لم تكن ليلةً عاديةً تلك التي قضاها السعودي عبد العزيز العنزي في مستشفى النساء والولادة بعرعر، شمالي المملكة، فبعد ساعات المخاض الأليمة التي مرَّت بها زوجتُه تم نقل المولودة إلى الحاضنة، حيث ضاعت منهما، ليجدا عوضاً عنها مولوداً ذكراً.
"كان ذلك ضرباً من الجنون"، يقول العنزي الذي دخل في حالة من الهستيريا ورفض تسلم الرضيع الذكر، وبدأ البحث عن المواليد الذين تم تسجيلهم في ساعة ولادة زوجته، حيث صادف وجود 3 أمهات يحملن نفس اسمها، ووضعن مواليدهن في اليوم نفسه.
فبعد ولادة زوجته مساء الجمعة، 12 مايو/أيار، توجَّه العنزي مباشرة إلى الحاضنة لرؤية طفلته للاطمئنان عليها، سأل عنها تحت اسم والدتها "البندري فليح" فأخبروه أن هناك طفلاً ذكراً تحت اسم "البندري"، فرفض تسلمه "فما كان منهم إلا توجيهي لحاضنة أخرى".
ويقول العنزي: "في تلك اللحظة كانت تتسابق دقات قلبي مع خطواتي لاحتضان طفلتي، وبدأت تراودني الكثير من الأسئلة، هل هي بخير؟ هل سأجدها أم سندخل في دوامة التبديل والإهمال؟
الصدمة كانت أكبر في الحاضنة الأخرى، حيث لم يجد طفلة باسم زوجته، وإنما تحت اسم عائلة أخرى، لكنها مسجلة بنفس الساعة التي ولدت بها زوجته، بدايةً رفض تسلمها، ولكن ما بين مشاعر الخوف والشوق لاحتضان طفلته قرَّر التدقيق أكثر بمعلومات مواليد تلك الليلة.
هكذا انتهت!
يقول العنزي: "قرَّرت البحثَ عن أدقِّ التفاصيل لأقطع الشك باليقين، وعلمت أن هناك سيدةً أخرى كانت ولادتها الساعة الواحدة ظهراً، أي قبل زوجتي بساعات، وبعد التأكد من موعد الولادة وجدتُ طفلتي التي تم تسجيلها تحت اسم آخر، كما أن والدة زوجته أكدت أنها نفس الطفلة التي شاهدتها بعد ولادة ابنتها، وقرَّر حينها تسلم ابنته.
ولكن فرحته لم تكمل، فحالة الهلع التي عاشها العنزي دفعت المستشفى لتقديم شكوى ضده، بتهمة الاعتداء والتلفظ، وانتهى الأمر به مسجوناً، ولم يخرج إلا بكفيل، فقرر أن يتقدَّم بشكوى لوزارة الصحة على الخطأ الذي صدر من المستشفى، "ما زلت أنتظر الرد"، يقول العنزي.
لم يختر الوالدان اسماً بعدُ لطفلتهما، التي لولا أنَّ الطفل الآخر كان ذكراً ربما كانا يحتضنان طفلاً لوالدين آخرين دون أن يدركا ذلك، لتتكرر بذلك حادثة حصلت في مستشفى الملك خالد بنجران 2007، تم من خلالها تسليم طفل سعودي للعائلة التركية "يعقوب"، والطفل التركي للعائلة السعودية "علي"، وانتهى الجدل المثار حول هوية الطفلين بعد أربع سنوات، فقد أثبتت نتائج فحص الحمض النووي في مدينة نجران جنوبي السعودية نسب الطفل المقيم لدى الأسرة السعودية لوالده التركي، فيما أكدت بالمقابل نسب الابن الذي بحوزة المقيم التركي إلى الأسرة السعودية. في قصة تشبه الأفلام التركية.