتها حتى الآن.

ومِثل العديدين من أبناء جيله العلمانيين والمتدينين، يتذكر إحساسه بالنشوة عند سماع أخبار غزو القدس الشرقية والسيطرة على حائط البراق.

وقال ريفلين للغارديان "كنتُ ضابط مخابرات احتياطياً في سرية القدس، وأتذكر الأمر بوضوحٍ شديد. كنتُ داخل سيارة جيب عسكرية مُسافراً من بيت لحم إلى الخليل عندما سمعت أصوات زملائي الجنود على الراديو الخاص. لم نُصدق الأمر في البداية. لقد سيطرنا على الحرم القدسي (وهو الاسم الذي يطلقه اليهود على المنطقة التي تضم المسجد الأقصى والتي يزعم اليهود أن بها ما يسمى بالهيكل الثاني، وتعتبر أيضاً ثالث أكثر الأماكن قدسيةً في الإسلام). لا يُمكن أن أنسى تلك اللحظة. شعرنا وقتها جميعاً بأن تاريخ ومستقبل إسرائيل والشعب اليهودي أصبح على عاتقنا. لقد عدنا إلى أرضنا".

وبينما يتحدث ريفلين، عضو حزب الليكود الذي ينتمي له نتنياهو، عن أهمية التعايش المشترك داخل المدينة؛ يُدرك تماماً في الوقت نفسه حقيقة أنَّها ستظل أرضاً متنازعاً عليها.

ويُعتبر يائير لبيد أحد أشهر الساسة على الساحة في إسرائيل، وهو رئيس حزب هناك مستقبل الوسطي-اليميني، وهو الحزب الذي ينافس حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو على اكتساح الانتخابات. ويرى لبيد الـ50 عاماً الماضية كفترةٍ مُفعمة بالحيوية والتغيير.

وصرح لبيد لصحيفة أوبزيرفر البريطانية داخل الكنيست (برلمان إسرائيل): "نحن أمام حقيقتين متنافستين. الأولى هي حقيقة أنَّ الحلم الصهيوني لم يكن ليكتمل دون إعاد توحيد القدس.

كان والدي أكثر الأشخاص الذين ستقابلهم في حياتك علمانية، وكان ملحداً مخلصاً. وبعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، قرَّر القدوم إلى هذه الأرض، ولم يختر ركوب قاربه إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة. لم يأتِ إلى هنا بسبب المباني المكتبية المستقبلية في تل أبيب، بل نتيجة شوقه لبرج القلعة والحائط الغربي (حائط البراق)، ورغبته في التواصل مع أماكن الأنبياء: إرميا وإشعياء وحزقيال.

لكنَّ لبيد استدرك قائلاً "لا يُمكننا مناقشة ما انتهت إليه حرب الأيام الستة كنتيجةٍ واحدةٍ أو نهايةٍ ذات منظورٍ أحادي الأبعاد. فمثلها مثل كل شيءٍ آخر في هذه البلاد: الأمر معقَّد".

وهذا التعقيد فصَّله مؤرخون مثل أفي شلايم وبيني موريس. إذ أجرى شلايم، مؤلف كتاب The Iron Wall (وهو دراسةٌ شهيرةٌ عن السياسات العسكرية الإسرائيلية)، دراسةً لاذعة لملفات مجلس الوزراء وقادة أركان الجيش أثناء الحرب. وعلى الرغم من اتفاقه على فكرة كونها "حرباً دفاعية"، لكنَّه يرى أنَّهم فقدوا الكثير من الفرص في غمرة البهجة القومية بسهولة الانتصار، بما في ذلك فرصة خلق سلامٍ أوسع.

تنويه: هذه نسخة محدثة عن نسخة سابقة بعد تدقيق معلومات طفيفة تم تعديلها فوجب التنويه

تحميل المزيد