مخدر “الزومبي” الذي يكاد يشعل أزمة بين مصر وبولندا.. هل تناولته السائحة الحسناء قبل انتحارها؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/11 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/11 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش

هل كانت السائحة البولندية ماغدولينا جوك تحت تأثير مخدرات "فلاكا" الخطيرة، أو كما تعرف أكثر بمخدرات "الزومبي" قبل انتحارها؟

فرضية جديدة تضاف إلى سيناريوهات عدة يبحث المحققون فيها لمعرفة ما حصل فعلاً مع الفتاة الشقراء ذات الـ27 عاماً، خلال رحلتها السياحية إلى مدينة مرسى علم في مصر.

وقد ربطت الصحف البولندية بين انتحار ماغدولينا وحادثة مماثلة لعارضة الأزياء البولندية كارولينا كاجوروفسكا، التي انتحرت العام الماضي، وأشارت نتائج تشريح جثتها إلى وجود مواد مخدِّرة في جسمها.

ماغدولينا تحت تأثير "الفلاكا"


في مستشفى "بورت غالب"، حيث كانت النهاية المأساوية لماغدولينا، يتحدث الطبيب طارق أحمد لموقع "سي" الإخباري البولندي، عن اعتقاده بأن الفتاة كانت تحت تأثير مخدرات خطيرة، وبالتحديد مخدر "فلاكا"، الذي ينتشر بشكل كبير في ولاية فلوريدا الأميركية.

ويضيف: "كانت تصرفات ماغدولينا غير طبيعية، أشبه بالتأثيرات المخيفة التي تسببها فلاكا على متعاطيها".

ويسبب الفلاكا تصرفات غير مألوفة، يقوم بها المتعاطون مثلما يظهر في الفيديو التالي، من حركات وسلوكيات عدوانية.

ما الفلاكا (الزومبي)؟


والفلاكا هو أحد العقاقير الممنوعة المنتشرة في جنوب ولاية فلوريدا. وهو واحد من أحدث كيماويات الفئة المنتشرة التي تُسمى المخدرات الاصطناعية، وقد يُظهر مستخدمو الفلاكا حالات من السلوك الغريب والخارج عن السيطرة.

وأظهرت بيانات معاهد الصحة الوطنية الأميركية، أن الفلاكا يسبب شعوراً مركزاً بالنشاط والخفة، ومثل الكوكايين والأمفيتامين، يسبب الفلاكا، على المدى القصير، آثاراً مثل الشعور بالنشاط الكبير، إلى جانب السلوك الهمجي والعدواني.

متى تناولت ماغدولينا الفلاكا وأين؟


إلا أن آثار الفترة التي يخرج فيها الفلاكا من الجسم تسبب الإرهاق والاكتئاب. فهل كانت ماغدولينا قد تعاطت الفلاكا في بولندا وبدأت آثار خروجه من جسمها تظهر لدى وصولها إلى مصر، فاستعملته مجدداً؟

أم أنها حصلت عليه من أحد السياح على متن الطائرة لعدم تواجد الفلاكا في مصر، كما تذكر رواية الطبيب طارق أحمد؟

فبحسب معاهد الصحة الأميركية، فإنه عادةً ما يقود الشعور السلبي الذي يصيب من يتعاطون الفلاكا لدى خروجه من أجسامهم، إلى العودة إلى استخدام العقار مجدداً. وحين يتعود الجسم عليه، سيحتاج المستخدم المزيد والمزيد من الفلاكا ليصل إلى شعور النشوة، وسيعرِّض نفسه بذلك لاحتمالية حدوث آثار خطيرة، وتناول جرعة زائدة، وقد يصل الأمر إلى الموت.

ويسترجع الطبيب طارق أحمد في وصفه الحالة التي يعاني منها متعاطو "فلاكا" الفيديو الذي انتشر قبل عامين في ولاية كاليفورنيا الأميركية، لرجل يركض في موقف سيارات ويقفز باتجاه الزجاج الخلفي لإحدى السيارات المركونة، محاولاً الدخول إليها بشكل جنوني.

تصرفات ماغدولينا الأشبه بـ"الفلاكا"


وقد تكون فرضية الطبيب في محلّها بحالة ماغدولينا، لأن شهادة الممرضة فاتن أحمد التي كانت معها في غرفة المستشفى قبل الانتحار، تؤكد أنها كانت تحاول الهرب من شيء ما، ولم تكن تحاول الانتحار، ولم تدرك كذلك أن المكان مرتفع.

وفيما يتعلق بالتصرفات الهجينة التي تسببها مخدرات "فلاكا"، فقد ذكر مصدر مطلع على الواقعة، في 9 مايو/أيار الجاري، لعربي بوست، أنه كان لماغدولينا "سلوكيات غريبة، ربما تشير إلى عدم اتزانها النفسي أو العصبي"، مشيراً إلى "استلقائها عارية خارجاً في لوبي الفندق، الذي تقيم فيه، يوم 28 أبريل/نيسان الماضي، ورفضها تناول الطعام لعدة أيام، وكان سلوكها بشكل عام سبباً في قرار المنتجع بطلب مغادرتها فوراً".

كما أن تصرفاتها التي أثارت ريبة أسرتها منذ قضائها اليوم الأول في مصر، تحدّثت عنها العائلة بحسب ما نشر موقع ستورم فرونت البولندي، فذكروا أنه خلال تواصلها معهم "كانت تصرفاتها غريبة، وجدنا صعوبة في فهمها، كانت ماغدالينا مذعورة".

أسئلة كثيرة حول فرضية المواد المخدرة هذه يجيب عنها التشريح الذي من المفترض أن يعاد في بولندا، لدى وصول جثمان ماغدولينا جوك.

وكان المدعي العام البولندي، قد وصل الأربعاء، 10 مايو/أيار، إلى مصر، للمشاركة في التحقيقات على مدار الأيام الستة القادمة، ومن المتوقع أن يصطحب جثة الضحية معه إلى بولندا، حيث تنتظرها عائلتها، التي لم تصدِّق رواية الانتحار، وأنها ألقت نفسها من نافذة المشفى الذي نُقلت إليه في الغردقة، بحسب والدها. وشدَّد على أنه طلب من بروفسور شهير أن يقوم بتشريحها لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة.

وقضية ماغدالينا الآن في يد محقق بولندي خاص، يدعى كرزيستوف روتكوسكي، باشر منذ 2 مايو/أيار الجاري، تحقيقاته، وهو أيضاً لا يؤمن بفكرة انتحارها، ما يطرح سيناريوهات عديدة حول وفاة الفتاة البولندية.

تحميل المزيد