في وقت يمرّ فيه قطاع السياحة المصري بحالة تخبط بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، يبدو أن الحظّ سيحالفه أخيراً.
فبعدما كانت السياحة في مصر تعتمد لعقود متتالية على ماضي مصر القديم، المملوء بالحضارات البشرية المختلفة، وتراجعها في السنوات القليلة الماضية بسبب الأحداث التي أعقبت ثورة يناير عام 2011، فإن الاكتشافات الأثرية الأخيرة ستحسّن من حال هذا القطاع مجدداً، وفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ففي كل أسبوع تقريباً، يتم اكتشاف جوانب جديدة من تاريخ مصر. وآخرها كان بإعلان وزارة الآثار السبت 13 مايو/أيار 2017، العثور على ما لا يقل عن 17 مومياء محفوظة في مقبرة بقرية تونة الجبل على بعد حوالي 135 ميلاً جنوب العاصمة القاهرة.
هذا الاكتشاف فاجأ الكثيرين، لأن موقع الدفن القديم على هامش الصحراء الغربية، لطالما عُرف بشكل رئيسي كمنطقةٍ اكتشفت فيها آلاف الطيور والحيوانات المحنطة على مر السنين.
وبحسب تصريح وزير الآثار المصري خالد العناني، فإنها "أول مقبرة بشرية يعثر عليها في تونة الجبل".
وأضاف أنه يرجح أنها مومياوات لمسؤولين أو كهنة، وذلك نظراً للدقة والعناية التي تمت بها عملية التحنيط.
كما وُجد في الموقع ستة توابيت من الحجر الجيري والطين، وتابوتان صغيران من الطين وعدد من التحف الأخرى.
فيما يستمر العمل في تونة الجبل، حيث يتوقع المسؤولون المصريون العثور على المزيد من الكشوف الأثرية الكبرى.
ومن المحتمل أن تعود هذه الاكتشافات إلى الحقبة اليونانية الرومانية التي استمرت قرابة ستة قرون بعد أن غزا الإسكندر الأكبر مصر عام 332 ق.م.
وما بين العثور على عشرات المقابر التي يعود تاريخها إلى حوالي 3500 سنة، وتمثال ضخم يعتقد أنه للملك بسامتيتشوس الأول، الذي حكم في القرن السابع قبل الميلاد، تنوعت الاكتشافات في الأشهر الأخيرة، حتى باتت أحياء القاهرة المزدحمة ساحة للكشوفات أيضاً.
ففي مارس/آذار2017، كشف فريق أثري ألماني-مصري عن تمثال يبلغ طوله 26 قدماً يعتقد أنه لرمسيس الثاني، الذي حكم مصر منذ أكثر من 3000 سنة، ويعتبر الحاكم الأقوى في مصر القديمة. وقد تم العثور على التمثال المصنوع من الكوارتزيت، في عدة قطع بجيب في المطرية بالقاهرة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، عثر علماء الآثار على قطع أثرية في دهشور، حيث بنى الفرعون سنفرو أول هرم أملس في مصر منذ نحو 4600 سنة. ويعدّ ابنه خوفو هو من بنى الهرم الأكبر في الجيزة، وهو أحد أشهر المعالم السياحية في البلاد ومن عجائب العالم القديم.
وفي 9 مايو/أيار الجاري، أعلنت وزارة الآثار عن وجود غرفة دفن عمرها 3700 سنة بالقرب من بقايا هرم اكتُشف مؤخراً في دهشور جنوب القاهرة. وقالت الوزارة إن الغرفة من المحتمل أن تنتمي إلى ابنة الملك ايمنيكاماو، وتحتوي على صندوق خشبي عليه نقوش هيروغليفية.
ويأمل المسؤولون المصريون أن تغير الاكتشافات الجديدة من حال صناعة السياحة.
وكان وزير السياحة يحيى راشد قد ذكر شهر أبريل/نيسان الماضي، بأن هذه الاكتشافات الجديدة قد ترفع مستوى السياحة إلى نحو 10 ملايين، أي بزيادة عن 9.3 مليون زائر في عام 2015. إلا أنه لا يزال العدد المتوقع أقل بكثير من 14.7 مليون عام 2010.